دخل زبير الى منزل جاره الذي استدرجه بعد أن وعده بإعطائه علب معدنية ومخلفات أخرى، وبعد مدة قصيرة خرج صاحب المنزل بدراجة نارية حاملاً معه علبة كرتون كبيرة.
علبة الكرتون تلك كانت تحوي على جثة زبير ذو التسع سنوات. لم يبتعد صاحب المنزل كثيراً و رمى علبة الكرتون في مكب للنفايات.
هذه التفاصيل موثقة عند الشرطة بكاميرات المراقبة و اعترافات المتهم الرئيسي في الجريمة، حيث استطاعت الشرطة الكشف عن قاتل الطفل الذي كان يسكن في حي الفيلق بمدينة كركوك خلال 24 ساعة.
كان زبير سامي وشقيقه الذي يكبره بثلاث سنوات يجمعون يومياً علب المشروبات الغازية و المواد المستعملة المرمية في مكبات النفايات وبيعها من أجل تأمين لقمة العيش لعائلتهم.
تبين من خلال كاميرات المراقبة بأن جارنا استدرج زبير الى داخل منزله
"بعد أن بدأت الشرطة بإجراء التحقيقات، تبين من خلال كاميرات المراقبة بأن جارنا استدرج زبير الى داخل منزله، وخرج بعدها بدراجة نارية و علبة كرتون، ثم رمى علبة الكرتون التي كان يخبؤ فيها جثة زبير خلف منزله"، هذا ما قاله زياد خلف علي، عم زبير لـ(كركوك ناو).
وقع الحادث يوم السبت، 10 نيسان 2021، في حي الفيلق و كان زبير قد خرج ذلك اليوم لوحده منذ الساعة السابعة صباحاً.
"لم يعد زبير الى البيت ظهر ذلك اليوم لتناول الغداء، اقترب الوقت من الساعة السادسة مساءً دون أن نسمع عنه شيئاً، بحثنا عنه رفقة سكان الحي، لكننا لم نتمكن من العثور عليه"، حسبما قالت محنة علي نفيش، جدة زبير لـ(كركوك ناو).
حسب تحقيقات شرطة كركوك، بعد أن خرج زبير من المنزل تحدث قليلاً مع جاره ثم دخل الى منزله.
مصدر أمني مطلّع قال بأن "الجار قال لـ(زبير) بأنه سيعطيه علباً معدنية و مواد مستعملة، لذا ذهب معه الى داخل المنزل، هناك حاول الاعتداء على زبير جنسياً لكنه تصدى له وقاومه."
وأوضح المصدر بأن الشرطة تمكنت بالاستناد الى كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة من الوصول الى المتهم الرئيسي في الحادث واعتقاله خلال 24 ساعة، والذي "اعترف بجريمته" فيما بعد أمام القاضي.
"بعد أن رفض زبير الرضوخ لرغباته، أقدم المتهم على قتله بصورة وحشية، ثم وضع جثته داخل علبة كرتون كبيرة ونقل الجثة بواسطة دراجة ثلاثية العجلات لكي يرميها في مكب للنفايات على مقربة من المنزل"، بحسب المصدر.
منزل المتهم الذي يدعى (أ، ح – 35 سنة) يفصله منزل واحد فقط عن منزل زبير، وهو متزوج و أب لطفلين.
بسبب تهشم وجهه و كثرة الدماء التي كانت تغطيه، لم نتعرف عليه الا من ملابسه
تقول محنة نفيش، جدة زبير "في الساعة العاشرة من ليلة السبت، أُبلِغنا عن وجود جثة طفل في دائرة الطب العدلي، توجهنا الى هناك مع والدة زبير، وبسبب تهشم وجهه و كثرة الدماء التي كانت تغطي وجهه، لم نتعرف عليه الا عن طريق ملابسه."
ولفتت جدة زبير الى أن جارهم المتهم كان متواجداً أثناء اعادة جثمان زبير الى البيت و غسله و دفنه.
"المجرم كان متواجداً هناك، كانت زوجته وأطفاله يبكون لكنه كان يتجول دون أن يبدو شيء على ملامحه، حينها لم نكن نعرف بأنه هو من قتل زبير، بعد ذلك اتضح لنا بأن زوجته وأطفاله لم يكونوا في المنزل قبل وقوع الجريمة، وأنه كان لوحده."
تعيش عائلة زبير رفقة جدته وعمه في منزل مؤجر، والد زبير مسجون منذ ثمان سنوات بسبب نزاع حول ملكية أراضي، زبير كان المولود الثالث في عائلته، وله شقيقتان وشقيق آخر.
نزحت عائلة زبير قبل عدة سنوات من قرية الحوائج التابعة لناحية العباسي ضمن قضاء الحويجة واستقرت في مخيم نزراوه للنازحين، لكنهم تركوا المخيم في عام 2019 و سكنوا في حي الفيلق.
يقول عم زبير "كان يجمع مع شقيقه ما قيمته أربعة آلاف دينار من العلب المعدنية والمواد المستعملة من بين أكوام النفايات، وكانا يعطيان ذلك المبلغ لوالدتهم ويؤمنان بذلك العمل لقمة عيشهم."
وفقاً لقانون العمل العراقي لا يجوز تشغيل الطفال دون سن الـ 15 وتترتب على ذلك عقوبات، وقد تم تسجيل العديد من حالات العنف المختلفة المرتكبة ضد الأطفال الذين يخرجون للعمل.
"طلبنا الوحيد هو أن يأمر رئيس الوزراء العراقي بإعدام الجاني"، حسبما قال زياد خلف، عم زبير، نيابةً عن ذوي الضحية.
بموجب قانون العقوبات العراقي، يتم العمل بأحكام الاعدام وتنفيذها.