اختطفهم تنظيم داعش و التربية ترفض قبولهم...
عشرات الطلبة الناجين من قبضة داعش يُحرَمون من الدراسة

دهوك/ 2019/ عدد من الأطفال أثناء عودتهم من المدرسة الى مخيم رشان للنازحين   تصوير: عمار عزيز

عمار عزيز – نينوى

ذاقت زيان خليل مرارة الأسر في قبضة داعش لسنوات، وبعد عودتها حرموها من حق التعليم.

كانت هذه الفتاة الايزيدية تدرس في الصف الثاني عشر الاعدادي حين وقعت في قبضة التنظيم، وبعد نجاتها من الأسر لم يسمحوا لها بالعودة الى مدرستها بداعي الانقطاع الطويل و تجاوز سنها.

"كنت في حينها طالبة في مدرسة عربية وكنت شاطرةً جداً، لكن داعش جاء و حول حياتنا الى جحيم"، هكذا تقول زيان خليل.

زيان التي بلغت العشرين من عمرها وتعيش في مخيم روانكة، لا تزال متلهفة للدراسة، "حاولت كثيراً العودة للدراسة، لكن تربية نينوى رفضت قبولي"، زيان اختُطِفَت في آب 2014 و نجت من الأسر في عام 2019.

"انقطعت عن الدراسة لخمس سنوات بسبب تعرضي للخطف من قبل داعش، بعدها لم يقبلوا بإعادتي الى المدرسة، في حين لم تكن هناك مراكز للدراسة السريعة داخل المخيم."

انقطعت عن الدراسة لخمس سنوات بسبب تعرضي للخطف من قبل داعش، بعدها لم يقبلوا بإعادتي الى المدرسة

وقالت زيان لـ(كركوك ناو) بأنها في الوقت الذي تنتظر الحصول على أبسط حقوقها، يدرس معظم أصدقائها ممن هم في عمرها في الجامعة.

حسب تعليمات وضوابط وزارة التربية العراقية، يجب على الطالب الذي ينقطع عن الدراسة لعامين الالتحاق بالمدارس المسائية، أما الطالب الذي تمتد مدة انقطاعه لأربع سنوات لن يكون له حق الدوام في المدارس الصباحية أو المسائية، وبإمكانه الالتحاق بمراكز الدراسة السريعة.

ezdidi campm

دهوك/ 2020/ زيان خليل و شقيقتها شيرين، بعد تحريرهما من قبضة تنظيم داعش، حُرِمَتا من العودة للمدرسة بسبب الانقطاع الطويل   تصوير: عمار عزيز

مروان جدعان، ممثل نازحي مخيم روانكة الواقع في قضاء زاخو بمحافظة دهوك قال لـ(كركوك ناو) "يبلغ عدد الطلبة في مخيمنا ممن حُرِموا من العودة الى المدارس بسبب تجاوز السن القانونية، 15 طالباً وطالبة، فيما يوجد 20 من هذه الشاكلة في المخيمات الأخرى."

تشير احصائيات مكتب تحرير المختطفين الايزيديين الى أن من مجموع ستة آلاف و 417 مختطف، تم تحرير أكثر من ثلاثة آلاف و 500 شخص قرابة ألفين منهم أطفال و أحداث، أي أنهم في سن الدراسة الأساسية و الاعدادية.

"تم تحريري في آذار 2018، لكن بسبب تجاوزي للسن القانونية رفضوا قبولي في المدرسة، ورغم المحاولات الكثيرة التي بذلها أقاربي أصرّت التربية على عدم قبولي"، هذا ما قاله دلدار علي رفو، أحد الشبان الذين اختطفوا من قبل داعش و حُرِموا من حق التعليم.

كان دلدار بعمر الحادية عشرة وطالباً في الصف الخامس الأساسي حين اختطفه التنظيم، أما اليوم فقد بلغ السابعة عشرة و يقضي أوقاته بعيداً عن أجواء المدرسة.

أريد أن أعود للمدرسة و أحقق أمنيتي بالتخرج من كلية الهندسة

"كنت طالباً في قسم الدراسة العربية، كنت ولا زلت أهوى الدراسة، لذا أريد أن أعود للمدرسة و أحقق أمنيتي بالتخرج من كلية الهندسة."

لا يزال مصير والدَي دلدار، اثنتين من شقيقاته و أحد اشقائه الذين اختُطِفوا مجهولاً.

ويطالب دلدار بفتح مدارس في سنجار و مخيمات النازحين، خاصة بالأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم السن القانوني للقبول في المدارس النظامية أو انقطعوا عن الدراسة لمدة طويلة.

توجد في قضاء سنجار تربيتان (للدراسة الكوردية والعربية)، تشرفان على 54 ألف طالب وطالبة، قسم كبير منهم لا يزالون في مخيمات النازحين.

xwendn shngal (1)

نينوى/ 2019/ تظاهرة طلابية في خانة سور للمطالبة بترميم واعادة فتح المدراس التي اغلِقَت أبان سيطرة داعش    تصوير: كركوك ناو

سعد متو، مدير تربية سنجار التابعة للحكومة الاتحادية العراقية قال لـ(كركوك ناو) "التربية العامة في نينوى تعهدت بحل مشكلة هؤلاء الطلاب وذلك بعد توجيهنا كتاباً رسمياً اليها."

واقترحت تربية سنجار تخصيص صفوف داخل مدارس سنجار للطلاب الذين انقطعوا عن الدراسة بسبب اختطافهم من قبل داعش ويواصلوا دراستهم اسوة بطلاب مراكز الدراسة السريعة، حيث تُستكمل فيها كل مرحلتين دراسيتين بسنة واحدة ابتداءَ من مرحلة الدراسة الأساسية وصولاً الى المرحلة الاعدادية.

وحفّز مدير تربية سنجار الطلاب الذين يعانون من مشكلة عدم قبولهم في المدارس ويبلغ عددهم في مركز القضاء لوحده 200 طالب، على زيارة التربية لمناقشة سبل حل مشاكلهم، "لا نعرف كم عددهم في المخيمات، نسعى لحل مشاكل الطلاب الساكنين داخل سنجار، لأن المخيمات ليست ضمن حدود صلاحياتنا ولسنا مسؤولين عنها."

توجد في العراق مراكز للدراسة السريعة للطلاب الذين انقطعوا عن الدراسة لأسباب مختلفة، وافتُتِحَت منذ أعوام ثلاث أو أربع مدارس مماثلة في الموصل، لكنها غير موجودة في مخيمات النازحين.

عبدالحميد مجيد، مشرف تربوي في المديرية العامة لتربية نينوى قال لـ(كركوك ناو) "لا توجد مراكز للدراسة السريعة داخل المخيمات والمشكلة التي يعاني منها طلاب سنجار حالة خاصة يجب معالجتها دون تأخير."

ويرى عبدالحميد مجيد بأن من الضروري استحصال موافقة المديرية العامة عن طريق تربية سنجار من أجل فتح عدة مدارس تتيح لهم اكمال دراستهم وفق نظام خاص.

وعود ومقترحات التربية لم تغير بعد شيئاً من الواقع الذي تعيش فيه زيان خليل، التي تقول بأنهم أصبحوا ضحايا مرتين، مرة عندما وقعوا في أسر تنظيم داعش، و مرة أخرى حين حرموا من أبسط حقوقهم و هو حق التعليم.

وقالت زيان "أناشد عن طريق مؤسستكم الاعلامية أن تخففوا ولو جزءاً من الآلام التي ذقناها في الأسر من خلال حل مشكلتنا هذه و اعادتنا الى الدراسة".

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT