اصابة طفل في كلار بجروح..
شقيق الشاب الذي قُتِل خلال تظاهرات كفري: لن نتراجع حتى نقتصّ له

حسين علي (13 سنة) أصيب بجروح خلال تظاهرات  كلار و لقي آكو سليمان مصرعه في تظاهرات قضاء كفري

ليلى أحمد – كرميان

الطفل النازح الذي أصيب بجروح خلال التظاهرات التي اندلعت في كلار يرقد في العناية المركزة، فيما أكّد ذوو الشاب الذي قُتِل في تظاهرات كفري بأنهم يريدون القصاص عن طريق القانون والمحاكم.

اندلعت يوم أمس الاثنين 7 كانون الأول 2020 واليوم تظاهرات في أقضية كفري، كلار، دربنديخان، جمجمال، شهرزور و مناطق أخرى من محافظة السليمانية احتجاجاً على تردي أوضاع المواطنين المعيشية، اسفرت عن توتر صدامات جراء قيام القوات الأمنية و خراس المقرات الحزبية بإطلاق النار.

خلال المواجهات قُتِل ثلاثة شبان برصاص القوات الأمنية و اصيب عشرات المتظاهرين بجروح، فيما تم اضرام النيران في مقرات الاتحاد الوطني الكوردستاني، الحزب الديمقراطي الكوردستاني و حركة التغيير –الأطراف الثلاثة المشاركة في تشكيل حكومة اقليم كوردستان-.

في قضاء كفري، اقتحم متظاهرون المقرات الحزبية في القضاء، و أدى اطلاق النار من قبل حراس تلك المقرات الى مصرع شاب يبلغ من العمر 22 سنة باسم (آكو سليمان).

مصدر في مستشفى كفري العام قال لـ(كركوك ناو) "نُقِل ذلك الشاب الى المستشفى في الساعة 8:15 دقيقة بعد أن أصابت رصاصة فمه سببت له صعوبةً في التنفس، بذلنا ما في وسعنا لعلاجه لكنه فارق الحياة."

خمسة اشخاص أطلقوا النار على المتظاهرين من فوق مبنى اللجنة الحزبية ما أدى الى استشهاد شقيقي

ذوو الشاب المقتول سجلوا دعوى ضد الاتحاد الوطني الكوردستاني.

آسو سليمان، شقيق الضحية، قال لـ(كركوك ناو) "قيدنا شكوى ضد اللجنة الحزبية للاتحاد الوطني الكوردستاني و نحن بانتظار ما سيؤول اليه الأمر، خمسة اشخاص كانوا يطلقون النار على المتظاهرين من فوق مبنى اللجنة الحزبية ما أدى الى استشهاد شقيقي."

"لن نتراجع عن الدعوى و نريد القصاص لشقيقنا من هؤلاء الأشخاص عن طريق القانون و محكمة كفري."

التظاهرات الجماهيرية انطلقت مطلع هذا الشهر في مدينة السليمانية للاحتجاج ضد تأخر توزيع رواتب الموظفين، تردي الأوضاع المعيشية و قلة الخدمات.

kfri (3)

كفري/ 7 كانون الأول 2020/ متظاهرون يحرقون الاطارات في احدى الشوارع الرئيسية 

ليلة أمس الاثنين، شهدت التظاهرات التي اندلعت في قضاء كلار أمام مقر حركة التغيير صدامات، و ادى اطلاق النار الى اصابة طفل بعمر الثالثة عشرة بجروح خطيرة بعد أن اصابت رصاصة رقبته.

رفيق قادر، مسؤول قسم الطوارئ في مستشفى كلار قال لـ(كركوك ناو) "تم احضار هذا الطفل الى قسم الطوارئ في الساعة 10:30 دقيقة و هو في حالة صحية حرجة، كان فاقداً لوعيه و يعاني من نزيف، الرصاصة كانت قد استقرت في رقبته، بعد تقديم العلاجات الأولية نقلناه الى السليمانية."

الطفل المصاب نُقِل بناءً على توصية الطبيب المختص الى مستشفى السليمانية، و حسبما قال رفيق قادر الطفل لا يزال لحد الآن (بعد ظهر الثلاثاء، 8 كانون الأول) على قيد الحياة و يرقد تحت العناية الطبية المركزة في مستشفى شار.

ويأتي ذلك في الوقت الذي نشرت اغلب القنوات الاعلامية و صفحات شبكات التواصل الاجتماعي ليلة أمس بأن الطفل فارق الحياة.

الطفل المصاب من نازحي مدينة بعقوبة بمحافظة ديالى، وكان منشغلاً ببيع المناديل الورقية مع اثنين من اشقائه في تقاطع قريب من مقر حركة التغيير حين اندلعت التظاهرة و نشأت الصدامات.

حسين أُخرِج من المدرسة بسبب الفقر والعوز وهو يبيع الناديل الورقية في التقاطعات

أكرم هواس، ابن عمة حسين علي، قال لـ(كركوك ناو) "عائلة حسين تتألف من بنت و ستة أولاد، نزحوا من بعقوبة الى كلار في السنوات التي اعقبت سقوط نظام البعث (بعد عام 2003)، و بسبب الفقر والعوز أُخرِج من المدرسة و لجأ للعمل في الشوارع."

أثناء الحادث، كان والد حسين متواجداً في أربيل، و تدهورت حالة والدته الصحية بعد سماع الخبر حيث اعتقدت بأنه لقي حتفه.

"أصابت رصاصة رقبة حسين، لا نعرف مصدر اطلاق النار، لذا لم يسجل والداه دعوى لحد الآن"، حسبما قال ابن عمة الطفل المصاب.

خلال تظاهرات الليلة الماضية في اقضية كفري و جمجمال، قُتِل شابان بالرصاص و أُصيب عدد آخر من المواطنين، جروح بعضهم خطيرة.

وفقاً لمتابعات (كركوك ناو)، توقفت خدمات الانترنت منذ وقت متأخر من الليلة الماضية لغاية صباح اليوم، كما تم نشر قوات أمنية بكثافة في أغلب المناطق.

kalar (2)-1

كلار/ 7 كانون الأول 2020/ متظاهرون يقتحمون مقرات عدد من الأحزاب 

رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور البارزاني طلب في رسالة منع حدوث الشغب و الفوضى و تخريب الأماكن العامة، وبالأخص المقرات، و احالة منتهكي القانون الى القضاء.

كما أكد على أن الحكومة تبذل كل ما في وسعها لتجاوز هذه الظروف المالية الصعبة التي يمر بها اقليم كوردستان، العراق و العالم.

أثناء تغطية التظاهرات، تعرض عدد من الصحفيين و القنوات الاعلامية الى انتهاكات، شملت ايقاف بث قناة (NRT) الأولى بقرار من وزارة الثقافة في حكومة اقليم كوردستان بذريعة "التصرف اللامسؤول"، وذلك بعد أن اقتحمت قوة أمنية مبنى القناة في مدينة السليمانية.

غير أن القائمين على القناة أشاروا الليلة الماضية الى أن بث القناة قد استُؤنِف على قمر هوتبيرد، كما كشفت صفحة NRT على شبكة فيسبوك بأن البث سيُستَأنف اليوم، الثلاثاء.

رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح نشر بياناً حول الأحداث التي تشهدها محافظة السليمانية أكد فيه على أن " التظاهر السلمي حق دستوري مكفول يجب احترامه وعدم التجاوز عليه، ومن حق المواطنين التظاهر سلمياً للمطالبة بحقوقهم المشروعة، خصوصا تلك المرتبطة بتأمين العيش الكريم لهم ولعائلاتهم من الرواتب وتحسين الأوضاع والخدمات العامة"

كما شدد في البيان على ضرورة العمل على حلول جذرية لمشكلة الرواتب وتحسين الأحوال المعيشية، وذلك عبر خطوات سريعة وجدية ترتكز على المصارحة وتوجيه موارد الشعب لخدمة المواطنين.

رئيس لجمهورية اعتبر التوصل لاتفاق شامل مع الحكومة الاتحادية في ما يتعلق بالرواتب ومستحقات الاقليم ضرورةً ملحة و دعا الى فسح المجال امام وسائل الاعلام لممارسة عملهما بحرية دون تقييد او تضييق او اعتداء.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT