العوائل التي تضررت من الحريق الذي اندلع في مخيم شاريا يبدؤون حياةً جديدة في النزوح، "دون خوف من اندلاع الحرائق و أمطار الشتاء"، وذلك بعد أن استُبدِلَت خيمهم بمنازل مبنية باستخدام الطابوق الاسمنتي (البلوك).
منذ منتصف الشهر الماضي، بنيت منازل من الطابوق الاسمنتي لـ 136 عائلة نازحة من سنجار و مناطق أخرى من محافظة نينوى، تقيم في مخيم شاريا، عقب تعرض خيمهم ومقتنياتهم لأضرار جسيمة في الحريق الذي اندلع في 4 حزيران 2021.
وفقاً للإحصائيات الرسمية لحكومة اقليم كوردستان، احترقت 288 خيمة في الحادث كما فقدت 136 عائلة نازحة جميع مقتنياتها جراء الحريق ، فيما احترقت خيم و مقتنيات 90 عائلة أخرى من سكان المخيم بصورة جزئية.
"سعداء بأننا نجونا من الحياة في الخيم، بالرغم من أنه لا يمكن وضع حد لمثل تلك الحوادث، لكننا الآن نشعر بالأمان وبإمكاننا النوم مطمئنين"، هكذا تحدث ابراهيم خليل مراد، الساكن في مخيم شاريا لـ(كركوك ناو).
شهد هذا العام نشوب حرائق عدة في مخيمات النازحين أسفرت عن ضحايا و أضرار مادية.
ابراهيم خليل، من نازحي سنجار ويعيش في المخيم منذ عدة سنوات كان أحد المتضررين من الحريق، فإلى جانب احتراق مقتنياته، فقد 4 ملايين دينار أيضاً في الحريق، حسبما يقول.
"استلمت حوالي أربعة ملايين دينار كتعويضات، اضافةً الى العديد من المقتنيات والمستلزمات المنزلية، نحن راضون"، يقول ابراهيم خليل.
استبدال خيمهم بمنازل مبنية باستخدام الطابوق الاسمنتي كان مطلباً رئيسياً لسكان المخيمات قبل حادث الحريق و بعده نظراً لتزايد مخاطر نشوب الحرائق خلال الصيف و الأضرار التي ينتج عن الأمطار والسيول خلال فصل الشتاء.
بعد حريق مخيم شاريا قررت الجهات المعنية بملف النازحين استبدال خيم المتضررين بمنازل مبنية بالطابوق الاسمنتي.
"فضلاً عن الأربعة ملايين دينار، استلمنا ثلاجات، مبردات، خزانات مياه، أواني طبخ و بعض المستلزمات الأخرى، نحن الآن سعداء في منزلنا الجديد"، هذا ما قاله ألياس محمود حجي.
حسب تقرير سابق لـ(كركوك ناو) تم جمع حوالي 130 مليون دينار للمتضررين من الحريق الذي اندلع في مخيم شاريا، فضلاً عن الأغراض والمستلزمات الأخرى.
يعيش ألياس منذ سبع سنوات في مخيم شاريا وقد فقد كل ممتلكاته ومقتنياته في الحريق، لذا مُنِح منزلاً داخل المخيم مؤلفاً من غرفة مساحتها 16 متر مربع اضافة الى مطبخ صغير.
قرار بناء منازل بالطابوق الاسمنتي شمل فقط تلك العوائل التي تضررت في حريق مخيم شاريا، ولا يشمل سكان المخيم الآخرين و المخيمات الأخرى.
يوجد في اقليم كوردستان 26 مخيماً للنازحين و 10 مخيمات للاجئين.
كاروان زكي، مسؤول إعلام مركز التنسيق المشترك للأزمات- يشرف على ملف النازحين في اقليم كوردستان- قال لـ(كركوك ناو) "بُنيت منازل لـ 136 عائلة منكوبة في غضون 38 يوماً وتم تجهيزهم بجميع المستلزمات، والآن عادت حياتهم الى طبيعتها."
يضم مخيم شاريا في قضاء سيميل التابع لمحافظة دهوك ألفين و 309 عائلة نازحة.
وقال مدير مخيم شاريا هكار محمد لـ(كركوك ناو) "العوائل المتضررة عادت الى المخيم و قد استبدلت خيمهم بمنازل مبنية بالطابوق الاسمنتي."
وأوضح بأن العوائل المؤلفة مت ستة أفراد أو أقل تُبنى لها منازل مؤلفة من غرفة ومطبخ، فيما ستعيش العوائل التي تضم ما بين ستة و 15 فرداً منزلاً مؤلفاً من غرفتين و مطبخ.، أما العوائل التي يتجاوز عدد أفرادها 15 شخصاً فقد حصلت على منزل مؤلف من ثلاثة غرف و مطبخ.
وأردف هكار محمد قائلاً، " من المقرر أن تستبدل جميع الخيم بمنازل مبنية بالطابوق الاسمنتي لكننا بانتظار تفاصيل وتعليمات أخرى من الحكومة من أجل تنفيذ القرار، لأن النازحين الآخرين يستفسرون يومياً عن الأمر ويرغبون في الحصول على منازل مماثلة، ما سيؤدي الى تقليل حوادث الحرائق وتقليص حجم الأضرار."
يتواجد أكثر من 664 ألف نازح في اقليم كوردستان، يشكل الايزيديون نسبة 30 بالمائة منهم، وأكثر من نصفهم ينحدرون من محافظة نينوى، بالتحديد من سنجار، وذلك حسب احصائيات مركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لوزارة الداخلية في حكومة اقليم كوردستان.