عمار عزيز – نينوى

تسببت قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة بجفاف ينبوع ماء بيرا خاي، أكبر و أهم مصدر لمياه الشرب في جبل سنجار، الأمر الذي ترك أثره على المواطنين والزراعة في المنطقة.

في أواخر الشهر الماضي، جفّ ينبوع بيرا خاي الذي يمثل مصدر مياه الشرب الرئيسي لسكان عدة قرى  على جبل سنجار و كذلك لزراعة بعض المحاصيل، أهمها التبغ، بصورة تامة.

 بيرا خاي كان مصدر المياه الوحيد بالنسبة لنا، للأسف جف هذا الينبوع، في حين كنا بحاجة للمياه من أجل ري محصول التبغ الذي تعرض جزء كبير منه للتلف"، هذا ما قاله حجي خلف درويش، الساكن في قرية كولكا لـ(كركوك ناو).

تبعد تلك القرية الواقعة في جبل سنجا خمسين متراً عن الينبوع ويعتمد سكانها بصورة رئيسية على انتاج التبغ.

يقول حجي خلف بأنه يعتمد على مياه الينبوع لزراعة التبغ منذ عشرات السنين مشيراً الى أن الينبوع لم يشهد مثل هذا الجفاف من قبل، "نطلب اما بتعويضنا عن الأضرار التي لحقت بنا أو تأمين مصدر آخر للمياه لنا."

جبل سنجار، منطقة واسعة تمتد على الحدود بين العراق و سوريا ضمن محافظة نينوى، يضم عشرات القرى القديمة والمواقع الدينية، في عام 2014 أصبح جبل سنجار ملاذاً لآلاف الايزيديين الذين فروا من قبضة تنظيم داعش.

وكان هذا الينبوع يمثل المصدر الرئيسي لمياه الشرب للايزيديين الذين احتموا بجبل سنجار.

داود علي خلف، من أهالي قرية كَرسي بجبل سنجار زرع هذا العام ثلاثة دونمات بمحصول التبغ الى جانب 150 شجرة تين، والذي يمثل ينبوع بيرا خاي مصدر إروائها الرئيسي، "تعرضنا لخسائر كبيرة، يوشك تعبنا أن يذهب كله سدىً، هذا الينبوع كان مصدر مياه الري بالنسبة لأكثر من مئة عائلة."

لا يعلم مزارعو سنجار حجم الأضرار بالتحديد نظراً لمرور فترة قصيرة على جفاف الينبوع، ولم تتعرض محاصيلهم للجفاف بصورة تامة.

نسبة تساقط الأمطار في نينوى ومعظم مناطق العراق خلال الشتاء الماضي كانت أقل مقارنة بالأعوام التي سبقته، ما أدى الى ظهور آثار الجفاف.

"هناك عدة ينابيع أخرى في جبل سنجار، لكنها صغيرة جداً ولا تؤمّن إلا كمية قليلة من المياه"، حسبما قال داود علي.

تتمثل مصادر المياه الثانوية لسكان قرى جبل سنجار بالينابيع الصغيرة، آبار المياه ومياه الصهاريج المتنقلة.

بركات عيسى، مدير شعبة الزراعة في ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار _جبل سنجار يتبع ناحية سنوني إدارياً- قال لـ(كركوك ناو) "يعد بيرا خاي أكبر ينبوع ماء في المنطقة، لأسف جف هذا الينبوع بسبب شح الأمطار وكذلك بسبب حفر الآبار بصورة غير علمية في مواقع قريبة من محيط الينبوع."

تعؤض خلال الأشهر القليلة الماضية أربعة ينابيع أخرى في ناحية سنوني للجفاف، كانت تمثل مصادر لتأمين مياه الشرب، حسبما قال عيسى بركات.

"الحل الوحيد هو بناء سدود"، ويضيف بركات عيسى بأنه طالب بصرف تعويضات للمتضررين من الجفاف وتوفير مصادر مياه أخرى لقرى جبل سنجار.

ولفت عيسى الى أن المياه كانت تُنقل من ذلك الينبوع عن طريق الصهاريج الى مناطق أخرى في جبل سنجار، وأن "بيرا خاي كان رمزاً للجبل وكان له دور في إنقاذ آلاف النازحين الايزيديين من الموت عطشاً بعد فرارهم من داعش."

لجأ أغلب النازحين الايزيديين عقب هجوم داعش في آب 2014 الى جبل سنجار (120 كم غرب الموصل) ولا تزال المئات من العوائل تعيش في مخيمي (جبل سنجار و سردشت).