حذرت مديرية البلدية من ان تتحول الموصل ثاني اكبر مدينة في العراق الى مكب عام للنفايات في ظل "النقص الحاد" الذي تعانيه البلدية في العدد والمعدات.
وذلك بعد ان أفقدتها حرب استعادة المدينة من سيطرة تنظيم الدولة "داعش" على المدينة حوالي خمسين بالمائة من قدراتها اللوجستية.
المدينة التي يصل عدد سكانها الى حوالي الثلاثة ملايين نسمة يصل معدل المخلفات المنتجة يوميا الى نحو الفي طن في عموم المدينة، وفق دراسة سابقة اعدتها مديرية بلدية الموصل، حسب قول علاء محمد مدير الاعلام في البلدية لـ(كركوك ناو).
وفي ظل التزايد السكاني الذي تشهده الموصل وتعاظم معدلات المخلفات المنتجة يوميا فإن بلدية الموصل تواجه قصورا في تغطية خدماتها في قواطع المدينة التسعة على جانبيها الايمن والايسر، يضيف محمد.
ويعلل ذلك بفعل "الخسائر الفادحة" في المعدات التي تلقتها البلدية عقب سيطرة تنظيم داعش على المدينة في حزيران 2014.
وبحسب الاحصائيات التي زودتنا بها مديرية بلدية الموصل فإن مجموع الاليات التي كانت تمتلكها البلدية قبل بسط تنظيم داعش لنفوذه كان 970 الية تخصصية تعمل في مجال التنظيفات والزراعة والجزرات الوسطية وصيانة الطرق فقدت غالبيتها ابان عمليات استعادة المدينة.
"ما افقد مديرية البلدية نصف طاقتها" يقول علاء محمد لتصل ساعات العمل الى 18 عشرة ساعة وبنظام المرحلتين الصباحي والمسائي الذي يمتد حتى ساعات متأخرة من الليل لسد النقص الحاصل في الاليات والمعدات والايادي العاملة.
التلوث البيئي يزيد من احتمالية الاصابة بالامراض المختلفة
راشد عبو الذي يعمل في قسم الاعلام التابع لمديرية صحة نينوى ذكر لـ(كركوك ناو) على ان مديريته قامت هي الاخرى بالعديد من النشاطات التي تحض الناس على الاعتناء بنظافة المدينة والحفاظ على البيئة وذلك من خلال قسم الصحة العامة في المديرية.
وعن التنسيق مع بلدية الموصل اشار عبو الى ان مديرية الصحة تعمل بالتنسيق مع بلدية الموصل من اجل اتلاف المخلفات الطبية وذلك عن طريق "المحارق الداخلية" التابعة للمستشفيات وعن طريق الطمر الصحي.
"كلية علوم البيئة وتقاناتها لم تقف مكتوفة الايدي تجاه ما يحصل في البيئة من ضرر" يقول عبد الستار جبير , تدريسي في كلية علوم البيئة وتقاناتها , جامعة الموصل , اذ اقامت الكلية عددا من الورش والمؤتمرات التي تعني بالبيئة وتحض على المحافظة عليها من جراء تراكم النفايات يضيف جبير.
ويتابع جبير قائلا "ان عدم ادراك المواطنين لخطورة التلوث وعدم التخلص من النفايات بطرق صحيحة وعدم مشاركتهم في حملات التشجير، كل هذا وغيره عمل على ارتفاع نسب التلوث وبالتالي احتمالية الاصابة بالامراض المختلفة." ونوه على ضرورة ازدياد وعي المواطنين داخل المدينة وتحمل المسؤولية والحفاظ على سلامة بيئتهم.
" لسنا نحن وحدنا من يتحمل مسؤولية انتشار المزابل في المناطق السكنية وعلى جوانب الطرق" يخبرنا عمار الدليمي , مواطن موصلي ويكمل قائلا " مثلما يقع على عاتق المواطنين التوعية من اجل تنظيف مدينتهم يقع على عاتق البلدية مضاعفة جهودها من اجل ذلك".
وهو ما أشار اليه علاء محمد المدير الاعلامي للبلدية اذ يؤكد بأن بلدية الموصل لن تستطيع وحدها الارتقاء بمستوى نظافة المدينة وعلى المواطنين تحمل المسؤولية .
هذه المسؤولية على ما يبدو ارهقت بلدية الموصل "بامكانياتها المحدودة التي تمتلكها" ما دفع ببلدية الموصل الى التعاقد مع" شركة تنظيف تخصصية عالمية" من اجل استلام مهمة تنظيف جانب المدينة الايسر في حين ستنقل ملاكات البلدية والياتها جميعها الى الجانب الايمن والتركيز عليه.
جهاز ايفون و500 الف دينار جوائز تحفيزية
اطلق عبد الستار الحبو مدير بلدية الموصل وعبر حسابه الشخصي على الفيسبوك مسابقة لاهالي الموصل حملت اسم "المواطن المثالي" تستهدف المواطن الاكثر تفاعلا مع نظافة مدينته واكثر حبا لها – بحسب الحبو - وذلك لتشجيعهم على المساهمة برفع النفايات والعمل على جعل المدينة بمظهر يليق بها .
الحبو كشف في منشوره عن رصد بلدية الموصل جوائز تتراوح قيمتها ما بين جهاز ايفون لصاحب المركز الاول ومبلغ خمسمائة الف دينار لاصحاب المراكز العشرة الاولى للمسابقة التي انطلقت اواخر شهر اب الماضي والتي ستنتهي بحلول الواحد والعشرين من الشهر الجاري.
وعن تفاصيل المسابقة ذكر الحبو بأن المشارك سيصور نفسه كل يوم طيلة فترة المسابقة وهو يقوم بعملية رفع العبوات المعدنية والبلاستيكية من شوارع المدينة وازقتها ويتم تسليم الفيديو يوميا للقطاع البلدي المعني بحلول السادسة مساءا.
من جهتهم عبر ناشطون من مدينة الموصل عن تأييدهم للمبادرات التي يطلقها مدير البلدية املين ان تستمر بغية الوصول الى الهدف المنشود برؤية الموصل مدينة نظيفة, ويقول ناشطون بأن مثل هكذا مبادرات تحفز المواطن على روح الانتماء من اجل العمل على مصلحة مدينته والحفاظ على بيئته من التلوث .
"بدورنا نحن اطلقنا مبادرة لرصد المخالفين ونشر مخالفاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي " يقول احمد بشير, ناشط مدني من مدينة الموصل , ويؤكد على ان حملة الناشطين لرصد المخالفين في المدينة تأتي لاعانة كوادر البلدية على رصد هذه المخالفات واتخاذ ما يلزم بحق المخالفين.
المبادرة وبحسب بشير فإنها لاقت استحسانا كبيرا من قبل اهالي الموصل وكذلك من قبل مديرية بلدية الموصل وتم التفاعل معها وفي مقابل ذلك لاقت استنكارا من قبل البعض الذين وصفهم بشير "الامنون من العقوبة" اذ يشدد على ضرورة تفعيل مبدأ العقوبات والغرامات من اجل السيطرة على المخالفين وردعهم.
بدورها عبرت بلدية الموصل عن شكرها للشباب "الذين يعملون من اجل خدمة مدينتهم" واكدت ان الية رصد المخالفات لديها تتم عبر المراقبين التابعين لها والمنتشرين في قواطع الموصل البلدية التسعة وكذلك عبر رصد المخالفات من قبل ناشطي المدينة "الذين اطلقوا حملتهم استجابة لنداء الحبو لهم"
مليونا دينار غرامة لكل مواطن يلقي النفايات في الاماكن الغير مخصصة لها وكذلك عبر نوافذ السيارات يقول علاء محمد منوها على ان هذه الغرامات قد تتضاعف في حالة تكرارها .
يذكر ان بلدية الموصل قد بدأت حملة اخرى من اجل رفع التجاوزات في المدينة يقول محمد " ان حملة الحبو التي اطلقها من اجل تنظيم المدينة ورفع التجاوزات وتنظيف المدينة بدأت منذ تسلمه دفة القيادة في البلدية " ويكمل القول " تم توجيه انذار نهائي مدته 15 يوما الى اصحاب ساحات المواد الانشائية العشوائية واصحاب المواشي والمحلات العشوائية المتجاوزة على اراض الدولة تم تبليغهم برفع تجاوزاتهم قبل انتهاء المدة والتي انتهت اصلا في مطلع شهر تموز الماضي والمخالف للتعليمات فانه سيفرض عليه غرامة مالية بموجب المادة 296 لسنة 1990 "