انقضى عام على الوعد الذي قطعه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للطفلة الايزيدية (غريبا)، حين أجلسها على كرسيه وقال بأنه سيبذل ما بوسعه للكشف عن مصير والدها.
في تلك الفترة تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة غريبا وهي جالسة على كرسي رئيس الوزراء، لكن ذلك لم يغير شيئاً في حياة تلك الفتاة أو حياة عائلتها، فهم لا زالوا بانتظار عودة مفقوديهم.
"قطع الكاظمي لنا وعدين، أولهما العثور على والد غريبا وتحريره مع غيره من المختطفين الايزيديين، وثانيهما التعرف على هويات ضحايا المقابر الجماعية وإعادة دفن رفاتهم"، حسبما قالت ليلى شمو، والدة غريبا، مضيفة بأن رئيس الوزراء بعد مرور عام لم يترجم أقواله الى أفعال.
مصطفى الكاظمي يطلب من غريبا الجلوس على كرسي رئيس الوزراء
غريبا التي جاءت الى الدنيا بعد شهرين من هجوم تنظيم داعش على سنجار ،دفعتها رغبتها بمعرفة مصير والدها واخوتها الذين اختطفهم التنظيم لأن تحط رحالها مع والدتها رفقة وفد من النازحين والمواطنين الايزيديين، في بغداد، في زيارة صادفت الذكرى السادسة لفاجعة سنجار.
وأظهر مقطع فيدويي رئيس الوزاء مصطفى الكاظمي وهو ينادي غريبا، و بعد أن أخذها في أحضانه وأجرى محادثة قصيرة معها، اقترح عليها أن تجلس في مكانه، على كرسي رئيس الوزراء.
طوال اللقاء الذي استغرق حوالي نصف ساعة، ظلت غريبا جالسة على ذلك الكرسي، بينما كان الكاظمي يتحدث الى الضيوف جالساً على يسارها.
غريبا التي لا تتقن اللغة العربية أجرت بمساعدة مترجم فوري محادثة قصيرة مع الكاظمي، تركز حديثها على مصير والدها، في المقابل أخبرها رئيس الوزراء بأنه سيعيد اليها والدها. "أشتاق لوالدي كثيراً... أريد أن يعود الينا بسرعة،... لم لا يعود الينا؟"، لا تزال أمنية غريبا نفسها بعد مرور عام على لقاء الكاظمي، "أطلب منه أن ينفذ وعده".
ستبلغ غريبا السابعة من عمرها بعد شهر وستكون في الصف الثاني الأساسي.
تقول والدتها ليلى شمو، "لا زلت أطلب هذين الشيئين من رئيس الوزراء، إنقاذ زوجي و طفلَيّ والتعرف على هويات ضحايا المقابر الجماعية."
وفقاً لإحصائيات حكومة اقليم كوردستان، تم لحد الآن العثور على 80 مقبرة جماعية تضم رفات ايزيديين قتلوا على يد مسلحي داعش، وقد أعيد دفن رفات عدد من الضحايا الذين عثر عليهم في مقابر قرية كوجو الجماعية بعد التعرف على هوياتهم.
وكان بيان صادر من مكتب رئيس الوزراء حول زيارة غريبا والوفد الايزيدي قد أكد على أن مصطفى الكاظمي تعهد بجعل مهمة الكشف عن مصير المختطفين الايزيديين قضية دولية. وفي شهر آب الماضي، أكد الكاظمي مرة أخرى على أن ملف المختطفين يحظى بأهمية كبرى عنده و سيعمل على إنقاذهم.
(كركوك ناو) لم تتمكن من الحصول على تصريحات من المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء.
ليلى شمو أم لخمسة أطفال ولدان وثلاثة بنات، من ضمنهم غريبا، لكن زوجها واثنين من أطفالها (عثمان 11 سنة وابنتها الأخرى حياة 10 سنوات) اختطفوا قبل سبع سنوات من قبل تنظيم داعش ولا يزال مصيرهم مجهولاً.
"الحكومة مقصرة إزاء ملف المختطفين... لم يبق لنا أي مستقبل في العراق... رغم أننا كنا الضحية الرئيسية لتنظيم داعش لكننا لا نلقى أي تقدير وليس لنا اية قيمة"، حسبما قالت والدة غريبا.
تحررت ليلى مع غريبا واحدى بناتها الأخريات من قبضة داعش في أيلول 2015، وقبل عامين نجا أحد أبنائها من قبضة التنظيم، منذ ذلك الحين يعيش أربعتهم في مخيم خانكي للنازحين في محافظة دهوك.
تقول ليلى شمو "نعيش في منزل بالإيجار، لم نستطع دفع الإيجار منذ شهور لأنه ليست لدينا رواتب، المبلغ القليل الذي أحصل عليه هو عن طريق مهنة الخياطة".
تنحدر عائلة غريبا من قرية تل البنات التابعة لقضاء سنجار، لكنها لا ترغب بالعودة، على الأقل حتى يُكشَف عن مصير أحبائهم المفقودين.
في 3 آب، 2014، هاجم تنظيم داعش قضاء سنجار – الموطن التاريخي للايزيديين غرب الموصل – وتعرض أهالي سنجار لحملات ابادة، خطف وتشريد. مسلحو التنظيم خطفوا ستة آلاف و417 ايزيدي، بينهم نساء وأطفال، لا يزال أكثر من نصفهم في عداد المفقودين.