عمار عزيز

لا يزال 70 ايزيدياُ "مفقودين" وذلك بحسب احصائية للبيت الايزيدي في سنجار الذي يتولى الدفع عن حقوق الايزيديين. ويتهم بعض أبناء المكون الايزيدي القوى المتواجدة في المنطقة بالوقوف وراء الأمر، مطالبين الحكومة العراقية بالتدخل.

ونظم عدد من سكان قضاء سنجار تجمعاَ احتجاجياُ مساء يوم الأحد، 26 تموز في منطقة سردشت طالب فيها ذوو المفقودين بالكشف عن مصيرهم.

فقير حجي، من أهالي قضاء سنجار وأحد المشاركين في التجمع، والذي اختفى أحد أبنائه البالغ من العمر 21 سنة في 15 نيسان 2018، قال لـ(كركوك ناو) "كان ابني يعمل معي، كنا منشغلين بالزراعة وتربية المواشي، لم تكن لنا أية علاقة بالسياسة والأحزاب، ولم يرتكب ابني اي جُرم."

"استفسرنا عن مصيره من الجهات الأمنية في سنجار، يخبروننا بأنه ليست لديهم أية معلومات، قبل ستة أشهر قال أحد أقربائنا بأنه شاهده في منطقة حفتانين."

حفتانين هي منطقة واقعة تحت نفوذ قوات حزب العمال الكوردستاني على الحدود الواقعة بين العراق وتركيا.

"الشخص الذي أطلعنا على تلك المعلومة، كان في حفتانين لفترة، لذا نعتقد بأن ما قاله صحيح 100%"، واتهم فقير حجي القوى الموالية لحزب العمال الكوردستاني في سنجار بالوقوف وراء اختفاء ابنه.

تعتبر وحدات مقاومة سنجار ووحدات ووحدات حماية النساء من القوى الايزيدية القريبة من حزب العمال الكوردستاني في سنجار، وتشكلت هذه القوى بعد هجوم داعش على المنطقة في عام 2014 ولعبت دوراً مهماً في استعادة المنطقة من تنظيم داعش.

(كركوك ناو) لم تتمكن خلال اليومين الماضيين من أخذ تصريحات من مسؤولي تلك الجهتين بسبب عدم استعداده للإدلاء بأي تصريح، لكنهم اكتفوا بالقول بأنها " مسألة داخلية."

وقال فقير حجي "أعرف أكثر من 20 شخصاً آخرين ممن بات أبناؤهم أو بناتهم مفقودين، استفسرنا عديد المرات من قياديين قريبين من حزب العمال الكوردستاني وأخبرونا بأن ابني سيعود الينا في أقرب وقت، لكن لم يطرأ أي جديد."

أعرف أكثر من 20 شخصاً آخرين ممن بات أبناؤهم أو بناتهم مفقودين

الجهتان القريبتان من حزب العمال الكوردستاني واللتان أعلنتا أكثر من مرة بأنهما جزء من القوات العراقية، تشكلتا في عام 2014 من قبل ايزيديي المنطقة وانضم أهالي المنطقة لصفوفهما بصورة طوعية.

بحسب احصائية للبيت الايزيدي تم تسجيل 70 شاب وشابة ايزيدية كمفقودين خلال العامين الماضيين.

التجمع الاحتجاجي الذي عُقِد يوم الأحد، 26 تموز، نُظِّم من قبل البيت الايزيدي ومقره في منطقة سردشت (جبل سنجار).

جميل سليمان، مسؤول العلاقات في البيت الايزيدي قال لـ(كركوك ناو) "حدثت أمور مريبة في قضاء سنجار بعثت الخوف والهلع بين الايزيديين."

وتابع جميل "اختفاء الناس، نشوب الحرائق في جبل سنجار والمساعي الرامية للتغير الديموغرافي في المنطقة اضافةً الى تعدد القوى المتواجدة أدت الى تدهور الأوضاع في سنجار."

تعدد القوى المتواجدة في سنجار كانت الى حد ما وراء اخفاء مرتكبي الحوادث، وبحسب احصائية لـ(كركوك ناو) تتواجد خمس قوى مختلفة داخل القضاء، وتشمل قوات الحشد الشعبي، وحدات مقاومة سنجار، الشرطة المحلية، الجيش العراقي وبيشمركة ايزيدخان.

واشار جميل سليمان الى أن "الحريق الذي نشب في جبل سنجار على سبيل المثال، كان حسب معلوماتنا حادثاً مقصوداً تقف وراءه قوة غير شرعية"، دون ذكر اسم هذه القوة.

"لهذا التجمع ثلاثة أهداف رئيسية، طرد قوات حزب العمال الكوردستاني، الكشف عن مصير 70 شخصاً مفقودين، وازالة عشرات النقاط العسكرية والمقرات الحزبية في جبل سنجار"، كما قال جميل.

وطالب المتظاهرون الحكومة العراقية بالتدخل، واخراج القوى الغير شرعية وانهاء وجود المقرات الحزبية والعسكرية داخل قضاء سنجار، والتي باعتقادهم ستكون خطوة مساعدة للكشف عن مصير مفقوديهم."