داهمت قوة أمنية مساء اليوم، الثلاثاء 13 تموز، مبنى قناة آي بلَس (iPLUS) التابعة للاهور شيخ جنكي الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكوردستاني وقامت بإغلاقه وذلك بعد "إهانة" عدد من العاملين في القناة و احتجاز مدير القناة لأقل من ساعة، الى جانب تحطيم قسم من الأجهزة والمعدات التلفزيونية.
قناة iPLUS دأبت على مدار العامين الماضيين على استكمال الاستعدادات و تأهيل الطواقم الفنية والصحفية تحضيراً لإطلاق بثها. يقع مقر القناة الذي يتلقى الدعم المادي من لاهور شيخ جنكي في حي كوردسات وسط مدينة السليمانية.
مسؤول في القناة وأحد العاملين فيها، رفضا الكشف عن اسميهما خوفاً على سلامتهما، أكّدا لـ(كركوك ناو) بأن القوة الأمنية داهمتهم في الساعة السابعة من مساء اليوم، الثلاثاء 13 تموز.
قاموا بإخراج العاملين وحطموا بعض الأجهزة والمعدات الصحفية للقناة
"في البداية طلبوا منا إخلاء القناة، لكننا اصرّينا على عدم إخلاء القناة، دون أن يعطوا أي توضيح حول سبب المداهمة قاموا بإخراج العاملين وحطموا بعض الأجهزة والمعدات الصحفية للقناة"، حسب المسؤول في القناة.
وشدد على أنهم "حطموا أبواب غرفة أو غرفتين واحتجزوا مدير القناة هيوا جمال و عاملين آخرين، لكن أًخلي سبيلهم بعد أقل من ساعة، جميعنا الآن في منازلنا بانتظار الموقف الذي سيتخذه لاهور شيخ جنكي."
وشددت المؤسسة الاعلامية في بيان صدر بعد حوالي ثلاث ساعات من الحادث بأن القوة الأمنية كانت مؤلفة من 50 عنصراً مسلحاً ملثمين ويرتدون الزي العسكري وقاموا باحتجاز الصحفيين والعاملين المتواجدين في القناة لساعة. "أخذوا بعض المعدات خارج المؤسسة وحطموا قسماً من الأجهزة والأبواب، فضلاً عن إزالة بعض كاميرات المراقبة و قطع التيار الكهربائي عن المبنى"، وأشار البيان الى أنه "بعد إخلاء سبيل مدير المؤسسة والعاملين نشروا قواتهم داخل مبنى المؤسسة."
وأكد المصدران لـ(كركوك ناو) بأن القوة المداهمة لم تعرّف عن نفسها وأهان أفرادها العاملين في القناة.
بعد إخلاء سبيل مدير المؤسسة والعاملين نشروا قواتهم داخل مبنى المؤسسة
لكن مصدراً رفيع المستوى في الاتحاد الوطني الكوردستاني تحدث لوسائل الاعلام المقربة من بافل طالباني، الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكوردستاني، من ضمنها (موقع SNN و ايستا) شدد على أن القوة التي أُنيطت اليها تلك المهمة تابعة لسكرتارية جلال طالباني وأنهم طلبوا من العاملين مغادرة القناة.
وأوضح المصدر بأن "قناة "iPLUS" ملك للاتحاد الوطني الكوردستاني وهي قناة حزبية وليست مستقلة"، مضيفاً "كل ما تم تأسيسه بأموال الاتحاد الوطني الكوردستاني مُلك لذلك الحزب ويجب أن تتم اعادته اليه."
يتزامن هذا التطور مع تأزم الأوضاع داخل الاتحاد الوطني الكوردستاني وذلك بعد أن قام بافل طالباني، الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكوردستاني بتنحية كل من مسؤول جهاز مكافحة الارهاب و مسؤول جهاز المخابرات في السليمانية عن منصبيهما الى جانب أشخاص مقرّبين من لاهور شيخ جنكي، بينهم اثنان من اشقائه.
التغييرات وصفها لاهور شيخ جنكي في تغريدة له على تويتر بـ"تآمر" داخلي واقليمي و عثماني.
وفي يوم الاثنين، 12 تموز، عرّف بافل طالباني، النجل الأكبر للسكرتير السابق للاتحاد الوطني الكوردستاني جلال طالباني، نفسه على صفحتيه الرسميتين على كل من شبكتي فيسبوك و تويتر كـ"رئيس" للحزب بدلاً من الرئيس المشترك. كما استقبل في نفس اليوم رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي بصفة رئيس الحزب، حسب بيان صدر عن الاجتماع. وذلك في حين أن أن كلاً من بافل طالباني و لاهور شيخ جنكي اختيرا من قبل المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكوردستاني في المؤتمر الذي عقد في كانون الأول 2019 رئيسين مشتركين للحزب.
بعد مداهمة قناة iPLUS، أخلى جميع العاملين في شبكة زيان الاعلامية –المقربة من لاهور شيخ جنكي- مقر القناة في السليمانية ولا زالوا لحد الآن (9:30) من صباح يوم الأربعاء، 14 تموز، يعملون من منازلهم.
أحد العاملين في تلك القناة قال لـ(كركوك ناو)، "وصلتنا معلومات تفيد بأنه سيتم استهدافنا، لذا تلقينا أوامر بمغادرة القناة والعودة الى منازلنا"، دون الخوض في تفاصيل أكثر.
من جهة أخرى، نشر النائبان في البرلمان العراقي سركوت شمس الدين و غالب محمد بياناً حول تلك الأحداث وطالبا بوضع حد لما وصفاه بـ"عسكرة" السليمانية.
"فُرِض منذ أيام وضع أمني مخيف على مدينة السليمانية بحجة أزمة داخلية للاتحاد الوطني الكوردستاني... طرأت مستجدات خطيرة حين داهمت القوات الأمنية المحلية في السليمانية بالتعاون مع عدد من الميليشيات التابعة للاتحاد الوطني بأوامر من نائب رئيس حكومة اقليم كوردستان قوباد طالباني و تدخلات حزبية مقرات عدة مؤسسات اعلامية وتعاملوا مع الصحفيين والعاملين فيها بصورة وحشية. خلال حملات المداهمة تلك تم اختطاف عشرات الصحفيين وتعذيبهم"، حسب البيان.
عقب مداهمة مبنى قناة iPLUS قام العاملون في كل من شبكة زيان الاعلامية، مؤسسة جاو الاعلامية، وكالة ولات، وهي ثلاثة منصات اعلامية أخرى تابعة للاهور شيخ جنكي بإغلاق مكاتبهم والعودة الى منازلهم.
ويأتي ذلك في حين أنه حسب قانون العمل الصحفي لا يجوز منع قنوات الاعلام من العمل أو الاستيلاء عليها.
لا يجوز التحقيق مع الصحفي او تفتيش مقر عمله او مسكنه إلا بقرار قضائي
وتنص المادة الثامنة من القانون على أنه " لا يجوز التحقيق مع الصحفي او تفتيش مقر عمله او مسكنه إلا بقرار قضائي وللنقيب او من ينوب عنه قانوناً الحضور في التحقيق."
كما شددت المادة السابعة من القانون على أن "كل من أهان صحفياً أو اعتدى عليه بسبب عمله يعاقب بالعقوبات المقررة لمن يعتدي على موظف أثناء تأدية واجباته او بسببها."
وقال النائبان في البرلمان العراقي عن محافظة السليمانية سركوت شمس الدين و غالب محمد في البيان المشترك "شخص يدعى بافل طالباني استولى على جهاز مكافحة الإرهاب و الأجهزة الاستخباراتية في السليمانية ويقوم بتغيير المسؤولين و إصدار الأوامر على هواه الشخصي."
وناشد النائبان البرلمان العراقي ومنظمات حقوق الانسان الدولية وممثلي الدول الأوروبية وأمريكا باتخاذ موقف بشأن هذه المستجدات قبل أن يتعقد الوضع السياسي والحريات بصورة أكبر وخشية أن تؤدي التدخلات الاقليمية الى خروج الوضع عن السيطرة.