تعاني قرى الكاكائيين في محافظة كركوك من قلة الخدمات الصحية، و رغم تسجيل العشرات من حالات الاصابة بفيروس كورونا، الا أن المصابين لا يستطيعون الحصول على العلاجات الأولية في مناطقهم.
يوجد مركز صحي يتيم في 14 قرية تابعة لقضاء داقوق جنوبي كركوك تسكنها أغلبية من الكاكائين، وهذا المركز يفتقر الى الامكانيات المطلوبة لتشخيص الاصابة بكورونا و علاج المصابين، كما لا يوجد في المركز طبيب مختص.
سوزان سليمان (27 سنة)، احدى المصابات بفيروس كورونا، تتلقّى العلاج من مستشفى داقوق العام، الأدوية التي تُعطى لها تقلل من مضاعفات المرض، في حين تم اكتشاف لقاح ضد كورونا في العالم لكنه لم يصل بعد الى العراق.
"الأطباء والعاملون في المستشفى اعتنوا بنا كثيراً، أمّنوا لنا المستلزمات و كانوا يراقبون حالتنا الصحية باستمرار"، حسبما قالت سوزان سليمان لـ(كركوك ناو).
لكن ما تيَسّر لـ(سوزان) ليس بمتناول العديد من المصابين بكورونا، ممن يعيشون في القرى النائية.
يعتمد سكان هذه القرى التي يبلغ تعدادهم أكثر من ثلاثة آلاف شخص على مركز صحي واحد يقع في قرية طوبزاوة، في حين أن هذا المركز ليس بمقدوره التعامل مع حالات الاصابة بفيروس كورونا و يضطر العاملون فيها الى إحالة المصابين الى مستشفى داقوق أو الى مستشفيات مدينة كركوك.
مصدر في صحة داقوق طلب عدم الكشف عن اسمه قال لـ(كركوك ناو) بأن عدد حالات الاصابة المسجلة بفيروس كورونا في قضاء داقوق تجاوزت ألف و 200 شخص، 800 منهم من المكون الكاكائي.
و اشار المصدر الى وفاة 21 شخصاً في داقوق جراء الاصابة بالفيروس، خمسة منهم من الكاكائيين.
كما قال المصدر بأن البعض من المواطنين المصابين بكورونا يضطرون لحجر أنفسهم في منازلهم أو يتلقّون العلاج و الأدوية من خارج المستشفيات.
تُجرى يومياً في عموم محافظة كركوك خمسة آلاف مسحة للكشف عن فيروس كورونا، فيما يتراوح عدد حالات الاصابة اليومية المسجلة بين 200 الى 500 حالة اصابة.
يقطن الكاكائيون في مناطق متفرقة في اقليم كوردستان والعراق، اضافةً الى نينوى، يتواجد الكاكائيون في كل من كركوك، حلبجة، أربيل، خانقين وبعض المناطق الأخرى في ديالى، وبحسب احصائيات غير رسمية، يُقَدّر عددهم بحوالي 100 ألف شخص.
فرمان الطالباني، مدير مستشفى داقوق العام قال لـ(كركوك ناو) بأن فرقهم زار القرى الكاكائية لإجراء حملات التعقيم والتعفير و توعية المواطنين حول مخاطر الفيروس، و ذلك بالتعاون مع مركز طوبزاوة الصحي.
وأوضح فرمان الطالباني بأن حملات التوعية كان لها "فائدة كبيرة"، كما أنهم سعوا لتوفير العلاجات و الأدوية الضرورية لتلك المناطق.
مدير مستشفى داقوق العام لفت الى أن جهودهم لمواجهة وباء كورونا تتم عن طريق عدة لجان، مهمتها نشر الارشادات و التعليمات الوقائية و درء مخاطر الفيروس.
لا يزال الجدل قائماً حول مدى نجاعة لقاح كورونا، وليس معلوماً متى سيصل اللقاح الى العراق و قرى الكاكائيين الذين لا تزال ابسط مطالبهم توفير مستشفى وأطباء مختصين لكي يتلقوا العلاج في مناطقهم.