النازحون في كركوك:
نعاني من الجوع و البرد و نخشى كورونا

كركوك/ تشرين الأول 2019/ عشرات العوائل تعيش منذ سنوات تحت الخيم دون توفر الخدمات الضرورية    تصوير: كركوك ناو

ايناس حسن – كركوك

تتفاقم معاناة النازحين في كركوك مع مجيء موجة البرد، حيث يواجهون مشكلة نقص الوقود و عدم صلاحية خيمهم، الى جانب عدم مقدرتهم على تأمين ما يكفيهم من الأغذية بسبب وضعهم المالي المتدهور، ناهيك عن خشيتهم من مخاطر تفشي فيروس كورونا.

لم يتبق في محافظة كركوك غير مخيمين فقط للنازحين يأويان أكثر من ألفي عائلة نزحت من قضاء الحويجة و مدن أخرى في كل من محافظات نينوى، صلاح الدين و ديالى.

"الشتاء على الأبواب، و لحد الآن لم يوزعوا علينا خيماً جديدة و لا المستلزمات الأخرى مثل البطانيات، المدافئ الكهربائية و النفط الأبيض"، كما قالت هدية علي (24 سنة).

هدية، أم لثلاثة أطفال،تخشى من أن نقص مستلزمات الشتاء سيؤدي الى ازدياد معاناتهم بسبب البرد، في حين أن قدرتهم المادية متواضعة و لا يستطيعون شراء الوقود بأنفسهم.

camp kirkuk

كركوك/ 2020/ مخيم ليلان -1 للنازحين     تصوير: ايناس حسن 

الى جانب المساعدات الغذائية التي تزودها الحكومة العراقية، تمنح بعض المنظمات الدولية مساعدات مالية لسكان المخيمات، بالأخص في زمن الكورونا، لكي يتمكنوا من تأمين احتياجاتهم.

أم همام، (33 سنة)، تقول بأن أسرتها لم تستلم ديناراً واحداً طوال ثلاثة أشهر، مشيرةَ الى أنهم كانوا يستلمون مساعدات مالية مرة كل شهرين تمكنهم من شراء الأغذية.

مقدار المبلغ الذي كانوا يستلمونه كان 17 ألف دينار لكل فرد.

"المبلغ الذي كانوا يمنحونه لنا لم يكن يكفي لشراء احتياجاتنا، بالأخص الغذاء، لأن الأسعار مرتفعة و الناس فقدت أعمالها"، حسبما أوضحت أم همام التي تتألف عائلتها من ستة أفراد.

حاويات الزبالة أصبحت بؤراً لتجمع الفيروسات و البكتيريا

اسوة بغيرها من سكان المخيم، انتقدت أم همام التلكؤ في الاستعداد لمواجهة برد الشتاء اضافة الى الخوف من تفشي الجوع بسبب البطالة.

أغلب العوائل الساكنة في المخيم نزحت من ديارها منذ ست سنوات جراء هجمات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام (داعش).

 بالرغم من استعادة مناطقهم، الا أن قسماً من هذه العوائل تعزف عن العودة بسبب عدم توفر الخدمات الأساسية.

ما يثير قلق غفور، (36 سنة)، أكثر من البرد و تردي الوضع المعيشي، هي مخاطر تفشي كورونا داخل المخيم بسبب عدم اتباع أية اجراءات وقائية من الفيروس.

"نعاني من نقص مستلزمات التعقيم، أغلب حاويات الزبالة مهترئة و غير صالحة و أصبحت بؤراً لتجمع الفيروسات و البكتيريا، عوضاً عن أن تصبح وسيلة لجمع و ازالة النفايات، أصبحت هذه الحاويات مصدراً لتفشي الأوبئة"، حسبما قال غفور.

يقول غفور بأن المخيم شهد حملة تعفير وحيدة منذ بداية انتشار فيروس كورونا، و ذلك في الوقت الذي ترتفع فيه معدلات الاصابة بالفيروس في كركوك.

campi kirkuk

كركوك/ 2020/ خيم النازحين لم تعد صالحة و يطلبون توفير خيم جديدة لهم قبل وصول الشتاء     تصوير: ايناس حسن 

و لفت غفور الى أن اجراءات التباعد الاجتماعي لا تُطَبَّق في المخيم نظراً لأن مطابخ المخيم مشتركة، حيث تتشارك أربعة عوائل مطبخاً واحداً، الأمر الذي أجبر بعض سكان المخيم على اعداد الطعام لعوائلهم داخل الخيم لتفادي الاختلاط.

يشترط رائد و بعض من النازحين تأمين حياة كريمة لهم للعودة الى مناطقهم الأصلية، و يطالبون بتوفير الخدمات الأساسية مثل الماء و الكهرباء في مناطقهم على أقل تقدير.

تسعى الحكومة العراقية لإغلاق كافة مخيمات النازحين قبل نهاية هذا العام عن طريق تسهيل العودة "الطوعية" للنازحين و اعطائهم منح تقدّر بمليون و خمسمائة ألف دينار في حال عودتهم.

 في الفترة من 2014 الى 2017 كانت مخيمات ليلان -1، ليلان -2، ليلان -3، نزراوة، يحياوا و داقوق في محافظة كركوك تأوي آلاف العوائل النازحة، لكن مع عودة قسم من النازحين الى ديارهم تم اغلاق بعض منها، حيث يوجد الآن مخيمان فقط هما ليلان -1 و يحياوا.

  

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT