يحتاج ابو حسن صاحب الركن البسيط الخاص ببيع البخور في سوق العطارين جنوبي مدينة الموصل القديمة الى اكثر من ساعة لعبور نهر دجلة الذي يشطر الموصل إلى جانبين، نتيجة الدمار الذي لحق بجسور المدينة.
"قبل 2014، لم يكن يستغرق الامر اكثر من عشر دقائق لأجد نفسي منتقلا بين جانبي الموصل، إلا ان الامر مختلف الان، المعاناة مستمرة وعلى الرغم من مرور سنوات على استعادة الموصل، وما دمره داعش مازال شاخص"، يقول أبو حسن (48 عاما) .
هذا البائع لا يختلف معاناته عن معانات سكان مدينة الموصل الذي يقدر اعدادهم بالأربعة مليون نسمة، وقال ان "عدد سكان الموصل لا يتناسب مع عدد الجسور التي دخلت الخدمة حاليا".
وفي مدينة الموصل خمسة جسور تربط طرفي المدينة، دمرت جميعها اثناء سيطرة تنظيم الدولة "داعش" على المدينة في عام 2014 لغاية 2017.
افتتح منها "العتيق" و"الحرية" في زمن حكومة حيدر العبادي 2018، وجسر "ابو تمام" او "الثالث" في زمن الحكومة الحالية 2021، في حين أحيل جسرا "الرابع" و"الخامس" احيل الى شركات مختصة.
90% من جسور مدمرة في عموم المحافظة
في عموم محافظة نينوى 63 جسراً تعرضت للدمار اثناء سيطرة تنظيم داعش على أجزاء من المحافظة.
"داعش دمر 57 جسرا، بواسطة العبوات الناسفة، بينما دُمرت أخرى في ضربات جوية نفّذتها قوات التحالف، أو طائرات حربية عراقية بهدف قطع طرق الإمداد على التنظيم" على حد قول عبد الستار الحبو مدير مديرية الطرق والجسور في نينوى.
بعد عمليات استعادة الموصل من تنظيم داعش، "90% من الجسور دمرت، منها خمسة جسور رئيسة على نهر دجلة داخل الموصل وثلاثة جسور على نهر الخوصر داخل المدينة أيضا".
مديرية الطرق والجسور وعلى لسان مديرها توكد اصلاح 54 جسراً في عموم محافظة نينوى ، وكشف ان ما صرف على اعمار الجسور لغاية الان "بحدود 40 مليون دولار أميركي".
وأضاف انهم يحتاجون الى "40 مليون دولار اخرى لاصلاح الجسرين الرئيسيين الباقيين الرابع والخامس في مدينة الموصل".
نحتاج الى 40 مليون دولار لاصلاح الجسرين الرئيسيين الباقيين الرابع والخامس في مدينة الموصل.
800 الف مركبة في الموصل
في مدينة هي الثالثة بالتعداد السكاني بعد العاصمة بغداد والبصرة، وتعرضت طرقها وجسورها للدمار فان الاختناقات المروية امر وارد" يقول مدير إعلام وعلاقات المرور في نينوى العامة العميد حيدر كريم.
اعداد المركبات في الموصل وصلت الى 800 ألف مركبة او اعلى بقليل وفقاً للبيانات التسجيل الرسمية، حسب قول كريم لـ(كركوك ناو).
يقول العميد ان انظمة المراقبة في نينوى والتابعة للمرور تحتاج الى رفدها بآليات جديدة من ضمنها كاميرات المراقبة، وهو ما تعمل عليه المديرية العامة في العاصمة الان.
"صحيح ان نينوى من المحافظات المتضررة من حيث البنى والكوادر حيث تعرض اغلب المنتسبين للمرور للاغتيالات على يد داعش الا ان مشكلة المرور تكمن في الجسور المهدمة، إن اصلحت حُلت مشكلة الازدحامات فيها ".حسب قول مدير اعلام المرور.
السلع ارتفعت اسعارها
" السلع زادت اسعارها بسبب الدمار " بهذه الجملة افتتح عبد القادر الدخيل معاون محافظ نينوى لشؤون الخدمات حديثه لـ (كركوك ناو).
وقال ان حياة المواطن داخل الموصل تأثرت بشكل كبير جراء التدمير الذي طال طرقها وجسورها، الذي تسبب بارتفعت الاسعار في الموصل والمحافظات الأخرى، كون نينوى تعتبر السلة الغذائية للعراق.
أبو حسن يقول ان "الفوضى المرورية خانقة"، وتصيبه بحالة "عصبية" كلما علق في الزحامات اثناء ذهابه إلى عمله يومياً .