والد الشاب الذي لقي مصرعه خلال التظاهرات الأخيرة التي شهدها قضاء كفري قيّد دعوى قضائية و ينتظر معاقبة الجناة في الوقت الذي باتت قضية مقتل الشاب محلّ جدل بين العناصر المسلحة التابعة لكل من الحزب الديمقراطي الكوردستاني و الاتحاد الوطني الكوردستاني اللذَين يتهمان بعضهما البعض بالضلوع في مقتل المتظاهرين.
و كان شفان محمد شكور (21 سنة) قد لقي حتفه مساء يوم الخميس، 10 كانون الأول 2020 بعدما اصابت رصاصة رأسه خلال تظاهرة اندلعت وسط قضاء كفري. ذوو الشاب سجلوا دعوى قضائية ضد قوة مسلحة تابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني.
خلال التظاهرة، تم حرق مقر حركة التغيير، و حاول المتظاهرون اقتحام مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد أن أضرموا النار في مقر تابع للاتحاد الوطني قبل ايام.
لدينا العديد من الشهود الذين رأوهم يطلقون النار، ما أسفر عن استشهاد ابني
الاستاذ محمد شكور، والد شفان قال لـ(كركوك ناو) "قيّدنا دعوى ضد اللواء 136 في قوات البيشمركة، آمر اللواء يدعى الحاج عثمان، تلك القوة هي التي جاءت الى القضاء و بدأت بإطلاق النار على المتظاهرين."
"لدينا العديد من الشهود الذين رأوهم بأعينهم يطلقون النار ما أسفر عن استشهاد ابني."
بحسب ما أوضح محمد شكور، كان شفان في المنزل و أرسلوه لكي يطلب من شقيقه العودة، "لم نعرف بأنه هو من سيستشهد."
وأضاف "أصابوه وسط سوق كفري، مع العلم أنه لا توجد أية مقرات حزبية هناك."
شفان محمد كان طالباً في المرحلة الثالثة من قسم التاريخ في كلية تربية كلار، له أربعة اشقاء آخرين، أحدهم اصيب بجروح في نفس التظاهرة.
"أطلب من المحكمة انزال العقاب بالمجرمين بموجب القانون، حتى لا يهدموا بيت عائلة أخرى، ابني لم يقتحم أي مقر أو مبنى، لم يحرق المقرات وكان بعيداً بمسافة 100 متر حين أُطلِق النار عليه و قُتِل"، حسبما قال والد شفان.
خلال التظاهرة أصيب شاب يدعى محمد عزيز (32 سنة) برصاص مسلحين و نُقِل الى احدى مستشفيات السليمانية بسبب خطورة اصابته و هو الآن يرقد في العناية المركزة.
اللواء الحاج عثمان، آمر اللواء 136 في قوات 70 للبيشمركة و المتهم بقتل الشاب شفان محمد نفى في تصريح لـ(كركوك ناو) التهم المنسوبة اليه و هدد بتسجيل شكوى.
وأضاف اللواء عثمان "الهدف من تواجد قواتنا كان لحماية الدوائر الحكومية و منع المتظاهرين من اضرام النيران فيها، بعد فترة تغير اتجاه التظاهرة و انطلقوا نحو مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حدث اطلاق نار كثيف، بعد ساعة قُتِل احد المتظاهرين و اُصيب آخر بجروح."
جثة شفان كانت موجودة بالقرب من مقر الديمقراطي الكوردستاني، وذلك دليل واضح، حيث لا يتواجد مسلحونا في تلك المنطقة
و شدد آمر البيشمركة قائلاً "أؤكّد لكم مائة بالمائة بأن قواتنا لم تطلق النار، لو كنا نحن من أطلق النار لم نكن سندع أحداً يحرق مقر حزبنا (الاتحاد الوطني الكوردستاني)، واضح جداً من أطلق النار... جثة شفان كانت موجودة بالقرب من مقر الديمقراطي الكوردستاني، وذلك دليل واضح، حيث لا يتواجد مسلحونا في تلك المنطقة."
اضافةَ الى ذوي شفان، يوجه مسلحو وكوادر ومسؤولو الحزب الديمقراطي الكوردستاني اصابع الاتهام للاتحاد الوطني الكوردستاني.
كوجر أكبر الحاج روستم، أحد كوادر الحزب الديمقراطي الكوردستاني في كرميان قال لـ(كركوك ناو) "التظاهرة لم تكن أمام مقرنا ونحن لم نطلق النار، رسالة ذوي الشاب المستشهد واضحة و قد سجلوا شكوى في الشرطة."
وكانت عائلة أكبر الحاج روستم، قد نشرت سابقاً صورة لهم داخل مقر الديمقراطي الكوردستاني و هددوا بالتصدي لأي متظاهر يحاول إحراق المقر.
يقول كوجر أكبر "الحكومة والأجهزة الأمنية و أسرة الشهيد شفان و أهالي القضاء جميعاً يدركون حقيقة أن مسلحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني ليسوا من اطلق النار."
وكان المذكور قد اتهم في منشور على حسابه الخاص على فيسبوك عناصر اللواء 136 بإطلاق النار.
الجميع يدركون حقيقة أن مسلحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني ليسوا من اطلق النار
"لدينا قرابة مع عائلة والد الشهيد شفان، ننحدر من نفس القرية و نفس العشيرة، موت ذلك الشاب آلمني بقدر موت أحد اشقائي، لذا أؤكد لكم لا علاقة لنا بإطلاق النار و المكان الذي استشهد فيه بعيد عن مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني"، حسبما أوضح كوجر أكبر روستم.
شفان محمد هو ثاني متظاهر يُقتَل خلال تظاهرات كفري بعد آكو سلمان 022 سنة) الذي قُتِل ليلة 7 كانون الأول برصاص حراس احدى المقرات الحزبية و توفي في المستشفى متأثرا بجراحه.
في قضية آكو سلمان، سجل ذووه شكوى ضد اللجنة الحزبية للاتحاد الوطني الكوردستاني، وكانت القوات الأمنية في كرميان قد ألقت القبض قبل أيام على أحد مسلحي ذلك الحزب بتهمة اطلاق النار.
تشهد مناطق مختلفة من محافظة السليمانية تظاهرات اندلعت منذ 3 كانون الأول الجاري للاحتجاج ضد عدم توزيع الرواتب و تردي الأحوال المعيشية للمواطنين.
مكتب منسق التوصيات الدولية في حكومة اقليم كوردستان أشار في بيان أُصدِر يوم الجمعة، 11 كانون الأول الى مقتل 9 متظاهرين و اصابة 60 آخرين بجروح منذ اندلاع التظاهرات.