تراجع رجل يبلغ من العمر 51 سنة عن قرار زواجه من فتاة بعمر الرابعة عشرة وقدم اعتذاره للناس، بعد موجة الاستياء التي اجتاحت شبكات التواصل الاجتماعي.
انتشر خلال الأيام القليلة الماضية على شبكات التواصل الاجتماعي خبر زواج الرجل من تلك الفتاة الذي يبلغ فارق العمر بينهما 37 سنة و صادف ذلك اعلان حملة مناهضة العنف ضد المرأة التي تستمر 16 يوماً، ما أثار موجة من الاستياء بين المتابعين.
في مؤتمر صحفي عُقِد يوم الجمعة، 27 تشرين الثاني، قال جوقي سلو تحسين (51 سنة) للصحفيين "أعتذر من كل شخص شعر بالضيق بسبب خبر زواجنا، من هنا أعلن أن الزفاف قد أُلغي ولن يتم."
أعتذر من كل شخص شعر بالضيق بسبب خبر زواجنا
جوقي سلو، ايزيدي يقيم في مجمع دوميز بمدينة دهوك، و قد تم إلغاء الزواج بوساطة من عدد من الشخصيات الايزيدية.
جوهر علي بك، معاون أمير الايزيديين لشؤون الاعلام والعلاقات قال لـ(كركوك ناو) "بأمر من حازم تحسين بك، أمير الايزيديين تم تخويلي لحل تلك المشكلة، بعد زيارة كلتا العائلتين تبين أن الفتاة لم تُخطَب بعد و اتفق الطرفان على عدم اتمام الزواج."
و أضاف معاون أمير الايزيديين بأنه عقب احتجاجات الناس على شبكات التواصل، رأوا أن من الضروري منع اتمام ذلك الزواج لأنه "غير صائب و لا يجب السماح بإتمام هذا النوع من الزواج داخل المجتمع الايزيدي."
صورة الفتاة والرجل التي انتشرت في شبكات التواصل الاجتماعي و قوبل بموجة من الاستياء
جوقي سلو زار قبل أيام بيت الفتاة (م،ح – 14 سنة) و طلب يدها من والدها و وافقوا على تزويجها.
وقال والد الفتاة في المؤتمر الصحفي "بناءً على طلب معاون أمير الايزيديين و بسبب احتجاجات الناس، قررت عدم تزويج ابنتي لذلك الرجل و تم الغاء الزواج نهائياً."
لا توجد احصائية دقيقة ورسمية حول معدلات الزواج المبكر في العراق، لكن الناشطين و المنظمات الغير حكومية تشير الى أنها في تصاعد بسبب الظروف الصعبة التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية و تداعيات حرب داعش و الأزمة الاقتصادية.
في عام 2019، كشفت (كركوك ناو) في اطار متابعة صحفية مستندة الى احصائيات منظمة (داك) –منظمة تُعنى بشؤون النازحين- عن أن معدلات الزواج المبكر داخل مخيمات النازحين الواقعة في محافظة دهوك، و بالأخص بين الايزيديين، تتراوح بين 25% الى 30%.
في حين لفت شمو قاسم، عضو الهيئة العليا لمركز لالش الى أن نسبة حالات الزواج المبكر تتراوح بين 15% الى 20%.
بعد زيارة كلتا العائلتين تبين أن الفتاة لم تُخطَب بعد و اتفق الطرفان على عدم اتمام الزواج
وتشير تقارير منظمة اليونيسيف الة أن ما يقدر بـ 12 مليون فتاة تحت سن 18 عاما تتزوجن سنويا في العالم.
وتنص الفقرة الأولى من المادة السابعة من قانون الأحوال الشخصية العراقي رقم 188 لعام 1959 المعدل على أنه يشترط في تمام اهلية الزواج العقل واكمال الثامنة عشرة . ويستثنى من ذلك المادة (8) الفقرة 2 للقاضي ان يأذن بزواج من بلغ الخامسة عشرة من العمر اذا ثبت له أهليته وقابليته البدنية بعد موافقة ولي أمره الشرعي، فإذا امتنع الولي طلب القاضي منه موافقته خلال مدة يحددها له، فإن لم يعترض أو كان اعتراضه غير جدير بالاعتبار أذن القاضي بالزواج.
أما الفقرة الثانية من المادة الثامنة فتنص على أن للقاضي أن يأذن بزواج من بلغ الخامسة عشرة من العمر إذا وجد ضرورة قصوى تدعو إلى ذلك ويشترط لإعطاء الإذن تحقق البلوغ الشرعي والقابلية البدنية.
