شهدت ناحية المحلبية، الأربعاء، توقيع ميثاق شرف يشجع نحو 1100 عائلة مهجرة ينتمي احد أفرادها إلى تنظيم الدولة (داعش) على العودة إلى مناطق سكناهم الأصلية.
وذلك في مؤتمراً موسعاً برعاية صندوق الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وحضره القيادات الأمنية والإدارية وشيوخ العشائر في غرب نينوى وأعضاء لجنة السلام، بهدف تعزيز التعايش السلمي وإعادة النازحين إلى مناطقهم.
وأكد قائد شرطة نينوى العميد ليث الحمداني أنه "لا يمكن أن يؤخذ أي مواطن بجريرة غيره، حسب الأنظمة والقوانين السائدة، والأجهزة الأمنية لديها قاعدة بيانات متكاملة حول المطلوبين للقضاء، وشرطة نينوى تعمل على هذا الأساس لإحلال السلام والتعايش السلمي في المحافظة".
لا يمكن أن يؤخذ أي مواطن بجريرة غيره
وشهد المؤتمر توقيع ميثاق شرف يشجع نحو 1100 عائلة مهجرة ينتمي احد أفرادها إلى تنظيم الدولة (داعش) على العودة إلى مناطق سكناهم الأصلية في ناحية المحلبية.
والمحلبية، ناحية تتبع قضاء الموصل إدارياً، وتقع على بعد 35 كم غرب الموصل، يقطنها أكثر من 14 ألف نسمة، وجميع سكانها من القومية التركمانية.
وأعلن قائممقام قضاء تلعفر غرب الموصل، قاسم محمد شريف، انعقاد مؤتمر للتعايش السلمي وإعادة النازحين إلى مناطق غرب محافظة نينوى.
وقال شريف لـ(كركوك ناو) أن "مناطق غرب نينوى أصابها ما أصاب المناطق الأخرى في العراق من ويلات الاقتتال الطائفي بعد سقوط النظام السابق في 2003، وزاد الأمر تعقيداً سيطرة تنظيم داعش عليها في 2014، الذي حاول تمزيق الوحدة الوطنية تحت مسميات مذهبية وعرقية، ولا نسعى لفتح تلك الجراحات التي باتت من الماضي وإنما نعمل ليتحمل كلٌ منا مسؤوليته ورفض إلغاء الأخر".
وأضاف أن "أبناء مناطق غرب نينوى عاشوا لمئات السنين بمحبة ومودة وتآخي وعلى الجميع أن يكافح بكل ما يملك لرأب الصدع وإعادة اللحمة الوطنية والتماسك المجتمعي كما كان عليه.. واستثمر هذه الفرصة لدعوة النازحين بالعودة إلى بيوتهم لتكتمل فرحتنا في عقد هذا المؤتمر".
وأشارت زينة علي أحمد، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، في كلمتها خلال المؤتمر، أن "تفاني لجان السلام المحلية في العمل على إعادة دمج الأشخاص الذين نزحوا من مجتمعاتهم أمر أساسي لضمان مستقبل قوي ومتماسك للشعب العراقي. ويمثل هذا المؤتمر والميثاق الذي نتج عنه، علامة فارقة للمحلبية، ومؤشراً واعداً لسلام المجتمع واستقراره في تقدمه نحو المستقبل".
ويدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عمل 24 لجنة سلام محلية في محافظات نينوى، وصلاح الدين، والانبار، مع التخطيط الجاري لتشكيل لجان إضافية في ديالى وكركوك. وتلعب هذه اللجان دوراً أساسياً في حل النزاعات، والدعوة إلى السلام والتعايش، والعمل لتمكين السكان المحليين من تعزيز التماسك المجتمعي والتصالح في مجتمعاتهم.
وقد أطلق البرنامج مشروعاً عن جاهزية المجتمع لإعادة دمج الأسر التي ينظر إليها على أنها مرتبطة بتنظيم (داعش) بهدف التواصل مع أربعة ألاف عائلة في أربعة مواقع من محافظات نينوى، وصلاح الدين، والانبار في العام الأول، على أن يتبع ذلك مزيد من الأسر في عامي 2021 و 2022.
وتؤدي لجان السلام المحلية، بحسب أعضائها ورؤوساء الوحدات الادارية، دوراً حيوياً في المشروع لتعزيز جاهزية المجتمع وإعادة دمج الأفراد من خلال تصميم وتنفيذ نشاطات تسهل الحوار والوساطة وإعادة الدمج وبناء الثقة بين مختلف فئات المجتمع.
ويقوم هذا المشروع على النهج المشترك للأمم المتحدة والعراق للمصالحة المجتمعية لإعادة دمج الأشخاص الذين يعتقد أنهم ينتمون إلى تنظيم (داعش). ويتم تنفيذ مشاريع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وتدخلاته في إطار برنامج التماسك المجتمعي في العراق بدعم من حكومتي الدنمارك وألمانيا.