دعا بابا الفاتيكان في كلمة وجّهها للرأي العام والقادة السياسيين في العراق الى نبذ العنف والتحزب، وإعطاء المجال لمن هم مستعدون لأن يضعوا مصالحهم جانباً من أجل المصالحة والخير العام.
وألقي البابا كلمته في قاعة القصر الجمهوري بعد استقباله اليوم، الجمعة، 5 آذار 2021، من قبل رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح و لقائه بعدد من القادة والمسؤولين الحكوميين، السياسيين، رجال الدين و ممثلي المجتمع المدني.
ودعا بابا الفاتيكان الى التصدي للفساد، كما أثنى على الخطوات الاصلاحية في العراق.
ولفت البابا في كلمته الى أن العراق عانى على مدى العقود الماضية من كوارث الحروب وآفة الإرهاب ومن صراعات طائفية خلّفت اضراراً أعمق في قلوب الناس.
وقال " لا يسعني إلا أن اذكر الايزيديين، الضحايا الأبرياء للهجمة المتهورة وعديمة الإنسانية، فقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني، وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر."
وأضاف البابا " يحتاج العيش الاخوي معا الى حوار صابر وصادق"، مشيراً الى أن " المجتمع الذي يحمل سمة الوحدة الأخوية، هو مجتمع يعيش أفراده متضامنين فيما بينهم."
" أتيت حاجاً يحمل السلام باسم السيد المسيح أمير السلام. كم صلينا في هذه السنين من أجل السلام في العراق."
وقال البابا بأنه يصلي منذ سنوات من أجل العراق، لكي يعم فيه السلام والاستقرار، " الدين بطبيعته، يجب أن يكون في خدمة السلام والاخوة."
وصل بابا الفاتيكان الى العراق بعد ظهر اليوم، الجمعة 5 آذار، وبعد اللقاءات التي أجراها في قصر رئاسة الجمهورية، زار كنيسة سيدة النجاة و من المقرر أن يتوجه يوم غد، السبت 6 آذار، الى النجف للقاء آية الله علي السيستاني، المرج الأعلى للشيعة، ومن ثم سيزور مدينة أور التاريخية.
رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح ألقى كلمة بمناسبة زيارة البابا قال فيها بأنه على الرغم من عواصفِ العنفِ والاستبدادِ التي اجتاحت العراق في مراحلَ من تاريخِه، يفخرُ العراقيون في أنهم عاشُوا لقرونٍ طويلة في مدنٍ متنوعةِ الانتماء، حيثُ يعيش المسلمَ والمسيحيَّ واليهودي والصابئي والإيزيدي متجاورين ومتآخين في المدينةِ الواحدة، والحيِّ الواحد.
"يعتزّ العراقيون بأنهم حُماة الكنائس."
وأضاف رئيس الجمهورية في كلمته بأن " العالم اليوم يعيش في زمن استقطابات وتقاطعات، وتفقد أجزاء واسعة منه قابليات التعدد والتنوع والقبول بالرأي الآخر، ويغذي هذا المسار الإرهاب والتحريض على العنف وخطاب الكراهية، وهو ما يهدد مستقبل الجميع."
كما لفت برهم صالح الى أن المسلمين، المسيحيين، الايزيديين، الكاكائيين، الصائبة وغيرهم من المكونات قد تم استهدافهم دون تمييز في التهديدات والهجمات.
وقال " نشير بشكلٍ أخص إلى المعاناةِ الكبيرة لإخوانِنا المسيحيين ممن اضطُروا لمغادرةِ ديارِهم ووطنِهم."
وأعن برهم صالح تأسيس (دار ابراهيم للحوار الديني) بإشراف مندوبين من الفاتيكان، النجف، الأزهر، الزيتونة و المراكز الدينية الكبرى بهدف البحث في التاريخِ المشترك والمختلفِ فيه في ضوءِ المتونِ المقدسة والتراثِ المسماري.
زيارة البابا الى العراق ستستمر من الخامس الى الثامن آذار الجاري، في اليوم الثالث (7 آذار) سيزور مدن أربيل، الموصل و قرقوش، حيث سيلتقي بعدد من المسؤولين، رجال الدين والمواطنين المسيحيين.