"تلك الشقيقتان كانت مسكينتين، مطيعتين و منسجمتين مع بعض"، هكذا وَصَف عدد من الناس القريبين من ذوي الشقيقتين من جمجمال اللتين قُتِلَتا قبل ايام، و شددوا على أنهما "لم تكونا تتذمران حتى لو أُعطِيَتا قطعة خبز جافة."
بعد مضي اسبوع على اختفائهما، عُثِر على جثتي الشقيقتين آواره (19 سنة) و هيلين (17 سنة) مدفونتين في قبر يوم الأربعاء، 9 ايلول، بعد اكتمال اجراءات التشريح في الطب العدلي و بعد عدم حضور أحد من اقاربهما لتسلم الجثتين، أعيد دفنهما في قضاء جمجمال بقرار من قائممقام القضاء في مراسيم حضرها ممثلو منظمات المجتمع المدني.
أناس قريبون من أسرة الضحيتين في قرية برايم آغا أكدوا لـ(كركوك ناو) بأنهما كانتا "منسجمتين، رزينتين و عاشتا حياةً مليئة بالشقاء في كنف عائلة مفككة."
فقي حسيب، والد الفتاتين تزوج مرتين و طلّق كلتيهما، و السبب بحسب ما رواه بعض أقاربه يعود الى أنه كان "يعاملهن بصورة سيئة و قد سجلتا شكاوى ضده."
فقي حسيب صدر أمر بالقبض عليه بقرار من القاضي، لكنه اختفى منذ اليوم الذي اختفت فيه ابنتاه، و هو الآن المتهم الرئيسي في جريمة قتل ابنتيه.
سردار كريم، ابن عم فقي حسيب، يسكن في قرية برايم آغا، قال لـ(كركوك ناو) "قبل وصول الشرطة لم نكن نعرف شيئاً بشأن القبر و مقتل الفتاتين"، و اضاف "عاشتا في شقاء و هذا كان مصيرهما."
فقي حسيب كان سابقاً من منتسبي البيشمركة، و بحسب أقوال الأشخاص القريبين منه "لم يكن ملتزماً بالدوام، و لهذا السبب فُصِل."
والدة آاوارة و هيلين، على لسان أقاربها، تطلقت قبل ما يقرب من عام، نتيجة لذلك، ظلت آواره، هيلين و اختهما الصغرى مع والدهم.
هانا شوان، عضوة ي منظمة التنمية المدنية (CDO)، و التي حضرت مراسيم دفن الشقيقتين في جمجمال، قالت لـ(كركوك ناو) " لحد الآن لا أثر لأختهما الصغرى كذلك."
أقامت تلك العائلة في كركوك لمدة عامين، بعد ذلك انتقلوا الى قريتهم، برايم آغا، قبل ثلاثة أعوام انتقلوا الى ناحية شورش في جمجمال، لكنهم كانوا يزورون قريتهم بين الفينة و الأخرى حيث كان لديهم منزل هناك.
رمك رمضان، قائممقام جمجمال صرّح بأن "الشرطة فتحت ملف تحقيق في القضية...تبين في التقرير الطبي بأن الفتاتين تعرضتا للتعذيب قبل مقتلهما، و أنهما قُتِلَتا بالرصاص، لم تتضح بعد هوية القاتل، لكن صدر أمر بالقبض على والدهما، يجب التحقيق مع الوالد كونه رئيس العائلة."
"نحن كأشقاء، أعمام، أخوال و أقارب هاتين الشقيقتين تولينا الواجب و قمنا بدفنهما"، هذا ما قاله رمك رمضان.
الحادث انتشر بسرعة في شبكات التواص الاجتماعي مخلفةَ استياءً عاماً، ممثلو منظمات حقوق المرأة و منظمات المجتمع المدني شاركوا في مراسيم الدفن و طالبوا بإجراء تحقيق عادل في القضية.
جيران الضحيتين في ناحية شورش اشاروا الى أنهم لم يعرفوا ماذا حل بالشقيقتين و لم يروهما منذ اختفائهما بداية شهر أيلول.
في 9 ايلول، زار مراسل (كركوك ناو) قرية برايم آغا و وثّق المكان الذي عُثِر فيه على جثتي الشقيقتين.
القبر الذي دُفِنتا فيه بعد مقتلهما يقع في منطقة نائية و وعرة يقول أهالي القرية بأنها كانت مقبرةً فيما مضى.
كان هناك معولان و قفازان بالقرب من القبر، يُرَجّح أنها تعود لفرق الأدلة الجنائية.
في 17 تموز من هذا العام، سجّلَت الفتاتان شكوى ضد والدهما بسبب "ارتكاب العنف" و أودِعتا على إثر ذلك في احدى ملاذات النساء في السليمانية، لكن في 11 آب ، بعد أن قدم والدهما تعهداً خطياً، أُعيدت الفتاتان بقرار من القاضي الى والدهما."
تقول هانا شوان "أُلقي القبض عدد من الأشخاص و حالياُ يتم التحقيق معهم، لكن لا يزال الشخص الرئيسي و القاتل طليقاً، نخشى أن قتلهما كان مخططاً له و كان هناك اجماع على الأمر و قام أشخاص بتنفيذه."