المئات من الناس تهرع محملة بالدلاء والبراميل وحتى أواني الطبخ متجهة الى مشروع الماء في أطراف البلدة ليرووا ظمأهم وظمأ أطفالهم. هذا المشهد في قضاء طوز خورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين، شَبَّهَه هلكورد محمد، صاحب صهريج مياه، بـ"نهاية العالم."
الحصول على مياه الشرب في منطقة وصلت درجة الحرارة فيها الى حوالي 50 درجة مئوية، أصبح أزمةً يعاني منها أهالي طوز خورماتو منذ عدة أيام، والسبب خلل كهربائي في مشروع الماء الرئيسي.
هلكورد الذي يزود المواطنين بصهريج ماء مقابل 15 ألف دينار، قال لـ(كركوك ناو) "ما يحدث في طوز خورماتو كارثة ولا أحد يهتم بحل هذه الأزمة، الجهات المعنية تقول بأنها ستعالج المشكلة لكن لا شيء في الأفق، يصلني يومياً 200 اتصال هاتفي من الناس يطلبون فيها تزويدهم بمياه الشرب."
ما يحدث في طوز خورماتو كارثة ولا أحد يهتم بحل هذه الأزمة
وأضاف هلكورد "الناس مضطرة لشراء مياه الشرب، بعض أصحاب الصهاريج المتنقلة يطلبون 20 الى 30 ألف دينار مقابل كل صهريج."
خلال يومين فقط، زوَّد هلكورد صهاريج مياه لـ 100 شخص في حي كوماري ذات الأغلبية الكوردية، وهو نفس الحي الذي يسكن فيه هلكورد.
نجم هاشم، من سكنة حي بنار في دوز خورماتو، قال لـ(كركوك ناو) "لم نواجه أزمة كهذه طوال حياتنا، نسعى للحصول على المياه في هذا الصيف الملتهب."
لم نواجه أزمة كهذه طوال حياتنا، نسعى للحصول على المياه في هذا الصيف الملتهب
الميسورون بإمكانهم تأمين كلفة صهاريج المياه، الا أن الكثيرين من ذوي الدخل المحدود يضطرون للجوء لمشروع ماء القضاء وجلب المياه في براميل، دلاء أو أواني الطبخ.
تزامنت أزمة المياه الخانقة مع وصول درجات الحرارة في بعض محافظات العراق الي 52 درجة مئوية، فيما أعلنت دائرة الأنواء الجوية في محافظة صلاح الدين بأن درجات الحرارة في اليومين الماضيين وصلت الى 49 و50 درجة مئوية.
عصام نقي، مدير الري في طوز خورماتو قال لـ(كركوك ناو) "طرأ خلل تقني في مشروع ماء طوز خورماتو ونحن الآن بصدد معالجته، نحتاج لبعض المعدات التي ننتظر وصولها من بغداد."
وتابع قائلاً " الأزمة طالت الأحياء الكوردية بشكل أكبر، الجهات الحكومية تعمل على تزويد تلك الأحياء بمياه الشرب عن طريق صهاريج المياه المتنقلة مرة كل عدة أيام."
غير أن المواطن نجم هاشم أشار الى أن عملية التوزيع لا تجري بصورة عادلة، متهماً البعض باحتكار صهاريج المتنقلة وعدم تزويد جميع الأهالي بالمياه.