قرر محاضرو مدرسة مخيم سردشت في جبل سنجار اغلاق أبواب المدرسة احتجاجاً على عدم صرف أجورهم خلال العامين الماضيين.
مدرية مخيم سردشت الخاص بطلاب العوائل النازحة المتواجدة في جبل سنجار والبالغ عددهم 400 طالب وطالبة أُغلِق منذ يوم 10 شباط، لكن تربية سنجار تقول بأنها ستسعى لحل المشكلة ولن يدعوا الأزمة تؤثر على مستقبل الطلاب الدراسي.
ايزيدي مراد عمر، الذي يعيش منذ سبع سنوات في مخيم سردشت فيما يداوم اثنان من أطفاله في الصف الثالث الابتدائي، قال لـ(ككروك ناو) "رجع أطفالي الى المنزل وقالوا بأن مدرستهم قد اُغلِقَت ولن يستطيعوا الدراسة لأن معلميهم لا يستلمون أجورهم."
تأسست مدرسة مخيم سردشت في عام 2019، يتولى عدد من المحاضرين تدريس أطفال المخيم منذ عامين، غير أن عوائل الطلاب كانت هي التي تتكفل بجمع أجور المحاضرين عوضاً عن الحكومة.
يقول ايزيدي مراد، "أنا مستعد لدفع 10 آلاف دينار شهرياً للمعلمين، لكن غالبية النازحين الموجودين في مخيم سردشت من ذوي الدخل المحدود ولا يستطيعون تأمين ذلك المبلغ، بعض العوائل لديها أربعة أطفال يدرسون هنا، ليس لدى تلك العوائل المال الكافي لشراء قنينة غاز فكيف تستطيع دفع 40 ألف دينار للمحاضرين."
مراد الياس، واحد من بين خمسة محاضرين في تلك المدرسة قال لـ(كركوك ناو) "مدرستنا تابعة للمديرية العامة لتربية نينوى، لكنها مقصرة إزاء المشكلة، أهالي الطلاب ليس بإمكانهم تأمين المال لدراسة أطفالهم لذا قررنا اغلاق المدرسة."
مخيم سردشت الذي يأوي نازحي قضاء سنجار أُنشِأ في عام 2014 عقب اجتياح داعش لقضاء سنجار والمناطق المحيطة بها.
تتواجد حالياً 550 عائلة في المخيم وتضم مدرستها 400 طالب وطالبة موزعة على صفوفها التي تبدأ من الصف الأول الى الصف السادس الابتدائي.
يعتقد مراد الياس ان اهمال المدرسة أمر مقصود، وقال "بعض المدارس الواقعة ضمن حدود تربية سنجار لديها 50 طالباً فقط مع ذلك تم تعيين تدريسيين دائميين لهم، هذا التمييز الحاصل بين المدارس أمر غير مقبول."
وأضاف "طلبنا عشرات المرات من تربية سنجار صرف أجور المحاضرين لكنها لا ترد على مطالبنا، ونحن لا نستطيع الدوام دون أجر."
وتأتي هذه المشكلة في الوقت الذي قطعت فيه وزارة الهجرة والمهجرين العراقية منذ شهر تشرين الثاني 2020 جميع انواع المساعدات عن المخيم، من بينها وقود التدفئة والحصة التموينية في مسعى لإغلاق المخيم نهائياً، حسبما قال علي شعبو، مدير مخيم سردشت.
لكن ايزيدي مراد الذي يقطن المخيم منذ عام 2014 قال "لا نستطيع العودة الى مناطقنا، منازلنا مدَمَّرة بالكامل والقرى محرومة من الخدمات."
وتابع قائلاً "أطفالي يقولون لي كل يوم بأنهم يودّون العودة الى المدرسة، وأنا لا أملك أي جواب لهم ولا أدري ماذا اقول، أطلب من تربية نينوى ايجاد حلَ لنا."
يبعد مخيم سردشت حوالي 20 كم عن ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار.
"الحل هو إما صرف أجور المحاضرين أو توفير حافلات لنقل الطلاب"، حسبما قال علي شعبو، مدير المخيم.
سعد متو، مدير تربية سنجار –قسم الدراسة العربية- قال لـ(كركوك ناو) "نحن على اطلّاع بمشكلة طلاب مخيم سردشت، نعد الطلاب ونازحي المخيم بأننا سنعالج مشكلتهم في أقرب وقت وذلك عن طريق توفير معلمين دائميين للمدرسة وصرف أجور المحاضرين."
