مع استمرار انتشار فايروس كورونا، يستمر معاناة العمال العاملون بالاجور اليومية، ففي الاسبوع الواحد؛ ثلاثة ايام يفرض خلالها حظراً التجوال، وهذا تسبب بقلة ايام العمل لديهم وبالتالي انخفاض دخلهم الشهري إلى النصف تقريباً.
"كان عملي يسد احتياجات عائلتي، اما الان لم يعد يكفينا لشراء قوت يومنا" يقول احمد الشطي في عقده الثالث من العمر وهو يقف في مسطر العمال ينتظر فرصة عمل باجر يومي، بعد ثلاثة أيام من جلوسه في البيت بدون عمل نتيجة حظر التجوال.
الشطي يجلس يوميا عند المسطر قرب جسر حي العسكري بمدينة كركوك من اجل يحظى بفرصة عمل يكسب منها مبلغ يتراوح من 10 الى 25 ألف دينار.
"في ضل اجراءات الحظر التجوال لم يسال أحد من اصحاب القرار ان كانت هذه القرارات التي تتخذها خلية الازمة مناسبة لنا كعمال باجر يومي"، يضيف الشطي لـ(كركوك ناو).
لم يسال أحد من اصحاب القرار ان كانت هذه القرارات التي تتخذها خلية الازمة مناسبة لنا كعمال باجر يومي
الشطي يتوجب عليه ان يدفع بدل ايجار منزله البالغ 175 ألف دينار عراقي شهريا، واعالة عائلته المكونة من ستة اشخاص، في ظل ارتفاع اسعار السلع والخدمات التي سببها ارتفاع سعر صرف الدولار امام الدينار العراقي.
فقد سابقا كان يتحصل مبلغ يقارب من 550 ألف شهريا جراء عمله، انخفض هذا المبلغ إلى ما يقارب 300 ألف دينار في ظل إجراءات حظر التجوال.
"اغلب ارباب العمل الذين نتعامل معهم لا يوفرون اجراءات السلامة والوقاية من كورونا" يوضح الشطي، ويضيف ان "العمال لا يحصلون على أي تعويضات او اجازات مدفوعة الثمن في حال تعرض أحدهم للإصابة بفايروس كورونا اثناء العمل".
للنساء احمال مضاعفة
اما النساء العاملات فتقع على عاتقها احمال مضاعفة، فتقع على عاتقها تحديات اخرى في ظل إجراءات الحد من كورونا، حسب قول العضو في رابطة المراة بكركوك هيفاء صلاح الدين لـ(كركوك ناو).
فهن عليهن رعاية المنزل والحفاظ على عائلتهن والاهتمام بالأطفال من خطر الإصابة بالفايروس، ناهيك عن مخاطر العمل الذي يتوجب عليهن الخروج من المنزل لساعات طويل، تضيف صلاح الدين.
ولفتت إلى اغلبية النساء العاملات قد لا يمتلكن المبالغ المالية لتوفير العلاجات اللازمة لو تمت اصابتهن بفايروس كورونا.
اغلبية النساء العاملات قد لا يمتلكن المبالغ المالية لتوفير العلاجات اللازمة لو تمت اصابتهن بفايروس كورونا
وانطلقت في كركوك يوم 13 اذار 2021، عدة تجمعات شارك بها العشرات من العمال وأصحاب المحال في سوق الحصير بكركوك، وطالبوا الحكومة بتشديد الاجراءات الوقائية بدلاً من فرض حظر التجوال.
وهذه الاعتراضات انطلقت أيضا في عدة محافظات أخرى، دفعت مجلس الوزراء يوم 16 اذار 2021 إلى تخفيف إجراءات حظر التجوال ابتداء من يوم 23 اذار المقبل.
حيث تقرر ان يبدأ حظر التجوال الجزئي من الساعة 9 مساء إلى 5 صباحاً اما الشامل فسيكون يومي الجمعة والسبت فقط مع فتح المحلات والأسواق التجارية وفق إجراءات السلامة المتبعة.
رئيس نقابات العمال في كركوك جاسم محمد فهاد يؤكد لـ(كركوك ناو) ان الحظر التجوال كان نتائجه "سلبية" لفئات عديدة من العمال، مثل العاملين في قطاعات النقل والبناء والمطاعم، فقد تم منع الكثير منهم من مزاوله اعماله.
كركوك 13 اذار 2021، مظاهرة للعمال واصحاب المحلات في سوق الحصير ضد فرض حظر التجوال، تصوير كركوك ناو
عمال بلا حقوق
"الاعمال الحرة مثل عمال بالأجور اليومية وسائقي مركبات الاجرة لا حق لهم بالحصول على الضمان الاجتماعي" حسب قول عباس فاضل معاون مدير قسم العمل والتدريب المهني في كركوك التابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
وأضاف، "يستثنى من ذلك الفئة التي تقبع تحت خط الفقر، هؤلاء تشملهم الدولة ضمن برامج الرعاية الاجتماعية وليس الضمان الاجتماعي".
"اما العامل بشكل اجور يومية ضمن عمل ثابت في مشروع معين ولو كان يعمل لمدة نصف ساعة خلال اليوم لديه حقوق في الضمان الاجتماعي، وصاحب العمل ملزم بدفع راتبه شهري خلال هذه الفترة"، يوضح فاضل.
واذا كانت الظروف "قاهرة" يلزم على صاحب العمل بدفع اجور اشتراك العمال في الضمان لمدة سنة، ولا يستطيع تسريح اي عامل في ظل هذه الظروف الا بموافقة وزير العمل، واذا رفض صاحب العمل تسجيل اي عامل في الضمان يحال الى المحاكم حسب معاون مدير قسم العمل والتدريب المهني.
وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أعلنت عن زيادة عدد العمال الجدد المشمولين بالضمان الاجتماعي في الربع الاخير من عام 2020، حيث بلغ عددهم (9621) ألف عامل في عموم العراق.
العمال المشمولين يعملون في (مشاريع القطاع الخاص) والمتمثلة بـ (بالمقاولات، والشركات العربية والأجنبية وشركات الاتصال والمطاعم والمخابز والمحال التجارية وغيرها).
لكن هذا لا يشمل العمال بأجور يومية الذين ينتظرون فرصة عمل في مساطر العمال امثال الشطي الذي يقول ان غالبية اقرانه لم يطلعوا على اجراءات التسجيل في الضمان الاجتماعي او الرعاية الاجتماعية، ولا كيفية الحفاظ على حقوقهم في ضل انتشار كورونا، ولم تقوم اي جهة بتثقيفهم بتلك الحقوق.
