نواب الاتحاد الوطني الكوردستاني و مدير صحة كركوك
لم ينفذوا الوعود التي أعطوها لمحمد جباري

منى اسماعيل، زوجة محمد جباري، توفيت جراء اصابتها بفيروس كورونا

كوران بابان – كركوك

رغم تعهده بإصدار شهادة وفاة زوجة الاستاذ محمد جباري خلال اسبوع، إلا أن مدير دائرة صحة كركوك نبيل حمدي لم ينفّذ وعده، فيما لم تثمر جهود نواب في البرلمان عن كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني عن شيء.

مدير صحة كركوك أكّد في تصريح أدلى به لـ(كركوك ناو) نهاية شهر تشرين الأول الماضي بأن شهادة وفاة زوجة محمد جباري التي توفيت بمرض كورونا قبل أربعة اشهر سيتم اصدارها خلال اسبوع.

متحدثاً الى (كركوك ناو)  قال محمد جباري "قبل ثلاثة اسابيع أبلغني مدير دائرة الصحة بأنه سيعمل على اصدار شهادة وفاة زوجتي خلال اسبوع واحد، الآن يقول بأن وزير الصحة ليس لديه مانع، لكن قسم التخطيط و الرقابة في وزارة الصحة العراقية بصدد اتخاذ عدد من الاجراءات و هو ما أدى الى تأخر اصدار شهادة الوفاة."

"شهادة الوفاة حق قانوني لكنهم يماطلون في اصدارها منذ أربعة اشهر"، كما قال الأستاذ محمد.

نبيل حمدي، مدير دائرة صحة كركوك حدد في نهاية الشهر الماضي مدة اسبوع لإصدار شهادة وفاة زوجة محمد جباري، لكنه قال في أحدث تصريح لت(كركوك ناو) "للأسف، وزير الصحة العراقي غير مستعد لإصدار شهادات وفاة لزوجة ذلك الاستاذ و 16 شخصاً آخرين بحجة أن ذلك الاستاذ قام بدفن زوجته بخلاف قوانين و ضوابط دائرة الصحة."

mhamad-k
محمد كريم فقي جباري (43 سنة)    تصوير: سوران محمد

و اضاف بأن "الوزير يتذرع أيضاً بمرور فترة طويلة على موعد اصدار تلك الشهادة، لذا فإنهم غير مستعدين لإعطائه شهادة الوفاة، بل سيعطونه بدل ذلك حجة وفاة، لكي يتمكن من تسيير معاملاته القانونية في الدوائر الحكومية."

حجة الوفاة هي اثبات وفاة شخص لم يستطيع ذووه الحصول على شهادة وفاة في تأريخ وفاته لأسباب مختلفة.

وتستخدم حجة الوفاة لإكمال جميع المعاملات و الاجراءات القانونية في الدوائر. غير أن محمد جباري لم يحصل على حجة الوفاة أيضاً.

عدم حصول محمد جباري على شهادة وفاة زوجته خلق له بعض المشاكل، لأن مسؤولي شركة نفط الشمال حيث كانت زوجته تعمل "يهددون بقطع امتيازاتها و حقوقها القانونية و المالية"، حسبما قال محمد جباري.

تعود قضية محمد جباري الى 12 تموز 2020، عندما دخل في مشادة مع العاملين في مستشفى كركوك العام بسبب عدم توفر الأوكسجين لزوجته المصابة بفيروس كورونا، قام على اثرها بتحطيم احدى أجهزة التنفس الاصطناعي، قبل أن تعتقله الشرطة و تعذبه على حد قوله.

بعد يوم من الحادث، انتشر مقطع مصوَّر يُظهر محمد جباري (43 سنة) مكبلاً  الى سرير زوجته (منى اسماعيل 44 سنة)،انتهى  الحادث بوفاة منى اسماعيل أمام ناظري زوجها.

محمد جباري سجل دعوى و أُلقي القبض على ضابط و ثلاثة من منتسبي مركز شرطة القورية بالتزامن مع تشكيل لجنة من قبل وزارة الداخلية العراقية. ملف  المتهمين الأربعة أُحيل الى المحكمة العسكرية في الموصل و قد أُطلق سراحهم بكفالة لحين يوم المحاكمة.

أخشى أن يقوموا بقطع مستحقات زوجتي المالية فوق كل ما تعرضت له من ظلم

"شركة نفط الشمال تضغط علي باستمرار لإصدار شهادة وفاة زوجتي حتى لا تتجاوز الاجراءات الخاصة بصرف مستحقات زوجتي المالية المدة المقررة لها، أخشى أن يقوموا بقطع مستحقات زوجتي المالية فوق كل ما تعرضت له من ظلم"، يقول محمد.

من جانب آخر، تعهد عدد من نواب البرلمان العراقي عن كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني بحل مشكلة محمد جباري، لكن وعودهم لم تثمر عن شيء.

(كركوك ناو) تحاول منذ ثلاثة ايام التحدث مع بيستون عادل، عضو لجنة الصحة في البرلمان العراقي و أحد الأشخاص الذين تولوا قضية محمد جباري على عاتقهم، لكنه لم يجب على اتصالاتنا.

رداً على سؤال "ما ذنب الاستاذ محمد جباري؟"، قال مدير دائرة الصحة لـ(كركوك ناو) "تصرّف بصورة مخالفة لتعليمات الطب العدلي في مسألة دفن زوجته، في المقابل اتخذت الوزارة هذا الأمر ذريعة لعدم اصدار شهادات وفاة لزوجته و 16 شخصاً آخرين."

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT