لا تزال عشرات العوائل التي نزحت من قضاء طوز خورماتو المتنازع عليه بعد أحداث 16 أكتوبر 2017 ترفض العودة الى ديارها، في حين لم تحصل هذه العوائل على تعويضات و لم يتم تسجيل افرادها من قبل الحكومة العراقية كنازحين.
و تجددت هذه المشكلة بعد ثلاث سنوات من عودة القوات العراقية الى كركوك و المناطق الأخرى المتنازع عليها، الأمر الذي تسبب في نزوح مئات العوائل الكوردية من طوز خورماتو في محافظة صلاح الدين نحو مدن اقليم كوردستان.
وفقاً لإحصائية قامت بها دائرة الهجرة و المهجرين في قضاء طوز خورماتوو، نسبة 17% ممن غادروا القضاء اذبان أحداث 16 أكتوبر و عددهم 500 عائلة لم يعودوا بعد الى ديارهم.
هيرش حسن طه، أحد النازحين الكورد الذين لم يعودوا بعد الى طوز خورماتو و يقيم حالياً في السليمانية، قال لـ(كركوك ناو) "أحرقوا منزلنا و لم نحصل على تعويض، لذا قررنا العيش في السليمانية."
أحرقوا منزلنا و لم نحصل على تعويض
هيرش يعمل كموظف في كركوك و يتنقل يومياً بين المحافظتين، أما زوجته فتعممل كمدرسة و قد نقل خدمتها الى السليمانية و قررا عدم العودة الى طوز خورماتو مطلقاً.
احدى العقبات التي تواجه نازحي 16 أكتوبر تتمثل في عدم الاقرار بهم من قبل الحكومة العراقية كنازحين، لذا تم حرمانهم من الحصول على التعويضات.
علي نوري محمد، نازح آخر من طوز خورماتوو، يقيم حالياً في قرية لنكر في منطقة كرميان قال "كل ما كنت املكه في طوز خورماتو كان محلاً و قد فقدته، أنا الآن نازح هنا و أعمل بأجر يومي."
عائلة علي تتألف من ثمانية افراد و ظروفهم المعيشية متردية، نتيجة لذلك لم يستطع تأمين مصاريف النقل لابنته الكبرى لكي تواصل دراستها، و اخرجها من المدرسة.
"رغم كل شيء، هذا المكان افضل لنا، أحصل على فرص عمل بين الحين و الآخر، ان عدت الى طوز خورماتو ماذا افعل هناك، لن أحصل على أبسط عمل."
ان عدت الى طوز خورماتو ماذا افعل هناك، لن أحصل على أبسط عمل
في 16 أكتوبر، أُحرقَ ما يقرب من 400 منزل في طوز خورماتو، و تم تفجير 85 منزلاً آخر و ذلك بحسب احصائية أعطتها دائرة الهجرة و المهجرين لـ(كركوك ناو).
و تشير الاحصائية الى أن 500 عائلة نازحة، يشكلون نسبة 17% من نازحي 16 أكتوبر، لم تعد الى ديارها بعد.
أيوب جمعة جبار، ممثل وزارة الهجرة و المهجرين العراقية في محافظة صلاح الدين قال لـ(كركوك ناو) "معظم الذين لم يعودوا يرجع لكونهم منتمين للحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي قرر عدم اعادة كوادره و أنصاره بعد، كما أن منازلهم خالية أو تم تفجيرها و لم يحصلوا على تعويضات."
وزارة الهجرة و المهجرين العراقية قدمت مساعدات لـ250 عائلة نزحت في 16 اكتوبر، و هذه النسبة قليلة جداً مقارنة بأعداد العوائل النازحة.
و اضاف جمعة "عدد كبير من العوائل لم يتم تعويضها أو مساعدتها، قُدِّمَت تعويضات للجرحى و ذوي الشهداء، و زارت وزيرة الهجرة و المهجرين قضاء طوز خورماتوو في احدى المناسبات و صرفت لكل عائلة متضررة مبلغ مليون و خمسمائة ألف دينار الى مليوني دينار كمساعدات مالية، لكن المشكلة هي أنهم صرّحوا بأنهم سيقدمون مساعدات لـ250 عائلة فقط لإعادة اعمار منازلهم."