على الرغم من الوعود باصلاح ملف الكهرباء، الا ان المواطن في الموصل لم يلمس اي حلول، ومازال يترقب حل هذه المشكلة التي تؤثر على كل مفاصل حياته.
محمد خلف (45 عاماً) يمتلك محل حدادة في احد اسواق الموصل يقول ان الكهرباء اثرت على قوت يومه بصورة كبيرة، وخلال بعض ايام الشهر الماضي لم يتمكن من توفير خمسة الاف دينار عراقي من عمله بسبب الانقطاعات المستمرة للكهرباء.
انقطاع لساعات طويلة
"كنت اتذمر كثيرا حين يطالبني صاحب المولدة الاهلية في السوق باجور الكهرباء المجهز منه، ولكن الان اقول ان وزارة الكهرباء هي من تعطي فرصة لاستغلالنا، خاصة وانه يرى حاجتنا اليه بسبب انقطاع تيار الكهرباء الوطني"، يقول خلف.
وزارة الكهرباء هي من تعطي فرصة لاستغلالنا
قطع الطاقة الكهربائية من مورد وزارة الكهرباء الذي يعرف محليا بـ"الوطنية" يمتد احيانا لاكثر من سبع ساعات مقابل تجهيز لساعة واحدة فقط، وتعود تنقطع من جديد، حسب قول خلف.
هذا اثر على عمله كحداد الذي يستوجب انتظار "الوطنية" من اجل اكمال عمله كون أجهزة اللحام تحتاج لطاقة لا توفرها المولدات الاهلية.
عدم استقرار "فولتية" الطاقة المجهزة
التدريسية هناء هلال من سكنة حي الرسالة بمدينة الموصل طالبت من خلال (كركوك ناو) افتتاح "وزارة خاصة بالمولدات"، وخصوصا ان ملف الطاقة الكهربائية ومشكلاتها اصبحت "امرا واقعا" لا تعتقد ان من الممكن تغييره على حد قولها.
وحتى وخلال الساعات القليلة من "الوطنية" تجهز الطاقة الكهربائية بفولتية غير مناسبة تتسبب باحتراق الاجهزة الكهربائية مما سبب بعطب ثلاثة أجهزة كهربائية في منزل هلال.
مسؤول اعلام مشروع الخدمة والجباية في الجانب الايسر، فهد صباح ذكر لـ(كركوك ناو) ان في الموصل 42 محطة توزيع للطاقة الكهربائية، 15 منها دمرت بالكامل في عمليات استعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش.
اعيد اعمار 12 محطة وهناك 4 أخرى متنقلة بين المناطق تقوم بتجهيز التيار الكهربائي وتؤدي دور وقتي بين المناطق، لذلك ان المناطق النائية والبعيدة تعاني احيانا من هبوط بالفولتية كما حدث منتصف شهر نيسان الماضي لكن كوادر الكهرباء مستمرة بالصيانة حسب قول مسؤول الاعلام.
تجاوزات من جهات متنفذة
موظف في دائرة كهرباء نينوى طلب عدم ذكر اسمه اوضح لـ(كركوك ناو) ان هناك مناطق تتجاوز على خطوط الكهرباء المجهزة للمصانع القريبة منها.
وأضاف ان الحركات السياسية قامت بفتح مكاتب لها في مناطق الموصل وتتجاوز على الخطوط الناقلة للتيار الكهربائي وتتسبب بتخفيض التيار المجهز لبقية المناطق. لافتا إلى ان دائرة الكهرباء لا تفعل شيئا امام هذه التجاوزات او لا تملك القوة المناسبة للتخلص منها.
الحركات السياسية قامت بفتح مكاتب لها في مناطق الموصل وتتجاوز على الخطوط الناقلة للتيار الكهربائي
وتعلن مديرية توزيع كهرباء نينوى عن تنفيذها حملات لمنع التجاوزات بين الحين والأخر، كان اخرها في حي الرسالة بتاريخ 7 ايار 2021، رغم تلك الحمالات الا ان المديرية لا تستطيع ان تمنع تجاوزات الجهات المتنفذة.
الحل بانشاء محطات جديدة
ونوه الموظف في دائرة الكهرباء الى ان حل مشكلة الكهرباء في الموصل والعراق اجمعه يكمن في انشاء محطات غازية لتوليد الكهرباء التي تغطي حاجة المحافظات من الطاقة الكهربائية، وكل ما يتحاجه العراق هو مصنع لتنقية الغاز الطبيعي فقط الا ان وزارة الكهرباء تتخذ طريقا بديلا عن هذا الحل وهو الاستيراد من ايران.
وحسب ارقام وزارة الكهرباء ايران تزود العراق بالكهرباء بواقع 1200 ميغاوات عبر أربعة خطوط؛ هي خط (خرمشهر - البصرة)، و(كرخة - العمارة)، و(كرمنشاه – ديالى)، و(سربيل زهاب – خانقين).
ويمتلك العراق ثاني أكبر حقل غازي في الشرق الاوسط ويمتلك عاشر أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، وبالرغم من ذلك، فإن هذه الثروة الكبيرة تعاني من الهدر في الوقت الراهن.
إذ يصاحب إنتاج النفط من حقول العراق توليد كميات هائلة من هذا الغاز الثمين الذي يتعرّض للهدر نتيجة لاشتعاله، الأمر الذي يُفقد الدولة أكثر من 10 مليون دولار يومياً من الموارد الطبيعية.