الناس في عدة احياء من مدينة كركوك، يشتكون من انتشار رائحة كريهة خلال الليل، والجهات الحكومية شكلت لجنة مختصة للكشف عن مصدرها التي أصبحت تورق المواطنين.
اليوم السبت 21 اب 2021، تجمع الاهالي احتجاجا على انتشار هذه الرائحة، وتبين لمراسل (كركوك ناو) ان الرائحة تنتشر في احياء عديدة من كركوك وهي بنجاعلي، القادسية، الاسرى والمفقودين وقسم من منطقة الشورجة والحرية حسب كلام المواطنين.
كمال علي من سكنة منطقة القادسية والمشارك في الاحتجاج قال لـ(كركوك ناو) لقد "تجمعنا اليوم من اجل إيصال صوتنا الى جهات المعنية"، وأشار إلى ان وليدته الرضيعة تأثرت صحتها نتيجة الرائحة الكريهة.
وطالب الحكومة المحلية بأيجاد حل لهذه الحالة التي تاثر بها "مئات من العوائل التي يعاني افراد منها من امراض السرطان او الربو او سوء التنفس".
"منذ ثلاثة أيام، وفي الليل تنتشر رائحة كريهة اشبه بتسرب الغاز، تغطي منطقة بنجا علي"، تقول المواطنة سعدية حيدر.
مع تسجيل درجات حرارة مرتفعة ليلاً وغياب الطاقة الكهربائية من الشبكات الوطنية، يضطر المواطنين الاستعانة بوسائل تبريد يمكن تشغيلها على الطاقة المجهزة من المولدات الكهربائية الاهلية مثل "مبردة الهواء".
هذه الوسائل تسحب الهواء من خارج المنزل وتبرده لكنها تفتقر للمرشحات، مما تسبب بدخول الرائحة الكريهة إلى داخل المنازل.
لذلك اضطرت سعدية إلى مغادرة منزلها واصطحاب اطفالها إلى مناطق أخرى من مدينة كركوك خلال الليالي الثلاث الماضية.
تشكيل لجنة لكشف مصدر الرائحة
"تم تشكيل لجنة مشترك مكونة من مديرية الشرطة، الدفاع المدني، دائرة البيئة، شركة النفط الشمال، جهاز الامن الوطني وقائمقامية كركوك للبحث على مصدر الرائحة"، يقول النقيب قيس عبد الرزاق المتحدث بأسم مديرية الدفاع المدني في كركوك.
اللجنة زارت و"بشكل مفاجئ" عدة مصافي اهلية واقعة على الشارع الحولي الذي يربط مدينة كركوك بمدينتي أربيل والسليمانية، وتم اجراء فحص الغازات الخطرة والتي تصدر عنها رائحة كريهة وضارة للإنسان والبيئة مثل غاز كبريتيد الهايدروجين.
"وقد تبين ان تلك الغازات ضمن الحدود المسموح بها عالماً وضمن المحددات البيئية العراقية" على حد قول المتحدث بأسم مديرية الدفاع المدني.
واكد ان دائرة البيئة لديها جهاز خاص لفحص تلوث الغاز وتأثيره، واللجنة اتصلوا بهم وسوف يفحصون الغطاء الجوي اثناء انتشار الرائحة.
وطمئن مواطني كركوك بأنه سيتم اجراء الازم بالتنسيق مع المديرية البيئة والجهات المختصة والكشف عن مصدر الرائحة الكريهة فور تحديد مصدرها ومعالجته اذا كان ضمن حدود المحافظة.
مصدر طبي في كركوك صرح لـ(كركوك ناو) حتى ساعة 12 من ظهر السبت لم يتم تسجيل أي حالة دخول الى مستشفيات كركوك بسبب الرائحة الكريهة المنتشرة في عدة مناطق كركوك .
المصدر له علاقة بالنفط
حول مصدر الرائحة، استبعد الخبير النفطي علاء الاسدي لـ (كركوك ناو)، ان يكون مصدر الرائحة تسرب في احد الانابيب الغاز، كون لم يسجل أي تسريب من قبل الجهات المعنية، كما لو كان هو السبب لكانت "الرائحة على مدار الساعة و ليست فقط في الليل لان كما قال المواطنون".
وحسب المواطنين ان الرائحة تنتشر بعد الساعة 11 ليلاً لغاية الخامسة فجراً.
والسبب الاخر والمرجح لدى الخبير هو وجود مصافي صغيرة غير نظامية منتشرة بين محافظات كركوك وأربيل والسليمانية التي تكون طاقتها اقل من 10 الاف برميل يوميا.
وأشار إلى ان برج التقطير هو اهم شي في المصفى، وفي حال شراءه من شركات عالمية ذات جودة عالية ستكون هناك منتوجات عالية و جودة ممتازة، ولكن للأسف يشتري أصحاب المصافي الاهلية في كركوك برج تقطير بأسعار رخيصة ومن مناشى غير رصينة وكفائتها قليلة، لذلك تعطي انبعاثات غازية جدا كثيرة.
وبرج التقطير يستخدم في عملية استخراج مشتقات النفط كالبانزين والنفط الابيض من النفط الخام المستخرج من الارض.
لكن الناشطة البيئية شكوفة محمد ذكرت لـ(كركوك ناو) ان حسب معلوماتها تشير إلى ان مصدر الرائحة هو غاز الميثان ومادة الرصاص الناتجة عن استخراج النفط والغاز من حقول بجانب مدينة كركوك.
وبانتظار ما سوف تتوصل له اللجنة المشكلة بمعرفة مصدر الرائحة الكريهة، تبقى المواطنة سعدية حيدر حائرة بين بقاء في منزلها بمنطقة بنجا علي او الذهاب إلى منطقة اخرى لتجنب ليلة اخرى من استنشاق هذه الرائحة.