توقعت دائرة زراعة كركوك انخفاض منتوج محاصيل الحنطة والشعير هذا العام الى نصف ما كانت عليه العام الماضي بسبب تأثيرات الجفاف ونقص الأمطار، ويتزامن ذلك مع ارتفاع الطلب على محاصيل الحبوب وارتفاع اسعارها بنسبة 26% مقارنة بالعام الفائت.
توقعات دائرة زراعة كركوك استندت الى كمية الأمطار التي هطلت خلال هذا العام والتي ظهرت آثارها منذ الآن، حيث بلغت نسبة الأمطار التي هطلت لحد الآن 104 ملم، وهي أقل نسبة خلال العقدين الماضيين، علماً أن كمية الأمطار التي هطلت العام الماضي كانت 283 أما في عام 2019 وصلت الى 535 ملم.
ناظم حسن، مزارع في منطقة حفتغار جنوبي قضاء داقوق، قال لـ(كركوك ناو) "اعتمدنا على مياه الأمطار في زراعتنا، لأن معظم أراضينا ديمية (تعتمد على مياه الأمطار)، لكن معدل الأمطار كان قليلاً هذا العام، خصوصاً في الوقت الذي كانت فيه محاصيل الحبوب بحاجة الى الماء."
وتابع ناظم قائلاً "منتوجنا هذا العام لن يسد ما صرفناه، بصورة عامة، أضرّ هذا الجفاف بجميع محاصيلنا الزراعية والبساتين."
دائرة زراعة كركوك وضعت هذا العام خطة لزراعة مليون دونم من الأراضي بمحصولي الحنطة والشعير في المحافظة، اجمالاً، تمت زراعة 700 ألف دونم، حسبما قال زهير علي، مدير دائرة الزراعة.
وقال زهير "نتوقع انتاج أكثر من 350 ألف طن من الحبوب، في حين بلغ انتاجنا العام الماضي 600 ألف طن."
دائرة زراعة داقوق خططت هذا العام لزراعة 127 ألف دونم بمحاصيل الحنطة والشعير، لكن أياد أحمد، مسؤول التخطيط والرقابة في الدائرة قال لـ(كركوك ناو) "50 ألف دونم من تلك الأراضي لن يكون لها أي انتاج، لأنها اعتمدت على مياه الأمطار، لكن الـ72 دونماً الأخرى تعتمد على المياه الجوفية الى جانب مياه الأمطار لذا نتوقع أن يكون لها انتاج جيد، بالرغم من أن المزارعين سيتعرضون لخسائر فيها ايضاً، لأن الكهرباء كان متردياً هذا العام ولم يتمكنوا من تشغيل معداتهم الزراعية لري محاصيلهم."
العام الفائت، تم تسليم 48 ألف طن من الحنطة في داقوق لوزارة التجارة العراقية، اضافة الى 128 طن من الشعير، لكن المختصين في دائرة زراعة داقوق يتوقعون انخفاض المنتوج الى أقل من النصف، الأمر الذي أدى الى ارتفاع أسعار الحبوب بنسبة 26% عن العام الماضي، حسبما يقول المختصون.
الحكومة العراقية خصصت 610 ألف دينار لشراء الطن الواحد من الحنطة، و 400 ألف دينار لمحصول الشعير، لكن قسماً من المزارعين يبيعون محاصيلهم في الأسواق بأسعار أقل ويمتنعون عن تسليمها لوزارة التجارة.
بشار لطيف، أحد تجار محاصيل الحبوب قال لـ(كركوك ناو) "الحكومة العراقية تؤخر صرف مستحقات المزارعين كثيراً، لذا يقوم أغلب المزارعين منذ أعوام ببيع منتوجهم للتجار لضمان الحصول على المال في وقت قصير."
أغلب المزارعين ببيعون منتوجهم للتجار لضمان الحصول على المال في وقت قصير
لكنه اشار الى أن "الجفاف و انخفاض المنتوج أدى خلال اليومين الماضيين الى ارتفاع سعر الطن الواحد من الحنطة من 380 ألف دينار الى 480 ألف دينار، أما الشعير فوصل سعره من 280 ألف دينار الى 380 ألف دينار.
حول ارتفاع اسعار محاصيل الحبوب، قال زهير علي، مدير دائرة زراعة كركوك "نقص الأمطار وحاجة مربي المواشي للحنطة والشعير، علاوة على التوقعات التي تشير الى قلة المنتوج هذا العام، زاد الطلب على تلك المحاصيل، ما أدى الى ارتفاع اسعارها."
من جانبها، قامت دائرة زراعة داقوق هذا العام باختبار زراعة نوع جديد من الشعير والذي يمتاز بكونه يحتاج الى كمية قليلة من المياه وبإمكانها تحمل الجفاف والنمو، كما أنه يقاوم بعض الآفات الزراعية، حسبنا أكد احسان رشاد، مهندس زراعي في قسم الارشادات الزراعية في داقوق.
وقال احسان لـ(كركوك ناو) "من مميزات الأخرى لهذا النوع من الشعير امكانية حصاده مرتين في العام، كما ان بإمكانه النمو رغم قلة الأمطار."
لذا يطلب احسان من المزارعين زراعة هذا النوع من الشعير العام المقبل، "اكتسبنا خبرة حول كيفية زراعته ونستطيع اعطاءهم الارشادات ونطمئنهم بأن المنتوج سيكون جيداً."