نفى المدير العام لدائرة صحة كركوك نبيل حمدي بوشناق تسجيل أية إصابات بمرض الفطر الأسود في المحافظة، مشيراً الى أن ما يتم تداوله مجرد اشتباه لم تُحسم نتيجته بعد.
تصريحات بوشناق جاءت بعد أن نشرت مؤسسات إعلامية و بعض صفحات شبكات التواصل الاجتماعي أنباءً حول إصابة عدد من المواطنين في مدينة كركوك بمرض الفطر الأسود.
وقال مدير دائرة صحة كركوك لـ(كركوك ناو) "لم يتم تسجيل أية حالة إصابة بمرض الفطر الأسود في كركوك بصورة رسمية، المعلومات التي لدينا تشير الى أن ثلاثة أو أربعة مواطنين راجعوا عيادات طبية أهلية، بالتحديد تلك المختصة بأمراض الأنف والفم والأذن، بسبب ظهور بقع سوداء على أجسادهم أو وجوههم واشتبهوا اصابتهم بمرض الفطر الأسود."
تشخيص مرض الفطر الأسود يحتاج الى وقت حسبما قال بوشناق، ويحتاج الى إجراء عملية صغرى من أجل أخذ عينة من المريض وإرسالها الى مختبرات بغداد للتحاليل المختبرية والتأكد من الحالة.
وأضاف نبيل بوشناق بأن الأشخاص المشتبه إصابتهم بالمرض عادوا الى منازلهم بعد مراجعتهم العيادات الطبية دون أن تُجرى لهم فحوص، لأن حالتهم الصحية كانت مستقرة، لذا لم يتم التأكد من اصابتهم بمرض الفطر الأسود.
وطمأن مدير صحة كركوك المواطنين قائلاً "لا تذعروا، مرض الفطر الأسود غالباً ما يصيب الأشخاص الذي يعانون من ضعف شديد في المناعة، لذا من الأفضل أن تتلقوا لقاح كورونا من أجل تقوية مناعتكم."
لا توجد أية صلة بين الفطر الأسود و كورونا
وأوضح نيل بوشناق بأنه لا توجد أية صلة بين الفطر الأسود و كورونا، كل ما هنالك هو أنه غالباً ما يصيب الأشخاص المسنين المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري والذين يعانون من نقص المناعة.
مرض الفطر الأسود (Mucormycosis)، مرض فطري قليل الانتشار لكن بالغ الخطورة، اكتَشِف في عام 1885 و تؤثر الفطريات السوداء بشكل شائع على الجيوب الأنفية الرئتين، الجلد والدماغ بعد أن تنتقل الى الشخص المصاب من البيئات الرطبة التي تتواجد فيها مثل التربة أو السماد.
وشهدت الهند خلال الأسابيع الماضية انتشاراً ملحوظاً مرض الفطر الأسود، بالأخص بين المصابين والمتعافين من فيروس كورونا.
وسُجِّلت في العراق حالات إصابة بالفطر الأسود، حيث توفي عدة اشخاص في محافظة ذي قار و شخص واحد في السليمانية جراء المرض.
وزارة الصحة العراقية أكّدت في بيان لها بأن "الفطر الأسود مرض نادر جداً يصيب عديمي المناعة ولا علاقة له بفيروس كورونا"، مبينةً بأنه "يأتي بسبب التلوث في المناطق الريفية والتربة"، كما نفت انتقال ذلك المرض الى العراق عن طريق اشخاص وافدين من الهند.
وتعتمد أعراض الفطر الأسود على طريقة انتقاله للشخص المصاب، فإذا استنشق المصاب الجراثيم الفطرية عن طريق الهواء فسيصاب بالحمى، السعال، آلام الصدر، ضيق التنفس، تورم جهة من الوجه، الصداع، انسداد الأنف، آلام البطن، التقيؤ، وجود بقع دم في البراز وأحياناً ظهور بقع سوداء على الأنف أو داخل الفم.
أما إذا انتقل الفطر الأسود للمصاب عن طريق الجلد فسيؤدي الى ظهور فقاعات على الجلد، احمرار أو تورم الجلد وقد يتجه لونه نحو السواد مصحوباً بآلام.
الفطر الأسود مرض خطير وفي حال عدم السيطرة عليه ومعالجته بسرعة قد ينتقل الى الطحال، ومن ثم القلب وبعدها الى الدماغ ويتسبب في موت المصاب.
يتم علاج الفطر الأسود بالأدوية المضادة للفطريات، وقد تستلزم الحالات الشديدة من المرض إزالة الأجزاء المصابة لمنع انتشاره ووصوله الى الدماغ.