أعلنت لجنة تحكيم دولية اليوم فوز التصميم الذي قدمه ثمانية مهندسين معماريين مصريين بالمسابقة الدولية لإعادة بناء مجمع جامع النوري التاريخي في الموصل بالعراق.
وهو أحد العناصر الرئيسية في مشروع اليونسكو الطموح "إحياء روح الموصل" الرامي إلى إعادة تأهيل المدينة القديمة.
"إنَّ إعادة إعمار مجمع جامع النوري، وهو أحد المعالم التاريخيّة المُتأصّلة في نسيج مدينة الموصل وتاريخها، ستترك بصمة بارزة ضمن الجهود المبذولة للدفع بعجلة تحقيق المصالحة والتلاحم الاجتماعي في المدينة التي مزقت الحرب أوصالها"، حسب قول المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي.
واضافت في تقرير صدر عن اليونسكو ان "مواقع التراث والمعالم التاريخية تُحفّز شعور الناس بالانتماء وبالمجتمع وبالهوية. وتضطلع بدور أساسي في إحياء روح الموصل خصوصاً والعراق عموماً".
مواقع التراث والمعالم التاريخية تُحفّز شعور الناس بالانتماء وبالمجتمع وبالهوية
وحسب ما اوضحته اليونسكو ان الفائزين بالجائزة هم من المعماريين المخضرمين ولديهم سجل حافل بالأعمال في مجال إعادة تأهيل التراث والتخطيط الحضري والعمارة الملائمة للمناخ، وسيعدون تصميماً أكثر تفصيلاً لمشروع إعادة بناء مجمع جامع النوري، المزمع استهلاله في أواخر خريف عام 2021.
وقد اختير المشروع الرابح الذي يُدعى "حوار الأروقة" من بين 123 تصميماً، وقد قدمه فريق مؤلف من أربعة شركاء ويترأس هذا الفريق صلاح الدين سمير هريدي، ويشارك فيه كل من خالد فريد الديب وشريف فرج إبراهيم وطارق علي محمد، ومن أربعة مصممين معماريين وهم نهى منصور ريان وهاجر عبد الغني جاد ومحمد سعد جمال ويسرى محمد البهاء.
ويتوخى المشروع إعادة بناء قاعة الصلاة التاريخية في جامع النوري، وتحقيق الانسجام بين أركان المجمع، وهو أكبر مكان عام في مدينة الموصل القديمة، ومحيطه الحضري، وذلك من خلال استحداث أماكن عامة مفتوحة ذات خمسة مداخل تربطها بالشوارع المحيطة بها.
وستسترجع قاعة الصلاة الهيئة التي كانت عليها قبل تدمير جامع النوري في عام 2017، ولكن مع إدخال تحسينات ملحوظة عليها، وذلك على صعيد استغلال الإضاءة الطبيعية وإيجاد أماكن واسعة مخصصة للنساء ولكبار الشخصيات، بحيث تتصل بالقاعة الرئيسية من خلال مساحة مفتوحة نصف مغطاة، يمكن استخدامها كمكان مفتوح للصلاة.
ويتوخّى المشروع الفائز أيضاً إنشاء حدائق مسوَّرة تحاكي البيوت والحدائق التاريخية التي كانت قائمة حول قاعة الصلاة قبل تعديل تصميمها في عام 1944.
سوف يحصل التصميم الفائز على جائزة قدرها 50 ألف دولار أمريكي، وكذلك على العقد الذي يقضي بإعداد التصميم المفصَّل للمجمع.
وسيحصل المرشّحون الذين حلّوا في المراتب التالية على جوائز نقدية تقديراً لأعمالهم، إذ ستقدم جائزة قدرها 30 ألف دولار أمريكي إلى فريق من الهند، وجائزة بقيمة 20 ألف دولار أمريكي إلى تصميم من إسبانيا، وجائزة بقيمة 15 ألف دولار أمريكي إلى فريق من الولايات المتحدة الأمريكية، وجائزة بقيمة 10 آلاف دولار أمريكي إلى فريق من المهندسين المعماريّين من كل من الإمارات العربية المتحدة وفرنسا وتركيا ولبنان.
وكانت اليونسكو قد استهلَّت المسابقة الدولية لإعادة بناء وإعادة تأهيل مجمع جامع النوري في الموصل، في شهر تشرين الثاني 2020.
هذا قد دمر الجامع بعد تفجيره من قبل تنظيم الدولة "داعش" عام 2017، اثناء عمليات اعادة استعادة مدينة الموصل التي نفذتها القوات العراقية.