"بعد وفاة احد اقاربي بفايروس كورونا، تبقى لدى ذويه 15 اسطوانة اوكسجين، لم يستخدموها لعلاجه"، في هذا الوقت تبادر لذهن علي نوري العزي (38 عاماً) ان يعلن على مواقع التواصل الاجتماعي عن تبرع بهذه الأسطوانات للمصابين بكورونا بصورة مجانية.
فعلا تم التواصل معه من قبل ذوي المصابين الاخرين، وبدوره اوصل الاسطوانات لهم، بعدها تكونت لديه فكرة تكوين مجموعة "الرد السريع لتوفير الاوكسجين" كفريق تطوعي يعمل بشكل حصري لخدمة مصابي الفايروس في مدينة كركوك كما قال العزي لـ(كركوك ناو).
وبسرعة توسع اعداد الفريق وكثرت بالتدريج عدد الاسطوانات لتصل تعدادها الان الى 350 أسطوانة، يوفرها الفريق بشكل أساسي للمحجورين منزليا، ولكنهم في بعض الاحيان يتم ايصالها إلى الراقدين بالمستشفيات ممن حالتهم خطرة صحياً.
يعتبر فريق "الرد السريع" احد اهم الفرق التطوعية في مدينة كركوك التي ساندت عوائل مصابي فايروس كورونا حيث يقدم اسطوانات الاوكسجين بشكل مجاني للمصابين بالفايروس، او بثمن تعبئة الأسطوانات فقط.
سياسة الفريق تعطي الأولوية لمن هم محجورين منزليا ولا تتوفر لهم الامكانية الدخول في الحجر الصحي
"سياسة الفريق تعطي الأولوية لمن هم محجورين منزليا ولا تتوفر لهم الامكانية الدخول في الحجر الصحي"، يقول العزي.
وبخصوص الدعم المالي لنشاط الفريق، يوضح الغزي انه لا يوجد اي دعم حكومي او اي جهة اخرى فقط الاعتماد على التبرعات المالية التي يتقدم بها التجار واصحاب الامكانيات الجيدة، لافتا إلى عملية شراء أسطوانات الاوكسجين للفريق تتم عبر السوق السوداء، ووصل سعر الأسطوانة الواحدة في بعض الاحيان إلى 300 دولار.
تضاف اليها سعر تعبئتها من المعامل الكائنة في المنطقة الصناعية في كركوك بقيمة تسعة الاف دينار عراقي، لكن مع مرور الوقت قام أحد المعامل بتخفيض الأسعار للفريق، فقام بتخصيص مبلغ ستة الاف دينار لتعبئة الأسطوانة الواحدة.
اما كيفية التواصل مع الحالات المرضية فتتم عن طريق "وسائل التواصل الاجتماعي" حسب ما قاله محمد نوري (41 عاما)، اذ هناك حساب باسم الفريق "الرد السريع لتوفير الاوكسجين " يحتوي على جميع ارقام اعضاء الفريق للتواصل مع جميع الحالات.
وحسب ارقام منظمة الصحة العالمية يبلغ عدد الإصابات بفايروس كورونا لغاية يوم 15 كانون الأول 2020، في محافظة كركوك 28 الف و546، تعافى منهم 22 الف و81 شخصا في حين اعلن عن وفاة 763 مصاب.
لغاية الان تم توفير الاوكسجين إلى ما يقارب 500 حالة اصابة بكورونا
"الرد السريع أصبح ملجأ لكثير من العوائل اصحاب الدخل المحدود في توفير الاوكسجين للمصابين، ولغاية الان تم توفير ما يقارب 500 حالة، ولكل حالة نقدم بالمعدل ما يقارب عشرة أسطوانات اوكسجين حسب حالة المريض"، حسب ما افاد به نوري لـ(كركوك ناو).
مهند عامر (26 عاما) احد المستفيدين من خدمة "الرد السريع" بعدما قام بالاتصال بأحد أعضاء الفريق بعد اصابه والده بكورونا عبر طريق الارقام المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتمت الاستجابة وتوفير اسطوانات الاوكسجين له وتوصيلها لغاية المنزل بشكل مجاني، عدا ثمن التعبئة.
وحسب متابعات (كركوك ناو) فان مستشفيات كركوك كانت تعاني من نقص شديد بالأوكسجين وخصوصا في الأشهر الأولى لانتشار فايروس كورونا في المحافظة، مما دفع المواطنين إلى البحث عن أسطوانات الاوكسجين من خارج الجهات الصحية.
وعلى مدار الساعة، يستمر العزي وزملائه ضمن فريق "الرد السريع توفير الاوكسجين" في عملهم الطوعي بمساعدة المصابين بكورونا في كركوك .