الكورد في كركوك: الدائرة الانتخابية الأولى في الجيب والثانية في الغيب

كركوك/ 2018 / ناخب كوردي أثناء مشاركته في الانتخابات البرلمانية السابقة  تصوير: وكالة ميتروغرافي

كركوك ناو

تشير التوقعات الى أن الكورد في محافظة كركوك سيفوزون بالمقاعد الخمسة المخصصة للدائرة الانتخابية الأولى خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق، في حال تعاملوا بشكل جيد مع الكيفية التي تتوزع بها أصوات الناخبين على مرشحيهم، لكن بخلاف الانتخابات السابقة، من المحتمل أن يخسر الاتحاد الوطني الكوردستاني، مقاعد برلمانية لصالح الحزب الديمقراطي الكوردستاني أو حركة الجيل الجديد.

 في الدائرة الانتخابية الأولى التي يبلغ عدد الناخبين فيها 450 ألف ناخب، حصة الأسد منها للكورد، يتنافس تسعة من مرشحي الأحزاب والتحالفات الكوردية مع عشرة مرشحين كورد مستقلين من أجل الحصول على خمسة مقاعد برلمانية، الى جانب عشرات الأحزاب والمرشحين العرب والتركمان.

ويأتي ذلك في حين أن يطمح الكورد حسم مقعد أو مقعدين على أبعد تقدير من اصل أربعة مقاعد في الدائرة الانتخابية الثانية التي تعد الأكثر تعقيداً في المحافظة. ويتنافس للظفر بها خمسة مرشحين للأحزاب والتحالفات و عدد من المرشحين الكورد المستقلين، فضلاً عن عشرات المرشحين من القوميات الأخرى.

محافظة كركوك مقسمة الى ثلاث دوائر انتخابية في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في العاشر من شهر تشرين الأول المقبل، ويتنافس 130 مرشحاً، 56 منهم مستقلون على 12 مقعداً.

bangasha

كركوك/ أيلول 2021 / جانب من الحملات الدعائية للناخبين في محافظة كركوك  تصوير: كركوك ناو 

خمسة من مقاعد محافظة كركوك الـ12 مخصصة للدائرة الانتخابية الأولى التي تضم المناطق الكوردية، أربعة مقاعد للدائرة الانتخابية الثانية التي تشمل قضاء داقوق وأجزاء من مركز مدينة كركوك حيث تضم هذه المناطق خليطاً من الناخبين العرب، الكورد والتركمان. أما الدائرة الانتخابية الثالثة فقد خُصص لها ثلاثة مقاعد محسومة للمكون العربي، و تضم هذه قضاء الحويجة ونواحي الرشاد، الملتقى، الزاب، العباسي والرياض، ويخوض السباق في هذه الدائرة عن الكورد مرشحون من حركة الجيل الجديد فقط.

ويرى شاخوان عبدالله، مرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الدائرة الانتخابية الأولى بأن نظام الانتخابات المتبع حالياً لا يخدم الكورد في كركوك، وقال "أصوات الكورد مشتتة على الدوائر الانتخابية  الثلاث، وجود ثلاث دوائر انتخابية جعلنا لا نستفيد من أصوات ناخبينا في بعض المناطق."

وجود ثلاث دوائر انتخابية جعلنا لا نستفيد من أصوات ناخبينا في بعض المناطق

في الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 2018، تقلص عدد مقاعد الكورد من ثمانية الى ستة مقاعد ويخشى الكورد من أن نظام الانتخابات الجديد الذي قسم العراق الى 83 دائرة انتخابية سيؤدي الى تقليص عدد مقاعدهم مرة أخرى.

مع ذلك، قال شاخوان عبدالله، "الأمر مرهون بالكيفية التي سيتعامل بها كل حزب مع المرشحين والناخبين."

يملك الحزب الديمقراطي الكوردستاني مرشحاً واحداً فقط في الدائرة الانتخابية الأولى، ولن يؤثر ذلك على تشتيت أصواته كحزب، لذا يتطلع لضمان مقعد في تلك الدائرة و يسعى للفوز بمقعد في الدائرة الانتخابية الثانية أيضاً من خلال نظام كوتا النساء، التي يشارك فيها بمرشحة واحدة.

وقال شاخوان "نحن في الحزب الديمقراطي الكوردستاني شاركنا وتعاملنا بحكمة مع أصوات ناخبينا، نسعى للفوز بمقعدين، مقعد في الدائرة الانتخابية الأولى وآخر في الدائرة الانتخابية الثانية."

تحالف كوردستان المؤلف من كل من الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير، كان يطمح للفوز بمقاعد الدائرة الانتخابية الأولى الخمس ومقعد أو مقعدين في الدائرة الانتخابية الثانية، لكن المشاكل الداخلية للاتحاد الوطني الكوردستاني وكثرة مرشحيه جعلته يخشى فقدان المقاعد الستة التي حصل عليها في الانتخابات السابقة.

halbzhardn

خانقين/ 2018 / انتخابات مجلس النواب العراقي  تصوير: كركوك ناو 

في الدائرة الأولى ستذهب أصوات تحالف كوردستان لستة مرشحين وذلك بعد إصرار آلا طالباني، مرشحة تحالف كوردستان على المشاركة في الانتخابات رغم قرار إقصائها من قبل الحزب واستبدالها بالنائبة عن الاتحاد الوطني ديلان غفور والتي رشحت نفسها في تلك الدائرة كمستقلة.

"تشتت أصوات الاتحاد الوطني الكوردستاني و حركة التغيير يصب في مصلحة مرشحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحركة الجيل الجديد، نظراً لأن كلاً منهما يشارك بمرشح واحد ومن المرجح أن لا يكون جميع المرشحين الخمسة في تسلسل مرشحي الدائرة من تحالف كوردستان، وفي هذه الحالة لن تكون جميع المقاعد من نصيب التحالف"، حسبما أوضح مسؤول في مؤسسة الانتخابات التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني لـ(كركوك ناو).

بموجب النظام الجديد للانتخابات، سيتم توزيع المقاعد على المرشحين الذين يحصلون على أعلى الأصوات داخل القائمة.

وقال المسؤول في الاتحاد الوطني، والذي فضل عدم ذكر اسمه بسبب الظروف الداخلية للحزب، "مشاكل الاتحاد الوطني الداخلية جعل أصواتنا في الدائرة التي تضم خمسة مقاعد تتوزع على ستة مرشحين... في اسوا الأحوال، سيخسر تحالف كوردستان مقعدين في تلك الدائرة وسنفوز بجميع المقاعد في أفضل الأحوال."

مشاكل الاتحاد الوطني الداخلية جعل أصواتنا في الدائرة التي تضم خمسة مقاعد تتوزع على ستة مرشحين

لكنه شدد على أن "في كل الأحوال ستؤول جميع مقاعد تلك الدائرة للكورد، أما في الدائرة الثانية فنتطلع للحصول على مقعد أو مقعدين."

ويشارك في الدائرة الانتخابية الثانية، التي تضم أربعة مقاعد، 56 مرشحاً، ويملك الكورد في تلك الدائرة خمسة مرشحين عن الأحزاب والتحالفات وعدد من المرشحين المستقلين.

يقول محمود هاوتا، وهو شاب يسكن في حي رحيماوا بمدينة كركوك، "السبب الذي سأشارك من أجله في الانتخابات هو لعدم إفساح المجال للتزوير من قبل بعض الجهات، لكنني لا أتوقع أن يحصل الكورد على نفس الأصوات التي حصل عليها في السابق، إذغ فاتحت أي شخص بالموضوع سيقول ما الفائدة من التصويت وما الذي سيغير في حياتنا."

وأضاف بأن مقاعد الكورد في المحافظة ستنقص في هذه الحالة.

لكن بالنسبة لـ(علي محمد)، الساكن في حي الشورجة، ستكون هذه المرة الأولى التي يقاطع فيها الانتخابات منذ عام 2005، يقول علي "في كل انتخابات كانت الأحزاب الكوردية توهم الناخبين بأنها ستخدم المدينة إذا ما صوتنا لصالحها، لكنهم لم يقدموا لهذه المدينة ما يشفع لهم."

يمثل تكدس النفايات أحد أكبر المشاكل المستفحلة في كركوك، الى جانب نقص الخدمات، رداءة الطرق و قلة ساعات التزويد بالكهرباء.

بلدية كركوك بمقدورها رفع حوالي 300 طن فقط من النفايات يومياً، في حين تتراكم حالياً قرابة ألف و200 طن من القمامة يومياً.

xolwxashak (1)
 كركوك/ آذار 2021 / سكان حي رحيماوا يضعون لافتة تحث الناس على عدم رمي القمامة بصورة عشوائية  تصوير: خاص بـ(كركوك ناو)

وقال علي، "ما الذي غيرته الانتخابات في الواقع الخدمي، أمن المواطنين و حقوقنا القومية؟"

لكن جنار جالاك (20 سنة) طالبة في جامعة كركوك تقول، "المشاركة في الانتخابات حق قانوني لكل مواطن... مقاطعة الانتخابات لن تخدم أحداً، التصويت سيخلق الضغط على تلك القوى التي كانت السلطة بيدها ولم تخدم المواطنين، لكي تراجع حساباتها."

رغم كل تلك الهواجس، وصلت نسبة الناخبين الذين استلموا بطاقات الناخب البايومترية في محافظة كركوك الى 87 بالمائة، وهي نسبة تفوق العديد من المحافظات العراقية الأخرى.

يبلغ عدد الناخبين في محافظة كركوك أكثر من مليون و 75 ألف ناخب.

المكونات الرئيسية الثلاث في كركوك فشلت لم تتمكن من المشاركة في هذه الانتخابات في إطار تحالف قومي بسبب النزاعات الموجودة بينها، الأمر الذي جعل توقع كيفية توزيع المقاعد على الجهات والمرشحين صعباً.

محمد نصرالدين، مرشح تحالف كوردستان في الدائرة الانتخابية الأولى قال لـ(كركوك ناو) "تشكيل تحالف بين حركة التغيير و الاتحاد الوطني الكوردستاني كان في سبيل وحدة الصف الكوردي. نسعى لأن لا يفقد الكورد مكانتهم وثقلهم الذي حصلوا عليه في الانتخابات السابقة."

وتوقع نصرالدين أن يفوز الكورد بجميع مقاعد الدائرة الانتخابية الأولى البالغة عددها خمسة مقاعد، ومقعدين على الأقل في الدائرة الانتخابية الثانية.

"الفوز بالمقاعد البرلمانية سيضمن موقع الكورد في المحافظة بشكل أكبر"، حسبما قال محمد نصرالدين.      

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT