منظمة أطباء بلا حدود تُحَذّر:
اغلاق مخيم ليلان ستكون له عواقب انسانية وخيمة

كركوك/ تشرين الثاني 2020/ إعادة نازحي مخيم ليلان الى مناطقهم   تصوير: منظمة أطباء بلا حدود

كركوك ناو – كركوك

حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من حدوث كارثة انسانية جراء اغلاق مخيم ليلان في كركوك بعد العودة القسرية للنازحين الى مناطقهم.

التحذير جاء في بيان للمنظمة نشرته يوم الأربعاء، 25 تشرين الثاني في أعقاب بدء عملية اعادة النازحين المقيمين في مخيم ليلان-1 في كركوك.

و اشار البيان الى أن سكان المخيم تحدثوا لمنظمة أطباء بلا حدود (MSF) عن مخاوفهم من العودة القسرية، " تعرب منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها العميق بشأن العواقب الإنسانية التي ستُحدثها عمليات إغلاق المخيمات المُسرَّعة على النازحين."

حتى لو أرادوا إغلاق المخيم فلا ينبغي أن يرسلونا إلى مناطقنا الأصلية الآن

الحكومة العراقية أطلقت حملة تهدف الى إغلاق كافة مخيمات النازحين قبل نهاية هذا العام، عن طريق تسهيل العودة "الطوعية" للنازحين و اعطائهم منح تقدّر بمليون و خمسمائة ألف دينار في حال عودتهم.

"حتى لو أرادوا إغلاق المخيم فلا ينبغي أن يرسلونا إلى مناطقنا الأصلية الآن"، هذا ما قالته امرأة من سكان المخيم لأحد موظفي منظمة أطباء بلا حدود.

و تقول تلك المرأة "عليهم توفير الأمان لنا. فبسبب العديد من القضايا القبلية وانعدام الأمن، لا يستطيع الكثير من الناس العودة إلى قُراهم".

campi laylan (1)

كركوك/ تشرين الثاني 2020/ اثنان من موظفي منظمة أطباء بلا حدود في مخيم ليلان   تصوير: منظمة أطباء بلا حدود

و لفتت منظمة أطباء بلا حدود الى أن البعض من النازحين قد يتعرضون لأعمال عنف واعتقال محتمل في مناطقهم الأصلية في حال وجود اشتباه بوجود صلة لدى بعضهم بجماعة الدولة الاسلامية.

"عندما عاد بعض جيراني إلى منطقتهم، تعرضوا للاعتداء اللفظي واضطروا للاختباء من سُكان منطقتهم حيث كانوا يخشون أن يتعرضوا للأذى من قبل السكان"، حسبما اضافت تلك المرأة النازحة.

في الفترة من 2014 الى 2017 كانت مخيمات ليلان -1، ليلان -2، ليلان -3، نزراوة، يحياوا و داقوق في محافظة كركوك تأوي آلاف العوائل النازحة، لكن مع عودة قسم من النازحين الى ديارهم تم اغلاق بعض منها، بقي مخيمان فقط هما ليلان -1 و يحياوا، و بعد اغلاق مخيم يحياوا بداية تشرين الثاني تجري حالياً عملية اعادة سكان مخيم ليلان-1 الى مناطقهم الأصلية.

يعيش أكثر من سبعة آلاف شخص في مخيم ليلان، معظمهم من النساء و الأطفال.

تُعالج منظمة أطباء بلا حدود 300 مريض يعانون من أمراض مزمنة في المخيم

و قالت امرأة نازحة أخرى تعيش في مخيم ليلان لموظفي منظمة أطباء بلا حدود "لقد دُمِّر منزلنا. لدينا أطفال صغار ولا نعرف ماذا سنفعل بهم إذا تم إجبارنا على العودة. كما أنَّ الطقس يُصبح أكثر برودة يوماً بعد يوم. ليس لدينا ما يكفي من الدخل لاستئجار منزل والبقاء بسلامة ودفء. ".

يعتمد معظم سكان مخيم ليلان على الرعاية الصحية المقدمة من منظمة أطباء بلا حدود.

يقول جول بادشاه، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في العراق "تُعالج منظمة أطباء بلا حدود 300 مريض يعانون من أمراض مزمنة في المخيم وهؤلاء المرضى يحتاجون إلى علاج ورعاية مدى الحياة دون انقطاع. في العادة نقوم نحن بتزويد المُغادرين بكمية أدوية تكفيهم لمدة ثلاثة أشهر بعد مغادرتهم المخيم، وذلك لضمان عدم انقطاعهم عن العلاج لحين وصولهم إلى خدمات الرعاية الصحية من جديد في مناطق عودتهم. لكن مع هذا الإغلاق السريع، لا يوجد لدينا ما يكفي من الوقت لتزويد المرضى بالأدوية الكافية لتغطية تلك الفترة ولإعداد الملفات الطبية اللازمة لهم للتسجيل في برنامج آخر للأمراض المزمنة في مناطق عودتهم".

من جهة أخرى، تعتبر جائحة كورونا مصدر قلق آخر بالنسبة لفريق أطباء بلا حدود. حول ذلك يقول بادشاه "نشعر بالقلق حيال مغادرة المرضى للمخيم وسط انتشار جائحة كوفيد-19. حيث توجد ثماني حالات مؤكد إصابتها بكوفيد-19 في منطقة العزل بالمخيم. وليس من الواضح كيف سيتم نقل المرضى ومدى سرعة حصول الناس على الرعاية الطبية".

campi laylan (2)
كركوك/ تشرين الثاني 2020/ عائلة نازحة لملمت أغراضها تمهيداً للعودة الى ديارها   تصوير: منظمة أطباء بلا حدود

"تحث منظمة أطباء بلا حدود السلطات العراقية على إعادة النظر في قرار الإغلاق الوشيك لمخيم ليلان "، حسب بيان المنظمة.

المنظمة تعمل في العراق منذ عام 1991 في مجال تقديم المساعدات الطبية ذات الجودة العالية مجاناً للمواطنين بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو الانتماء السياسي، حسبما عرّفَت المنظمة نفسها في البيان.

وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، في بيانها الأخير، كشفت عن اغلاق 15 مخيماً في اطار خطة اغلاق مخيمات النازحين حتى نهاية العام 2020، مشيرةً الى عودة 100 عائلة نازحة يومياً الى ديارها.

و قالت وزيرة الهجرة والمهجرين ايفان فايق جبرو في البيان بأنهم مستمرون في تنفيذ خطة اغلاق المخيمات حتى نهاية هذا العام و أن "الوقت قد حان لأغلاق ملف النازحين بعد ست سنوات."

خلال فترة الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام (داعش) (2014 – 2017)  و سيطرتها على أجزاء واسعة من العراق، نزح ما يقرب من ستة ملايين شخص من مناطقهم الأصلية لم يعد أكثر من مليون شخص لديارهم لحد الآن.

رغم مرور عدة سنوات على انتهاء الحرب ضد داعش، الا أن نقص الخدمات الأساسية كالماء و الكهرباء و الدمار الذي خلفته الحرب في المناطق المستعادة يعيق عودة النازحين الى مناطقهم.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT