أبو بكر قرر إنقاذ حديقة الحي بنفسه من الجفاف

أبو بكر حسين (74 سنة) يعتني بحديقة الحي   تصوير: كركوك ناو

ليلى أحمد

منذ أن تخلّت بلدية كركوك عن الاعتناء بحدائق ومتنزهات المدينة، قرر أبو بكر حسين (74 سنة) إنقاذ الحديقة الواقعة في حيّهم من الجفاف والإبقاء على خضرتها ونظافتها.

أبو بكر حسين موظف متقاعد، يقطن في حي إمام قاسم، كرّس نفسه للاعتناء بحديقة الحي التي تبلغ مساحتها دونماً واحداً وتضم 15 نوعاً من النباتات والأشجار.

"البلدية ألغت عقود عدد كبير من عمّالها وأثدى ذلك الى افتقار الحدائق لمن يعتني بها، حديقة حينا أوشكت أن تجف لذا فكّرت في الاعتناء بها بنفسي"، حسبما قال ابو بكر.

المشكلة نشأت بعد عدم تمكن ادارة محافظة كركوك من تمديد عقود العمال الذين كانوا يعتنون بحدائق مدينة كركوك، وذلك بسبب عدم توفر الميزانية التي كانت وزارة البلديات العراقية قد خصصتها لهذا الغرض.

بلدية كركوك أعلنت مراراً بانها لا تستطيع الاعتناء بجميع حدائق ومتنزهات المدينة وإروائها، الأمر الذي نتج عنه انحسار نسبة الخضرة في المدينة من 4بالمائة الى 2 بالمائة في الفترة بين 2017 و 2021.

قبل أربعة اعوام، بدا ابو بكر بتنظيف الحديقة من العشب الضار و النفايات، بعد ذلك قرر سقيها بالاستفادة من البئر الموجود في الحديقة.

"مضخة الماء كانت عاطلة، لذا وضعت خزاناً للاحتفاظ بمياه بئر الحديقة، مضت أربع سنوات وأنا أعتني بهذه الحديقة."

توجد 184 حديقة عامة ومتنزه داخل مدينة كركوك، مساحة أغلبها صغيرة جداً باستثناء عدد قليل فقط تتجاوز مساحتها عدة دونمات، الى جانب تشجير 81 جزرة وسطية –بطول يتراوح بين كيلومتر واحد الى خمسة كيلومترات- لكن الأشجار المزروعة فيها على وشك الزوال.

مهمة الاعتناء بهذه المساحة من الخضرة تقع حالياً على عاتق 46 عامل فقط، حسبما أشار فريدون عادل، مدير بلدية كركوك، الأمر الذي بات يعرّض غالبية الأشجار والنباتات للجفاف والتيبس، لكن في بعض أحياء كركوك يتولى الأهالي مهمة الاعتناء بحدائق الحي."

"أشعر بالراحة كوني استطعت حماية أشجار الحديقة من الجفاف و الضرر، سعيد لرؤية عائلتي وأطفال الحي وهم يستمتعون بالجلوس فيها"، واستطرد أبو بكر قائلاً "آمل أن يهتم الشبان أكثر بحماية البيئة والاعتناء بالحدائق."

في السنوات الثلاث الأولى كان أبو بكر يؤدي عمله لوحده على أكمل وجه، لكنه الآن لم يعد كالسابق فهو يعاني من مرض القلب، لذا يتلقى العون من أهالي الحي.

كاوة غفور، موظف و أحد أبناء الحي الذين يعاونون أبو بكر لاعتناء بالحديقة قال لـ(كركوك ناو) "نوفر التربة الخصبة، خراطيم المياه، الغطاسات و مضخات المياه على نفقتنا الخاصة، لا نريد أن تيبس الحديقة أمام اعيننا."

بلدية كركوك أكدت مراراً عن حاجتها لتعيين ما لا يقل عن ألف عامل للاعتناء بحدائق و أشجار المدينة، وإلا فإن البلدية لن يكون بمقدورها حماية الأشجار التي زُرِعت خلال الأعوام السابقة من الزوال.

على سبيل المثال، قامت منظمة كوكار للتنمية المستدامة والعمل التطوعي في اطار حملتين نفذتهما خلال السنوات الثلاث الماضية بتوزيع 20 ألف نبتة على المواطنين لغرسها على جوانب الطرق، لكن المشكلة الرئيسية التي تواجه هذه الجهود تتمثل في عدم قدرة ادارة كركوك على ريها و الاعتناء بها، في الوقت الذي تصل فيه درجات الحرارة في الصيف الى أكثر من 45 درجة مئوية، حسبما يقول محمد عبد الخالق، مسؤول إعلام المنظمة.

حول كيفية مساعدة اشخاص متطوعين مثل ابو بكر عن طريق توفير معدات و مستلزمات الاعتناء بالحدائق لهم، قال نوزاد عبدالله، مسؤول فسم الحدائق في بلدية كركوك "للأسف، لا نستطيع مساعدة هؤلاء الأشخاص بأي شكل من الأشكال، لا نملك الميزانية اللازمة والأيدي العاملة المطلوبة."

رغم ذلك، وجّه نوزاد شكره لسكان تلك الأحياء الذين يحملون على اتقهم مهمة الاعتناء بالحدائق دون مقابل، وقال "لدينا خمس حدائق يًعتَنى بها من قبل سكان الأحياء، وهذا الأمر يستحق الشكر والتقدير."

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT