14 قرية بدون طبيب...
كيف يتعامل كاكائيو تلك القرى مع هذا الواقع المرير

كركوك / 2020/ ممرضة في مركز طوبزاوة الصحي في قضاء داقوق تعطي اللقاح لطفل حديث الولادة  تصوير: كاروان الصالحي

كاروان الصالحي

 مركز طوبزاوة الصحي أُنشِأ قبل 56 عاماً لكنها الآن بدون طبيب، في حين أن هذه الوحدة الصحية هي الملاذ الوحيد لسكان 14 قرية أغلبهم من الأقلية الكاكائية.

رغم قلة المستلزمات الطبية، يقدم المركز الصحي الواقع في قرية طوبزاوة بقضاء داقوق الخدمات الصحية لثلاثة آلاف شخص.

"لا تُجرى عندنا الفحوص المختبرية الخاصة بفيروس كورونا، حيث أن هذا الفحص يتوفر فقط في مركز داقوق الصحي"، حسبما قال حسين علي أحمد، مدير مركز طوبزاوة الصحي.

بالرغم من تفشي فيروس كورونا في المناطق المتنازع عليها، لا تتوفر الفحوصات المختبرية الخاصة بالفيروس في جميع الوحدات الصحية، في الوقت الذي تشير فيه التقارير الطبية الى أن التشخيص المبكر للمرض عامل مساعد في معالجة المصاب و الحد من انتقال الفيروس الى أشخاص آخرين.

حسين علي قال لـ(كركوك ناو) "في حال راجَعَنا شخص تظهر عليه أعراض الإصابة بفيروس كورونا، فكل ما نستطيع فعله هو مطالبته بالتقيد بالتعليمات الصحية و  وضع نفسه في الحجر الصحي.

مركز طوبزاوة الصحية أُنشِأ في عام 1964، في ثمانينيات القرن الماضي أغلق النظام البعثي المركز أمام المواطنين، لكن في عام 2003 أعيد افتتاح المركز بعد اعادة تأهيله.

و أوضح مدير مركز طوبزاوة الصحي قائلاُ "الخدمات الصحية هنا جيدة نسبياً، خصوصاً من حيث توفُّر الأدوية، لكن هذا المركز الذي تعتمد عليه 14 قرية في المنطقة لا يوجد فيا طبيب".

سكان تلك القرى التي تعتمد على مركز طوبزاوة للحصول على الخدمات الصحية يبلغ تعدادهم ثلاثة آلاف نسمة، من مختلف المكونات القومية و الدينية، من ضمنهم الكاكائيون.

"نحن بحاجة ماسّة الى طبيب، و من الأفضل أن تكون طبيبة، منتسبو المركز الصحي يؤدون مهامهم على أكمل وجه، لكن بعض النساء تضطرن للذهاب الى داقوق أو العيادات الطبية خارج القضاء لمراجعة طبيبة"، هذا ما قالته ريحان نعمان، من اهالي قرية طوبزاوة.

الاجراءات الوقائية التي شهدتها  الأشهر الماضية للحد من انتشار كورونا، من ضمنها الحظر العام للتجوال، شكَّلَت عائقاَ أمام الناس و منعتهم من مغادرة قراهم لزيارة الأطباء.

يوجد 14 موظف و معاون طبي في المركز الصحي، أغلبهم من الأقلية الكاكائية، يقدمون العلاج الأولي لما يقرب من 35 مراجع يومياً، و بإمكانهم اجراء بعض العمليات الصغيرة مثل غرز الجروح.

topzawa (3)

داقوق / أيلول 2020/ لا تتوفر الفحوصات المختبرية لفيروس كورونا في مركز طوبزاوة الصحي و يكتفي المركز بتقديم الارشادات حول سبل الوقاية من الفيروس  تصوير: كاروان الصالحي 

جابر جبرائيل ميكائيل، معاون طبي في مركز طوبزاوة الصحي، قال لـ(كركوك ناو) "في الوقت الحاضر تتركز مهامنا على تقديم الارشادات للناس حول الوقاية من فيروس كورونا، و ذلك عن طريق فريق متنقل يخرج في خمس جولات ميدانية كل اسبوع."

مهام هذا الفريق تتمثل في نشر الملصقات الخاصة بالوقاية من كورونا و حث الناس على ارتداء الكمامات و القفازات و الابتعاد عن الأماكن المزدحمة و الأسواق.

و اشار جابر الى اصابة اثنين من موظفي المركز بفيروس كورونا نتيجة اختلاطهم مع الناس و هما الآن في الحجر الصحي.

الى جانب القطاع الصحي، تعاني القرى الكاكائية في داقوق من عدم توفر الخدمات الأساسية الأخرى.

topzawa (4)
داقوق / أيلول 2020/ مركز طوبزاوة أُنشِأ قبل 56 عاماً  و لا يزال في نفس المبنى منذ ذلك الحين تصوير: كاروان الصالحي

"المسافة بين المركز الصحي و القرى كبيرة، رزقت كنّتي بمولود قبل شهرين لكننا لم نأخذه لتلقي اللقاح بسبب بعد المركز و عدم توفر مركبة اضافة الى حظر التجوال"، تقول فاطمة محمود.

فاطمة، كاكائية من قرية عرب كويي، طالبت عن طريق (كركوك ناو) بإنشاء مركز صحي آخر و معالجة مشكلة نقص الخدمات الأخرى.

المركز الصحي لديه فرق متنقلة لتلقيح الأطفال، الا أن الظروف الأمنية تحول دون تمكنهم من ارسال تلك الفرق الى جميع القرى.

حول ذلك قال مدير المركز الصحي "لا نستطيع أن نعرض حياة العاملين للخطر، لذا نضطر الى تدريب معلم أو شخص كفوء من أهالي القرية حول كيفية تطعيم الأطفال."

المستلزمات الوقائية التي تُرسَل من كركوك شحيحة و هي تكفي منتسبي المركز الصحي فقط.

متشبثاً بأمل طال ست سنوات، بعد تَعَطُّل مشروع بناء مستشفى في المنطقة بسبب الحرب، ينتظر حسين علي بدء العمل لإنشاء مبنى جديد مجهز بكافة الأجهزة و المستلزمات و صالة للعمليات الجراحية لكي تلبي احتياجات أهالي المنطقة.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT