موعد تشكيل غرف العمليات المشتركة لم يُحسَم بعد..
البيشمركة: لا صحة لأنباء عودة قواتنا الى كركوك

اللواء الثاني مشاة في قوات البيشمركة تصوير: الموقع الالكتروني لوزارة البيشمركة

كوران بابان- كركوك

مراكز التنسيق المشتركة المزمع تشكيلها من قبل الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان في المجال العسكري، لم تُحَدَّد مواقعها ولا موعد تشكيلها بعد، والتي كان الهدف منها سد الثغرات الأمنية وليس عودة قوات البيشمركة الى كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها.

وفدا وزارة البيشمركة ووزارة الدفاع العراقية بانتظار تحديد موعد لاستئناف المرحلة الأخيرة من المباحثات بهدف تشكيل ستة غرف عمليات مشتركة.

من المقرر أن تكون اثنان من غرف العمليات المشتركة في بغداد وأربيل، والبقية في كركوك، مخمور، ديالى والموصل.

اللواء قارمان كمال، نائب رئيس أركان البيشمركة قال لـ(كركوك ناو) "ممثلو الوزارتين حالياً بصدد تحديد المناطق التي تعد ذو أهمية للجانبين بصورة ميدانية، لكي يتم العمل عليها خلال عملية تشكيل الغرف المشتركة."

ممثلو الوزارتين حالياً بصدد تحديد المناطق التي تعد ذو أهمية للجانبين بصورة ميدانية

وزارة البيشمركة بانتظار أن تحدد بغداد موعد الاجتماع المقبل.

"نسمع أحياناً أنباءاً تتحدث عن عودة البيشمركة الى كركوك، هذه الأنباء لا صحة لها، كل ما هنالك هو التباحث حول تشكيل مراكز تنسيق مشتركة مهمتها تبادل المعلومات والعمل المشترك"، حسبما قال اللواء قارمان.

وأضاف بأن من المرتقب أن يتم في الاجتماع القادم تحديد صيغة وكيفية عمل مراكز التنسيق المشتركة.

مباحثات تشكيل غرف العمليات المشتركة بين الوزارتين جاءت عقب سلسلة من المفاوضات بسبب تصاعد التوتر والهجمات المسلحة في كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها في نينوى، ديالى وصلاح الدين.

oparasionn

كركوك/ 2 حزيران 2020/ انطلاق عملية عسكرية للقضاء على تهديد الجماعات المسلحة في الحدود الفاصلة بين محافظتي كركوك وصلاح الدين   تصوير: كركوك ناو

اللواء تحسين الخفاجي، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية قال في تصريح لقناة العراقية الشبه رسمية في 19 آب "قوات البيشمركة لن تعود الى كركوك"، وأوضح بأن الملف الأمني للمحافظة ستكون تحت اشراف قيادة العمليات المشتركة.

الخفاجي أضاف بأن هناك تنسيق بين القوات الاتحادية والبيشمركة بشأن كركوك والعمل المشترك لمواجهة الارهاب والتحديات الأمنية.

الدستور العراقي يجيز للقوات الأمنية التابعة للحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان ادارة المناطق المتنازع عليها بصورة مشتركة.

من جانبه قال نائب رئيس أركان البيشمركة "هناك بعض المناطق التي تم تحديدها كمقرات لمراكز التنسيق المشتركة في كركوك ومخمور على سبيل المثال، لكن هناك آراء متباينة حول تحديد مواقع أخرى لبعض تلك المقرات."

"اذا تم في الاجتماع المقبل تحديد مواقع المقرات المشتركة وتوقيع الاتفاقات فمن الممكن أن نشكّل غرف العمليات المشتركة خلال هذا العام"، كما قال اللواء قارمان.

فمن الممكن أن نشكّل غرف العمليات المشتركة خلال هذا العام

ويأتي ذلك في حين أشار كتاب صادر من قيادة العمليات المشتركة في العراق في 8 آب الى موافقة رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي على انشاء أربعة مراكز تنسيق مشتركة مع اقليم كوردستان.

وفقاً للكتاب – والذي لم تتمكن (كركوك ناو) من التأكد من صحته- ستُشَكّل مراكز التنسيق المشتركة في مناطق جيمن بكركوك، خانقين، مخمور وغرب نينوى.

ويقول شورش اسماعيل، وزير البيشمركة في حكومة اقليم كوردستان "نبذل جهوداً متواصلة مع الجيش العراقي لكي نحدد معاً نقاطاً مشتركة بهدف سد الثغرات الأمنية في تلك المناطق التي أصبحت مياديناً لنشاطات داعش الارهابية."

تصريحات الوزير جاءت في اجتماع عقده برلمان اقليم كوردستان في 27 تموز الماضي لمناقشة الأوضاع في المناطق المتنازع عليها.

وزير البيشمركة أكد بأن مفاوضاتهم مع وزارة الدفاع "سارت باتجاه جيد ونحن نسعى للوصول الى اتفاق بأسرع وقت."

المفاوضات سارت باتجاه جيد ونحن نسعى للوصول الى اتفاق بأسرع وقت

الوضع الأمني غير مستتب حالياً في بعض المناطق المتنازع عليها، حيث تقوم الجماعات المسلحة بشن هجمات تستهدف القوات الأمنية والمدنيين.

"الحكومة العراقية جادة هذه المرة في العمل المشترك، لكننا لحد الآن غير متأكدين تماماً من نواياهم، نحن أيضاً مهتمون بالأوضاع في المناطق الكوردستانية المستقطعة وكانت قواتنا سابقة متمركزة هناك، نحن على علم بأن أرواح سكان تلك المناطق مهددة"، حسبما قال نائب رئيس أركان البيشمركة.

اللواء قارمان كمال استشهد بالاتفاق الذي توصل اليه الجانبان لسد الفراغ الأمني في كفري على طول 27 كيلومتراً، والتي كانت تشهد من قبل تحركات مكثفة لمسلحي داعش، "بعد رفضنا للآخر عدة مرات، توصلنا اخيراً الى اتفاق هناك، لذا بإمكاننا أن نتفق بخصوص المناطق الأخرى."

الاتفاق الذي اشار اليه اللواء قارمان كان قد عُقِد منتصف شهر تموز الماضي والذي تضمن انشاء 10 نقاط أمنية في المناطق التي تنشط فيها الجماعات المسلحة بين قضاءي كفري وطوز خورماتو.

kirkuk-xopishandan

كركوك/ 15 تشرين الاول 2019/ تظاهرات احتجاجية للمكون العربي ضد قرار اخلاء مقر قيادة العمليات المشتركة وتسليمه للحزب الديمقراطي تصوير: كركوك ناو

قوات البيشمركة عززت تواجدها في أغلب المناطق المتنازع عليها بعد 2014، في اعقاب هجمات تنظيم الدولة (داعش)، لكنها انسحبت من تلك المناطق بعد أحداث 16 تشرين الاول 2017 وعودة القوات التابعة لحكومة الاتحادية، نتيجة الخلافات التي نشأت بين بغداد واربيل بسبب الاستفتاء على استقلال اقليم كوردستان.

 "البيشمركة أكثر دراية بجغرافية تلك المناطق،... القوات العراقية لا تستطيع توفير الأمن في هذه المناطق لوحدها"، اللواء قارمان كمال ألمح الى أن المباحثات تُجرى بإشراف قوات التحالف الدولي مشدداً على عدم قبولهم لأية قرارات أحادية الجانب.

الأحزاب والجهات التركمانية والعربية في كركوك، من ضمنهم نواب في البرلمان، أعلنوا من خلال بيانات اصدروها في شهر تموز الماضي رفضهم القاطع لتشكيل غرف عمليات مشتركة بين الجيش والبيشمركة، كما رفضوا عودة القوات الأمنية التابعة لحكومة اقليم كوردستان الى محافظة كركوك.

بحسب نائب رئيس أركان البيشمركة "هذه الاحتجاجات ستؤثر بشكل من الأشكال على الحكومة الاتحادية، لأنهم يمارسون الضغوط لكي لا يصلوا الى اتفاق مع البيشمركة."

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT