أمير خانقيني – ديالى

بعد أن قضى ست سنوات في مخيم للنازحين، حصل أياد أخيراً على موافقة الجهات الأمنية للعودة الى قريته (صالح حبيب)، الواقعة في منطقة حمرين. بعد أيام قليلة، سيودع خيمته التي أوته في خانقين، لكن كما يقول، سيعود الى الأنقاض.

أياد هو أحد أفراد 750 عائلة نازحة حصلت يوم الخميس، 13 آب، على التصاريح الرسمية للعودة من مخيمات النازحين الى قراهم.

"فقدنا جميع مواشينا، جفت أراضينا الزراعية وآبار المياه، نُهِبَت مكائننا الزراعية، فكيف سنعيش الآن؟"، وأضاف أياد "معظم منازلنا دُمِّرت أو أُحرِقَت، والحكومة ترسلنا الى مناطقنا دون أي تعويض."

فقدنا جميع مواشينا، جفت أراضينا الزراعية وآبار المياه، نُهِبَت مكائننا الزراعية، فكيف سنعيش الآن

بدأت ادارة محافظة ديالى بإجراءات عودة الوجبة السادسة والثلاثين من النازحين في مخيمات النزوح التي انشأت في مناطق مختلفة من المحافظة صوب قراهم التي نزحوا منها، ومن المقرر أن تشهد المرحلة المقبلة عودة جميع النازحين في المحافظة.

الوجبة الحالية التي تشمل 750 عائلة، هم من أهالي قرى حوض حمرين في حدود ناحية السعدية، هذه العوائل نزحت منذ عام 2014 بعد هجوم تنظيم داعش على مناطقهم.

قرار العودة يأتي في الوقت الذي تفتقر فيه قراهم الى الخدمات الأساسية كالكهرباء، المراكز الصحية والمدارس، علاوة على أن استئناف أعمال الزراعة وتربية المواشي سيحتاج الى وقت.

أياد حبيب، بعد أن حصل على تصريح العودة، قال "نطالب بالتعويضات والأمان، في الوقت الحاضر لا نعلم فيما ان كانت الطرق قد طُهِّرَت من العبوات الناسفة والمخلفات الحربية أم لا."

العوائل التي تحصل على تصاريح العودة يجب أن تجتاز ثلاث مراحل من التدقيق الأمني وهي، استخبارات وزارة الداخلية العراقية، قيادة عمليات ديالى والحشد الشعبي، وسيتم حجب التصريح عن أية عائلة تكون عليها ملاحظات وتحفظات من قبل أي من تلك الجهات الأمنية.

منذ انطلاق عملية اعادة النازحين، حصلت قرابة ستة آلاف عائلة على التصاريح، وتبقت ألف و500 عائلة أخرى، وذلك بحسب أحمد الزركوشي، مدير ناحية السعدية.

الزركوشي قال لـ(كركوك ناو) "في الوقت الحاضر تتبقى وجبة واحدة فقط من النازحين بعدها سيُغلق ملف النازحين في المحافظة."

في الوقت الحاضر تتبقى وجبة واحدة فقط من النازحين بعدها سيُغلق ملف النازحين في المحافظة

لكن مدير ناحية السعدية أوضح بأن بعض العوائل ترفض العودة الى ديارها رغم حصولها على الموافقات الرسمية، "البعض منهم أسسوا أعمالاً في المناطق التي نزحوا اليها واصبحت معيشتهم تعتمد عليها، لذا يرفضون العودة الى قراهم، والبعض الآخر تعرضت منازلهم للدمار وليس بمقدورهم اعادة بنائها."

بصورة عامة، الحكومة الآن بصدد تقصي حجم الأضرار التي لحقت بالعوائل النازحة لكي تقوم بتعويضهم، وربما يكون ذلك السبب الرئيسي وراء عدم عودة قسم من النازحين.

الشيخ ضياء سيد ابراهيم، أحد وجهاء قبيلة الصميدع في حوض حمرين، قال لـ(كركوك ناو) "اليوم بإمكاننا العودة لقرانا ومعرفة ما حل بمنازلنا وممتلكاتنا، مرت ست سنوات دون أن أستطيع الذهاب لقريتي."

وتابع الشيخ ضياء، الذي يقطن قرية سيد ابراهيم التابعة لناحية السعدية، قائلاً "لدينا معلومات بأن بعض المنازل في القرى دُمّرَت أو أُحرقت، نطالب بتعويض النازحين وتوفير الماء، الكهرباء والخدمات الأساسية الأخرى قبل عودتنا."

لدينا معلومات بأن بعض المنازل في القرى دُمّرَت أو أُحرقت، نطالب بتعويض النازحين وتوفير الماء، الكهرباء والخدمات الأساسية

وكانت التصاريح الأمنية لعودة النازحين قد وُزعت في مراسيم خاصة في ناحية السعدية، بحضور محافظ ديالى مثنى التميمي الذي قال "نعم، منازلهم تدمرت ولم يعد لبعض العوائل مكان للسكن، أثناء الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي الى ديالى طلبت منه تخصيص مبلغ مالي لهم لكي يعيدوا بناء منازلهم."

من جانبها، تشدد القوات الأمنية على عودة الأمن والاستقرار الى قرى السعدية التي يعود اليها النازحون وتتعهد بحماية أرواحهم.

أوب عقيل، أحد قادة قوات الحشد الشعبي، قال في تصريح لـ(كركوك ناو) "نحن نستطيع أن نضمن حماية أرواحهم في المناطق التي تتواجد فيه قواتنا، المنطقة آمنة تماماً، لكن نسبة 60% من المنازل قد دُمِّرَت."

وأضاف أبو عقيل "تعرض قطاع الماء والكهرباء لأضرار جسيمة، المدارس والمراكز الصحية تحتاج الى أعادة تأهيلها."

العديد ممن منحوا تصاريح العودة أكدوا لـ(كركوك ناو) عدم استعدادهم للعودة الى قراهم لحين توفّر الخدمات الأساسية فيها.