احتجاجات الكركوكيين على شبكات التواصل لا تنعكس في الشارع

كركوك/ مطلع 2021/ تجمع احتجاجي لموظفين سابقين على ميزانية البترو دولار للمطالبة بإعادتهم الى وظائفهم   تصوير: كركوك ناو

كركوك ناو – كركوك

أعداد قليلة من الناس تشارك في التظاهرات التي تُقام في كركوك، مقارنةً بالكمّ الهائل من الاحتجاجات والانتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصاً ضد نقص الخدمات.

التظاهرة الأخيرة التي جرت مساء يوم 19 أيار 2021 في سوق رحيماوا بمدينة كركوك ، شهدت مشاركة أقل من 50 شخصاً، رغم اكتظاظ السوق بالناس.

منظمو تلك التظاهرة كانوا قد دعوا اليها قبل أكثر من أسبوع، في حين تلقت الدعوة ترحيباً واسعاً من رواد شبكات التواصل الاجتماعي، حيث كتب المئات على فيسبوك تعليقات شجّعت الناس على المشاركة في تلك التظاهرة.

مقطع فيديويي قصير للبث المباشر للتظاهرة على صفحة (كركوك ناو) في الفيسبوك حظي بما يقرب من ثمانية آلف متابع.

فيديو: تظاهرة في حي رحيماوا دُعي الى إقامتها لأكثر من اسبوع / 19 ايار 2021

 "أشعر بالأسف، لأنه كان من المفروض أن يشارك الآلاف من الناس في التجمعات الاحتجاجية، من جميع الفئات، موظفين، شباب و نساء من أجل تحقيق الرفاهية، لا غير، هذا ما قاله ياسين فخرالدين.

لم يخف ياسين، وهو من المشاركين الناشطين في أغلب التجمعات والاحتجاجات التي تُنَظَّم في كركوك، استياءه من قلة عدد المشاركين في الفعاليات للمطالبة بحقوقهم، في حين أن الخدمات ليست لقومية أو فئة معينة، بل هي للجميع دون تمييز.

وذكر ياسين في حديثه لـ(كركوك ناو) مشكلة تراكم النفايات في الشوارع والأحياء مثالاً على سكوت المواطنين إزاء ما يحدث.

تعاني معظم أزقة و شوارع مدينة كركوك منذ سنوات من تكدّس النفايات، البلدية أكّدت مراراً عدم قدرتها على تنظيف المدينة بأكملها بسبب عدم توفر الميزانية المطلوبة، لكن عدداً قليلاً جداً من المواطنين شاركوا لحد الآن في التظاهرات القليلة التي أقيمت بشأن هذه القضية.

علي عبدالله، ناشط مدني في كركوك شارك في تنظيم العديد من التجمعات والتظاهرات، لـ(كركوك ناو) "لماذا لا تتقدم كل تلك الأحزاب والقوى الناس والشارع الكركوكي؟"

ويقول علي حول قلة أعداد المشاركين في الاحتجاجات، "نتيجة التزام الصمت واضحة، مثال ذلك، النفايات التي تتكدس في الأزقة والشوارع."

رغم ذلك، يرى الناشط المدني علي عبدالله بأن المواطنين أصيبوا بنوع من الاحباط واليأس، لأنهم يسمعون وعوداً فقط من المسؤولين لا تُتَرجم الى حلول لمشاكلهم.

شهد شهر أيار الحالي عدة تظاهرات لأغراض ومطالب متعددة، منها الاحتجاج ضد تردي الكهرباء، ارتفاع تسعيرة أمبير المولدات الأهلية، حظر التجوال، البطالة وتلوث المدينة، ولم يتعدّ عدد المشاركين في أي واحدة منها 100 شخص.

xopishandan (1)-1

كركوك/ شباط 2021/ تجمع احتجاجي لمجموعة شَقام (الشارع) أمام مبنى المحافظة ضد تردي وضع الكهرباء   تصوير: كركوك ناو

يقول علي عبدالله بأن جزءاً من الأسباب يتعلق بالخوف الذي نشأ في قلوب المواطنين في ظل "السلطة السابقة للاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني" ووجود عوائق أمام إقامة التظاهرات، بعد زوال تلك السلطة، أدى الصراع بين الحزبين على كركوك الى عدم تمكن المواطنين الكورد على الأقل من الخروج الى الشارع و المشاركة في الاحتجاجات.

"في خضم كل ذلك، اصبح المواطنون هم الضحية، حيث تم تخويفهم ولا يستطيعون المطالبة بحقوقهم الأساسية"، حسبما قال الناشط في كركوك علي عبدالله.

تنص المادة 38 من الدستور العراقي على أن الدولة تكفل حرية الاجتماع والتظاهر السلمي بما لا يخل بالنظام العام والآداب العامة. بالرغم من أن قانوناً خاصاً بتنظيم التظاهرات قد تم تقديمه الى البرلمان ولم يتم إقراره بعد، لكن حق التظاهر قد نُظِّم بموجب أمر صادر من سلطة الائتلاف المؤقتة في العراق في عام 2004 ولا يزال ساري المفعول.

وقال ياسين فخرالدين، "الاحتجاج حق للأفراد والمواطنين في جميع ارجاء الدنيا"، واضاف "نحن صراخنا و استنكارنا على الفيسبوك وشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى فقط، هناك نحن أشدّاء، لكن قلة هم من يجرؤون على عرض مطالبهم في الساحات فعددهم لا يتجاوز اصابع اليد."

 تشكلّت مجموعات مختلفة في كركوك تدعو بين الحين والآخر الى التظاهرات على شبكات التواصل الاجتماعي تحت اسم "الدفاع عن حقوق المواطنين"، كما يستخدمون أحياناً علاقاتهم الشخصية لتشجيع أكبر عدد من الناس على المشاركة.

الناشط علي عبدالله، الذي دعا لتظاهرة حي رحيماوا على حسابه في فيسبوك لأكثر من أسبوع، قال بامتعاض، "أليس شح الماء والكهرباء مشكلة؟ ألا تمس حياتنا جميعاً؟"، ووجّه علي طلباً لمواطني مدينته قائلاً، " كركوك يعيش فيها الكورد والعرب والتركمان والمسيحيين، لم لا نأتي جميعاً لنعيد بناءها؟ فلنحمل معاً هَمّ نظافة المدينة و الماء والكهرباء، فلنوحد أصواتنا للمطالبة بحقوقنا."

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT