مع اقتراب موعد الانتخابات واحتدام المنافسة بين المرشحين، انتشرت في محافظة كركوك ظاهرة تمزيق صور ولافتات الدعاية الانتخابية لعدد من المرشحين، والقوات الأمنية في المحافظة اعتقلت عدد من المتورطين.
"تمزيق البوسترات تعتبر جزء من المنافسة المحتدمة بين الكتل والأحزاب السياسية"، كما قال المراقب الانتخابي علي العزاوي.
وأشار إلى ان الدائرة الثانية في كركوك شهدت تسجيل عدة حالات لهذه الظاهرة، "كونها تمثل حلقة تنافس بين العرب والكورد والتركمان".
وهي ثاني أكبر دائرة انتخابية في محافظة كركوك، حيث تتألف من أربعة مقاعد برلمانية، أحد المقاعد خصص لكوتا النساء.
تشمل هذه الدائرة مناطق وسط قضاء المركز مثل تسعين، داقوق، القورية، ألماس و طريق بغداد، واجزاء من مناطق الواسطي، القادسية، تازة، رشاد، المصلى، حي العسكري، الخاصة، الثورة، الرياض و يايجي.
ومن المقرر ان تجرى الانتخابات البرلمانية في 10 تشرين الاول 2021، بنظام الدوائر الانتخابية المتعددة.
مصدر من داخل مكتب كركوك للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات اكد لـ(كركوك ناو) غياب اي احصائيات عن حالات تمزيق اللافتات، واشار إلى ان المفوضية لم تستلم اي شكاوى بهذا الخصوص.
أسباب الظاهرة
وعن أسباب الظاهرة يقول المراقب الانتخابي راغب سليمان، ان "ظاهرة تمزيق صور المرشحين يمكن نسبها لأسباب مختلفة، الاول سياسي على اعتبارها صراع بين الكيانات الانتخابية لرفع رصيد مرشحيها امام الرأي العام".
لكنه لا قلل من تاثير ذلك على انتشار الظاهرة، فهو يعتقد ان "النضج السياسي لدى اغلب الاحزاب السياسية في كركوك وصلت إلى مرحلة تربأ عن نفسها الوقوع بهكذا مطب ساذج".
في حين يرجح كفة ان يكون سبب هذه الظاهرة إلى "اندفاع بعض الشباب عاطفيا ًبعد تعبئتهم من قبل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي نحو الدعاية الانتخابية لمرشحي المكونات الأخرى او الأحزاب غير مرغوبة من قبلهم او يختلفون معها في الطائفة او القومية".
علي العزاوي يضيف سبب اخر للظاهرة "قد يكون بعض العاطلين عن العمل او المستفيدين من تخريب الداعية الانتخابية، لغرض الفائدة المالية حيث يقومون بنصبها مجددا بعد تخريبها وبالتالي يحصلون على اجر مضاعف".
يقدر عدد سكان محافظة كركوك بمليون و 600 ألف شخص، يحق لأكثر من مليون منهم التصويت في الانتخابات.
الفاعلون دون السن القانوني
مديرية شرطة كركوك اعلنت عن تمكنها من ضبط عدة اشخاص بالجرم المشهود وهم يمزقون صور اللافتات الدعاية الانتخابية.
"في الساعة الخامسة والنصف من فجر يوم الثلاثاء 21 ايلول 2021 وردت معلومات عن قيام اشخاص يقومون بتشويه اللافتات الدعائية للمرشحين، تم توجيه دوريات شرطة نجدة كركوك الى محل الحادث وقبضت على ثلاثة اشخاص يستقلون دراجة نارية (ستوتة) يقومون بتشويه اللافتات الدعائية" يقول مصدر من شرطة كركوك.
واضاف لـ(كركوك ناو) بعد التحقيق معهم تبين ان الاشخاص الثلاثة الذين تم القبض عليهم يقومون باقتلاع صور المرشحين الموجودة في مناطق "بعيدة عن الاكتظاظ السكاني والتي غالباً لاتكون على مرآة القوات الامنية".
بعد اقتلاع البوستر الدعائي للمرشح يقومون بقطع الحديد الموجود فيه وبيعه في السوق من اجل حصد ارباح مادية
"بعد اقتلاع البوستر الدعائي للمرشح يقومون بقطع الحديد الموجود فيه وبيعه في السوق من اجل حصد ارباح مادية"، يوضح المصدر.
"غالباً مايقوم الاشخاص المخربين بتمزيق الدعايات الانتخابية في اوقات تكون فيها الشوارع والمناطق خالية مثل ساعات منتصف اليل او الفجر بالاضافة الى ان اغلب من هؤلاء الفاعلين تكون اعمارهم دون سن الثامن عشر" على حد قول المصدر.
اصابة شخص بمشاجرة بسبب تمزيق صور المرشحين
في حادث ثاني، القوات الأمنية تلقت بلاغ عن حدوث مشاجرة بسبب تمزيق صور المرشحين في منطقة روناكيو بمدينة كركوك، ليتبين إصابة شخص بطلق ناري بحسب مصدر امني بشرطة مدينة كركوك.
"الطرف الاول من المشاجرة هم اخوة قاموا بتمزيق لافتات دعائية للانتخابات لاحد المرشحين، ليخرج لهم شخصين من انصار المرشح الذي مزقت صورته، مما أدى إلى حدوث مشادة كلامية بينهم"، يقول المصدر.
وتطور إلى اطلاق نار من قبل احد اشخاص الطرف الأول بسلاح كلاشنكوف ويصيب احد الشخصين من الطرف الثاني، ثم يفر إلى جهة مجهولة، يوضح المصدر تفاصيل الشجار.
وعن الإجراءات القانونية التي نفذتها الشرطة، أوضح المصدر ان الضابط المسؤول فتح محظر تحقيق في الحادث وتم اتهام الطرف الأول بـ"الشروع بالقتل"، واذا قام المرشح المتضرر برفع دعوة قضائية فسيحاكم الطرف الأول بعقوبة تصل الى خمس سنوات.
المراقب الانتخابي راغب سليمان يوكد ان هذه الظاهرة منشرة في أغلب بلدان العالم لكنها تتخذ اشكال ونسب مختلفة.
"ولا ننسى أن مجتمعنا يعتبر جديد العهد على هذه الممارسة الديموقراطية" يقول سليمان وعبر عن امله ان الأداء الانتخابي سيرتقى في المجتمع يوما ً بعد اخر مع تقادم العملية الانتخابية.
