في أول زيارة له الى كركوك، شدد عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة الوطني على أنه لم يكن يتوقع رؤية كركوك "بهذه النظافة"، واصفاً المدينة بباقة الورد، حيث قال "جزء من الخطاب القومي لمسألة سياسية."
كلمات عمار الحكيم جاءت في إطار سلسلة اجتماعات عقدها يوم الجمعة، 4 حزيران مع محافظ كركوك بالوكالة، مدراء الدوائر وعدد من وجهاء المدينة ورؤساء العشائر من مختلف المكونات وذلك في ديوان المحافظة.
وقال عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة الوطني في زيارته الأولى لمحافظة كركوك، "هذه هي امرة الأولى التي تسنح لي زيارة كركوك، كركوك مدينة مهمة ومتنوعة القوميات والأديان والمذاهب، في الحقيقة كركوك هي عراق مصغّر وباقة الورد التي تضم مختلف الأطياف والألوان"، وأضاف "استقرار الوضع في كركوك سيؤدي الى استقرار الوضع في العراق وإذا تحقق التعايش بين أحزاب ومكونات كركوك فسوف نحصل على عراق موحد... لا توجد في كركوك مشكلة اسمها تعدد القوميات والأديان والمذاهب في كركوك."
أغلب المشاكل السياسية تلقي بظلالها على جميع قطاعات الدولة
وقال الحكيم خلال اجتماعه مع مدراء الدوائر الحكومية في كركوك، "صحيح بأنني عربي وشيعي، أفتخر بكوني عربياً، لكن في الوقت نفسه يجب أن أحترم التركمان، الكورد، الكاكائيين والايزيديين، لذا يجب أن تحبوا مدينتكم ولا تدعوا الارهابيين ينالوا منكم... كركوك بحاجة اليوم الى التطور والنمو، كما انني لم أكن أتصور أن أرى مدينة كركوك بهذه النظافة."
ما قاله عمار الحكيم بشأن نظافة كركوك، يأتي في حين تعاني المدينة منذ عامين من مشكلة تكدس النفايات في أزقة وشوارع المدينة، حيث كشفت بلدية كركوك بأن بإمكانها رفع وإزالة 200 طن فقط من مجموع 400 طن من النفايات يومياً.
وكان فريدون عادل، رئيس بلدية كركوك قد قال في تصريح سابق لـ(كركوك ناو) بأنهم يحتاجون الى ميزانية تبلغ مليار و 200 مليون دينار لكي يتمكنوا من تنظيف المدينة، لكن وزارة البلديات قلّصت الميزانية الى 200 مليون دينار فقط، وهو ما يكفي لتنظيف قطاع واحد من اصل ستة قطاعات.
عمار الحكيم الذي يرأس أحد أكبر الكتل في البرلمان العراقي، قال في إطار الاجتماعات التي عقدها في كركوك، "جزء من المشاكل مرتبطة بتوقف المشاريع الخدمية في العراق وتردي الأوضاع السياسية في البلاد، وأغلب المشاكل السياسية تلقي بظلالها على جميع قطاعات الدولة ."
وتابع الحكيم قائلاً، "في فترة حكم حزب البعث وعصر الدكتاتورية مرّت هذه المدينة بظروف سياسية، أمنية واجتماعية صعبة، وفي عصر الديمقراطية رأينا كيف أنها شهدت تغييرات كبيرة، بناء الدولة مرهون ببناء المجتمع ولا يمكن أن تكون الدولة العراقية قوية والمواطن العراقي ضعيف... لكي يكون عراقنا قوياً، نحتاج الى مواطنين أقوياء و قوة الشعب والبلد تتمثل في الوحدة والشعور بالمسؤولية وحب الدولة، لذا فإن إعادة تنظيم العلاقات الاجتماعية والعلاقة بين المكونات كفيل ببناء الثقة وبناء بلد ينعم بالرفاهية."
ويرى رئيس تيار الحكمة الوطني بأن، "مواطني كركوك ليست لديهم مشاكل فيما بينهم، لكن السياسيين يستغلون الاختلافات المذهبية لأهداف سياسية ولجمع أصوات الناخبين، وبعد أن يصلوا الى ما يصبون اليه يجتمعون مع خصومهم ويتقاسمون الكعكة، فيما يدفع المواطنون الثمن، جزء من الخطاب القومي هو لمسألة سياسية."
وتزامنت زيارة عمار الحكيم مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في العراق المقر اجراؤها في شهر تشرين الأول القادم.