عناصر تنظيم الدولة "داعش" تمكنوا من تنفيذ اكثر من عشر عمليات مسلحة في محيط قضاء داقوق (جنوب محافظة كركوك) وشمال قضاء طوزخرماتو (شرق محافظة صلاح الدين) في غضون اكثر من شهر.
مصادر امنية أوضح لـ(كركوك ناو) أسباب عديدة لهذه الخروقات الأمنية، موكدين ان القوات العراقية في طور القضاء على تلك الجماعات المسلحة.
الجغرافية الوعرة
"الموقع الجغرافي في جنوب قضاء داقوق والمناطق التابعة له يعتبر مكاناً ملائم للتنظيم داعش، لوجود وديان وتلال كوادي شاي ووادي الكور، التي اتخذها داعش اوكار له"، يقول مصدر أمنى طلب عدم الكشف عن اسمه.
"هذه الوديان توفر ملاذ لعناصر داعش، لصعوبة الوصول اليها من جهة، وامتدادها لمساحات كبيرة واحتواها على التلال والاشجار والقصبات الكثيفة من جهة أخرى"، يضيف المصدر لـ(كركوك ناو).
ونتيجة الطبيعة الجغرافية لتلك الوديان اصبح من الصعب السيطرة عليها من قبل القوات الأمنية التي تنفذ بين الحين والأخر حملات عسكرية تسفر عن تدمير عدد من اوكار عناصر التنظيم وابطال العبوات الناسفة والعثور على أسلحة ومتفجرات وقتل العديد من عناصر داعش.
كان اخرها يوم امس 16 تموز 2021، في وادي "كرحة غازان" بناحية الرشاد بكركوك اسفرت عن قتل اربعة عناصر من التنظيم.
هذه المناطق التي ينتشر بها داعش تحتوي على مساحات كبيرة من التلال والاشجار والقصبات الكثيفة، مثلا يبلغ عرض وادي شاي في بعض الأماكن لاكثر من كيلو متر لذلك تلجئ القوات الأمنية إلى استخدام الطائرات لقصف مواقع التنظيم حسب قول المصدر.
كركوك 16 تموز 2021، جانب من العملية الامنية في وادي كرحة غازان اسفرت عن قتل اربعة من عناصر داعش، تصوير قوات الشرطة الاتحادية
قرى خارج السيطرة
مصدر من الحشد الشعبي افاد لـ(كركوك ناو) ان هناك اسباب اخرى لتزايد الخروقات منها وجود بعض القرى "خارج سيطرة القوات الأمنية" في حدود ناحية رشاد وقضاء داقوق قرب وادي والشاي.
وحسب قول المصدر ان "من هذه القرى يحصل داعش على المواد الغذائية والمواد الأخرى، وايضا سكانها لا يقدمون للقوات الامنية المعلومات الاستخباراتية عن عناصر التنظيم".
وعن انتشار داعش في تلك المنطقة، عزا المصدر ذلك إلى وجود مساحات خالية في داقوق لا يوجد تتواجد بها القوات الأمنية، نتيجة عدم توفر قوات كافية لمسكها لذلك "الارهابيون يستغلون تلك المناطق".
"مناطق اطراف داقوق كان يتواجد بها خمسة الوية من قوات البيشمركة رغم ذلك كان هناك تسجيل للخروقات الامنية، وبعد انسحابهم عام 2017، حل مكانهم لواء واحد من الشرطة الاتحادية ولواء اخر من الجيش" على حد قول المصدر.
عشر هجمات في غضون اكثر من شهر
وفي غضون اكثر من شهر، استطاع تنظيم داعش من شن اكثر من عشر هجمات استهدف بها القوات العسكرية والمدنيين عبر اشتباكات مباشرة او زرع عبوات ناسفة، اسفرت عن سقوط 12 قتيلا جنديا ومدنياً.
في جنوب داقوق، عرض مصدر أمنى لـ(كركوك ناو) عدة خروقات امنية شهدتها المنطقة، منها في تاريخ 24 حزيران 2021، انفجرت عبوة ناسفة على دورية لعناصر لواء 45 من الجيش العراقي ادى الى جرح ثلاثة جنود.
وفي 26 حزيران 2021، تعرض قوات الامنية قرية شبيجة في جنوب داقوق الى هجوم من قبل داعش، وادى الاشتباك المسلحة مقتل خمسة من افراد الامن وجرح اثنين، وفي نفس اليوم، تعرض قرية حسن شلال والقوات الامنية المرابط هناك الى هجوم ادى الى جرح اثنين من اهل القرية.
وفي 5 تموز 2021، خطف مواطن من قرى اطراف ناحية رشاد، وفي 9 تموز 2021، تعرضت قوات الامنية في قاطع رشاد لهجوم اسفر عن مقتل عنصر واحد من القوات الأمنية، وفي 13 تموز 2021، وفي قاطع رشاد حدث اشتباك مسلح اسفر عن مقتل جندي واحد،و هذا الامر تكرر في 15 تموز في قاطع رياض بهجمة مماثلة.
وفي الليلة السابقة، شن التنظيم هجوما اسفر عن مقتل اربعة جنود من الجيش العراقي.
وكانت قيادة العمليات المشتركة في كركوك دعت سكان القرى في جنوب داقوق بداية الشهر تموز الحالي الى حمل السلاح جنباً الى جنب مع القوات الأمنية والتصدي لمسلحي تنظيم داعش، ويرى المسؤولون العسكريون بأن هذا الأمر سيؤدي الى تقويض داعش.
وهذه الهجمات لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة، التي يتعرض لها القوات الامنية في تلك المناطق ذات الموقع الجغرافي الصعب السيطرة عليه، وهذه القوات مطالبة بالوقت نفسه بايجاد حلول فورية لهذه الخروقات المتكررة.