رمزي؛ عامل في حقل بطاطس و الأول على كُلِّيته

رمزي خلف (24 سنة) أثناء عمله في احدى حقول البطاطس   تصوير: الصورة مأخوذة من حساب رمزي الخاص على شبكة فيسبوك

كاروان باعدري

"الشيء الذي آلمني كثيراً و لا زال، كان عندما اضطرت والدتي لبيع خاتمها لكي أستطيع اكمال دراستي الجامعية"، هذا ما قاله رمزي خلف.

حياة رمزي (24 سنة) كانت مليئة بالشقاء، في قرية نائية في سنجار، أجبرهم تنظيم داعش على النزوح من ديارهم وتخلّوا عن تربية المواشي.

"كانت ظروفاً عصيبةً جداً، الوضع المتردي داخل المخيم، التنقل و ضعف قدرتنا المالية مثّلت عوائق كبيرة، كانت أوقاتاً عصيبة بالنسبة لي و لعائلتي، خصوصاً بأنني كنت قد قُبِلت حينها في الجامعة."

وسط مرارة النزوح، قُبِل رمزي خلف في كلية القانون بجامعة الموصل، بات رمزي أمام خيارين، مواجهة المصاعب و اكمال دراسته الجامعية أو الاستسلام للمصاعب.

في النهاية، اختار رمزي الخيار الأول، لم يترك دراسته الجامعية رغم كل ما أصابه، بدأ بالعمل و تمكن بمعونة عائلته من أن يصبح الأول على كُلّيته.

لم أستطع الالتحاق بالجامعة في السنة الأولى بسبب تردي حالتنا المادية

رغم ضياع السنة الأولى من دراسته، لكن رمزي تخرج من كلية القانون في جامعة الموصل متفوقاً على جميع أقرانه.

"عائلتي كانت نازحة، لم يكن من السهل الحصول على فرص عمل، كانت ظروفاً صعبة، لم أستطع الالتحاق بالجامعة في السنة الأولى بسبب تردي حالتنا المادية."

ramzi
عَمِل رمزي خلف في حقل بطاطس طوال السنوات الأربع التي قضاها في الجامعة والنزوح    تصوير: الصورة مأخوذة من حساب رمزي الخاص على شبكة فيسبوك

عائلة رمزي تنحدر من قرية كنعو التابعة لمجمع خانسور شمالي سنجار في محافظة نينوى، و هي تعيش في مخيم شيخان منذ أعوام.

أمنية رمزي منذ أن كان في التاسعة، أن يصبح محامياً،  لكي يدافع عن حقوق شعبه، "كنت أسمعهم يقولون بأن العلم و الجهل ظلام، هذه المقولة مكّنَتني من اكمال الدراسة الجامعية و أن أصبح محامياً."

رمزي تخرج هذا العام من كلية القانون.

خلال السنوات الأربع التي قضيتها في الجامعة، بحثت كثيراً عن العمل، حصلت على فرصة العمل في احدى حقول البطاطس، عملت هناك طوال فترة دراستي و كنت الأول على كليتي في السنوات الأربع كلها."

عائلة رمزي كانت احدى ضحايا تنظيم داعش، و ذلك ما شجعه على كتابة بحث عن "الإبادة الجماعية للايزيديين" في المرحلة الأخيرة من دراسته الجامعية.

يقول رمزي بأن الايزيديين بحاجة الى محامين أكثر من أي وقت مضى، ما حلّ بعائلته و غيرهم في سنجار سيحظى بأولوية أعماله في المستقبل، "أريد أن اصبح مسعف المظلومين."

أريد أن اصبح مسعف المظلومين

خلال دراسته الجامعية، تعرض واجه رمزي الكثير من المطبات و العراقيل؛ "بسبب ديانتي الايزيدية كنت غالباً ما أتعرض للتهديدات، لم يكن طريقي نحو التفوق مفروشاً بالورود، لكنني لم أستسلم و كنت أُبلِغ الجهات الأمنية عن التهديدات التي تصلني."

 يعتبر رمزي شهادته الجامعية أكبر انجاز في حياته، تحقق نتيجة مواجهته للتحديات و يقول "ليس هناك مستحيل في الحياة."

  

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT