مع اعلان كل من التيار الصدري والحزب الشيوعي انسحاب مرشحيهما من الانتخابات البرلمانية القادمة، ما زالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مصرة على موقفها بان باب الانسحاب مغلق "نهائيا" منذ نهاية حزيران الماضي.
وأعلنت يوم الاثنين 26 تموز 2021عن استكمال جميع الإجراءات المتعلقة بتصميم ورقة الاقتراع وطباعتها التي ضمت أسماء جميع المرشحين المنسحبين وغير المنسحبين وارقامهم الانتخابية.
انسحاب الصدر ثم الشيوعيون
واعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في 15 تموز 2021، الانسحاب من الانتخابات البرلمانية القادمة، على اثره اصدار عدد من نواب تياره ومرشحيه بيانات الانسحاب من الانتخابات المقبلة، من أبرزهم نائب رئيس البرلمان الحالي حسن الكعبي، وصباح الساعدي، ومها الدوري، وحسن العذاري، وحاكم الزاملي، وآخرون.
مراسل (كركوك ناو) في بغداد اتصل بعدد من نواب التيار الصدري لكنه لم يرد عليه احد رغم محاولاته المتكررة.
ولم تمضي سوى أيام حين اعلن الحزب الشيوعي انسحابه أيضا من الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر اقامتها في العاشر من تشرين الاول المقبل.
واعلن في مؤتمر عقد في كركوك في 24 تموز 2021، تعليق مشاركته في الانتخابات المبكرة وقال : "تقرر مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، بسبب تعمق الأزمة السياسية والأمنية في البلاد".
"اعضاء الحزب الشيوعي سيتجهون نحو تقديم طلبات انسحاب من الانتخابات المبكرة"، حسب قول عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي حسين النجار.
موكد ان انسحاب حزبه "دون رجعة "، ودعا عبر (كركوك ناو) مفوضية الانتخابات الى اعادة فتح باب الانسحاب مرة أخرى.
" قضية انسحاب الحزب الشيوعي من الانتخابات المبكرة لا يعنى بها تهديد احد حتى، وان كان موعد الانسحاب قبيل ثلاثة اشهر فقط على موعد الانتخابات"، يوضح النجار.
الانتخابات المبكرة لن تكون بوابة التغيير
مشاركة الحزب الشيوعي في هذه الانتخابات كانت "مشروطة وهذه الشروط لم تتحقق ابدا ولازالت القوى المتنفذة في العملية السياسية مصرة على اجراء الانتخابات وفق شروطها".
وشدد النجار على ان "الانتخابات المبكرة لن تكون بوابة التغيير لذا فإن الحزب الشيوعي لن يستطيع ان يكون شاهد زور في الانتخابات هذه خاصة وأنها ليست في صالح الشعب".
عن العملية الانتخابية دون مشاركة الشيوعي قال النجار "ما يحدث الان هو لعبة هدفها اعادة نفس الوجوه السياسية المسيطرة على العملية منذ 2003 وحتى الان باسم المذهب والطائفة وغيرها من المسميات".
واعتقد ان هذه الانتخابات المبكرة سترافقها ثورة من نوع مختلف هي ثورة الجياع خاصة مع تمسك الحكومة بإجراءاتها وآلياتها الفاشلة حتى اللحظة ".
وللحزب الشيوعي مقعدين في البرلمان الحالي، وفي عام 2018 انضم إلى تحالف انتخابي مدعوم من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر باسم (سائرون)، والذي حصل على 54 مقعدا من أصل 329 في البرلمان.
قدم الحزب الشيوعي العراقي، اليوم الاثنين، بصورة رسمية، طلب مقاطعة الانتخابات المقبلة والمزمع إقامتها في العاشر من تشرين الأول المقبل، إلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. الا ان التيار الصدري لم يقم بخطوة مماثلة لحد كتابة هذا التقرير.
المفوضية: لا انسحاب!!
المتحدثة باسم المفوضية العليا للانتخابات جمانة غلاي، قالت لـ(كركوك ناو) باب الانسحاب من الانتخابات المبكرة "اغلق بعد تسجيل 103 انسحاباُ ضمن الموعد النهائي المحدد لها يوم 20 من حزيران الماضي وبشكل نهائي ولا استثناء ابدا."
"طلبات الانسحاب تقابل بالرفض سواءً من حزب او مرشح لحين الانتهاء من الانتخابات وتشكيل الحكومة، وان اجراءات التحالف والاحزاب السياسية رقم 2 لسنة 2020 المادة 25 تنص على إنه لا يحق للحزب السياسي الدخول والخروج من التحالف بعد انتهاء فترة التحالفات الانتخابية لحين تشكيل الحكومة، وفترة التحالفات انتهت الآن، أي لا يجوز الانسحاب". تضيف غلاي.
لا يحق للحزب السياسي الدخول والخروج من التحالف بعد انتهاء فترة التحالفات الانتخابية لحين تشكيل الحكومة
المفوضية ذكرت في بيان صدر اليوم الاثنين 26 تموز 2021، انها "جادّة كلّ الجدّ" بالتزامها في إنجاز التحضيرات اللازمة للانتخابات النيابية المقبلة ضمن موعدها المحدّد.
إذ جرى استكمال جميع الإجراءات المتعلقة بتصميم ورقة الاقتراع وطباعتها ضمت جميع المرشحين من التيار الصدري والحزب الشيوعي.
وأتت هذه المرحلة بعد انقضاء مدة الانسحابات التي حدّدتها المفوضية في وقت سابق بين (13 – 20) حزيران لعام 2021 حسب نص البيان.
وجرى التصديق على أسماء المرشّحين للانتخابات بعد إجراء عملية التدقيق من الجهات ذات العلاقة، ومن ثمَّ حصل كلّ مرشح على رقم تسلسلي بموجب قرعة علنية أُجريت في المكتب الوطني ومكاتب المحافظات الانتخابية كافّة".
الانسحابات تربك الموقف
وفي مطلع تموز الجاري، أعلنت المفوضية مشاركة 3 آلاف و243 مرشحًا يمثلون 44 تحالفًا و267 حزبًا، إلى جانب المستقلين، وذلك للتنافس على 329 مقعدا في البرلمان العراقي.
"بدء الانسحابات بهذا التوقيت يربك المشهد الانتخابي خاصة وان القوى السياسية المنافسة لا تمتلك الوقت الكافي لإعادة حساباتها واعادة طرح مرشحيها وفق المعادلة الجديدة" يقول الدكتور عبد العزيز العيساوي الخبير في شؤون الانتخابات لـ(كركوك ناو).
بدء الانسحابات بهذا التوقيت يربك المشهد الانتخابي
"انسحاب التيار الصدري، على الرغم من تزامنه مع ازمات شعبية وانفجارات واغتيالات وحرائق في مستشفيات وتردي واقع الكهرباء، الا انه سيتسبب بعزوف شعبي عن الانتخابات وخلل في نسب المشاركة التي تعاني من تناقص كبير اصلا كل مرة " يوضح العيساوي.
الخبير يرى ان اجراء الانتخابات مع هذه الانسحابات اربك الموقف وقد تسهم بتأخير تشكيل الحكومة المقبلة.