كاروان الصالحي – كركوك

 رغم أن عمره 10 سنوات فقط، الا أنه يقود جراراً و يقوم بصحبة والده بجمع النفايات في قريته مقابل أجر شهري يبلغ 50 ألف ديناراً.

تقطن أكثر من 415 عائلة في قرية كومبتلر في ناحية يايجي التابعة لمحافظة كركوك، أهالي القرية يتبرعون شهرياً بالمال لغرض جمع و ازالة النفايات.

غسان كنعان (10 سنوات)، يعيش مع عائلته في قرية كومبتلر، قال لـ(كركوك ناو) "أحب أن أعاون والدي في جمع النفايات و التخلص منها، هو لا يقدر أن يقود الجرار و يجمع النفايات في الوقت نفسه، لذا أقود الجرار بدلاً عنه."

هذا الطفل يتولى قيادة الجرار يومي الخميس و السبت من كل اسبوع و معاً يجمعان نفايات القرية.

"والدي يعطيني 50 ألف دينار شهرياً مقابل قيامي بقيادة الجرار."

غسان طالب في المرحلة الرابعة الأساسية و له ثلاث شقيقات، "أرغب في اكمال دراستي لكي اصبح طياراً."

أرغب في اكمال دراستي لكي اصبح طياراً

بموجب قانون العمل في العراق، لا يجوز تشغيل الأحداث من الجنسين قبل تمام سن الخامسة عشرة و مخالفة هذا القانون تترتب عليه عقوبات.

كنعان محمود، والد غسان، قال لـ(كركوك ناو) "لا يوجد أي عامل مستعد للقيام بقيادة الجرار مقابل أجر قليل، لذا اضطررت لتعليم ابني القيادة و هو الآن يقود الجرار فيما اقوم بجمع النفايات و وضعها في مؤخرة الجرار ثم التخلص منها."

والد غسان تحجج بأن مستوى ابنه الدراسي منخفض و أنه رسب في خمس مواد في الصف الرابع، "رغم أني أعطيه 50 ألف دينار شهرياً، الا أنني لا أرغب في تشغيله لأنه ابني الوحيد، لكنني مضطر لذلك."

سكان قرية كومبتلر يجمعون مبلغ خمسة آلاف دينار من كل عائلة و يعطونها لكنعان لكي يتولى مهمة رفع النفايات عوضاً عن البلدية.

الحاج عصام جبار، مختار القرية، قال لـ(كركوك ناو) "تدفع كل عائلة شهرياً ذلك المبلغ لوالد غسان لكي يقوم بجمع النفايات بواسطة جرّاره، و بعد ذلك يتخلص منها في وادِ يبعد عدة كيلومترات عن القرية."

قرية كومبتلر تعرضت للتدمير في عام 1987، و بعد عام 2003 أعيد إعمارها.

الحكومة قامت بتقليص الميزانية المخصصة لإزالة النفايات في كركوك من مليار و200 مليون دينار الى 200 مليون دينار فقط، وهذا هو السبب الرئيسي وراء تراكم النفايات في المدينة، بحسب ما اشار اليه فريدون عادل، مدير بلدية كركوك، في تصريح سابق لـ(كركوك ناو).

تشتهر قرية كومبتلر بنظافتها و اهتمام ساكنيها بالبيئة، منظر المنازل الملونة من الأشياء التي تشد ناظري زائريها.