جدد المحاضرون النازحون، مطالبهم بإلحاقهم بركب اقرانهم من المحاضرين في محافظة كركوك، من ناحية شمولهم بقرار تحويل صفتهم الوظيفية إلى "موظف بعقد"، وصرف رواتبهم لقاء خدمتهم التي قدموها في سنوات النزوح.
وبعد سيطرة تنظيم الدولة "داعش" على أجزاء واسعة من عدة محافظات خلال شهر حزيران 2014، استقبلت محافظة كركوك عدد كبير من النازحين يقدر اعدادهم بـ120 الف نازح حسب ارقام وزارة الهجرة والمهجرين.
تدريس بصورة مجانية
"نتيجة موجة النزوح الكبيرة، قررت وزارة التربية فتح مدارس للنازحين حتى تستوعب الاعداد الهائلة من الطلاب الهاربين من مناطق سيطرة داعش"، يقول عبد العزيز الياسري أحد المحاضرين النازحين في محافظة كركوك.
لكن الوزارة واجهت نقصاً في الكوادر التدريسية، لذلك اعتمدت على ان يقدم عدد من النازحين محاضرات في هذه المدارس لكي يساهموا في إنجاح العملية التربوية.
قمت بالتدريس لأكثر من خمس سنوات مجاناً وبدون ان اتلقى اي اجر في مخيمات مختلفة
"قمت بالتدريس لأكثر من خمس سنوات مجاناً وبدون ان اتلقى اي اجر في مخيمات النازحين المختلفة، وكذلك درست بداخل مركز مدينة كركوك"، يشير الياسري.
واغلقت الحكومة العراقية منذ 2019 اغلب مخيمات النزوح في محافظة كركوك، في حملتها لإعادة النازحين إلى ديارهم.
القانون لم يشملهم
وفي 6 نيسان 2021، صدر قرار من مجلس الوزراء ينص على تحول "المحاضرين المجانيين" في وزارة التربية إلى "موظفين بعقود"، براتب شهري مقداره 250 الف دينار.
المحاضرون النازحون وقعوا العقد مع مديرية تربية كركوك منذ يوم 3 اب 2021، ودفعوا رسوم العقد البالغة 18 الف دينار، "لكن 247 محاضر انصدموا بإهمال اوامرهم الادارية من قبل مديرية التربية، واكتشفوا ان أسمائهم محذوفة، وان حقهم في الحصول على عقد حكومي قد ضاع"، يقول الياسري.
تربية كركوك حذفت اسماء المحاضرين النازحين، وقالت لهم يجب ان يرجعوا لمحافظاتهم، ولا علاقة لها بهم
المحاضر النازح محمد عبد الله حمل تربية كركوك بالتماطل في اتمام اجراءاتهم في تحويل إلى " موظفي عقود"، وقال "تربية كركوك حذفت اسماء المحاضرين النازحين، وقالت لهم يجب ان يرجعوا لمحافظاتهم، ولا علاقة لها بهم".
وأشار إلى خروجهم في تظاهرات امام مديرية تربية كركوك لأكثر من مرة، وناشدوا لإعادة حقوقهم "المسلوبة لكنهم "لم يحصلوا الا على التسويف والمماطلة".
لا تخصيص مالي للمحاضرين المجانيين
"كان هناك تخصيص عدد من العقود لكل قسم من اقسام تربية كركوك، مثلاً قسم محو الامية كان له عدد محدد من العقود، والدراسة الكوردية لها عدد محدد من الدرجات وهكذا، وتم تخصيص للمحاضرين النازحين حوالي 228 عقدا"، حسب قول نقيب المعلمين في كركوك حسان الجبوري.
"لكن حدث هنالك إشكالية، اثناء توزيع العقود، بعض ممن قدم على انه محاضر نازح لا يملك خدمة فعلية في المدارس"، يوضح النقيب.
النقابة قامت بإيصال أصوات المحاضرين النازحين إلى مدير التربية، الذي بدوره خصص يوما للقاء واستلم منهم ما يثبت خدمتهم الفعلية كمحاضرين في مدارس النازحين.
اعلام مديرية تربية كركوك اكتفت بتوضيح الاجراءات التي قامت بها بهذا الخصوص، موكدة ان القضية في ملعب وزارة المالية.
"تم رفع قضية المحاضرين المجانيين الى وزارة التربية، التي بدورها قامت برفعها الى وزارة المالية، وننتظر الاجابة بخصوص إطلاق الصرف والتخصيصات المالية للمحاضرين النازحين"، هذا ما أكده مصدر في اعلام تربية كركوك.
مديرية التربية: ننتظر الاجابة بخصوص إطلاق الصرف والتخصيصات المالية للمحاضرين النازحين
"نقابة المعلمين قامت بوجبها بإيصال مطاليب المحاضرين النازحين، ولا نعلم اذا كانت سوف يتم تنفيذها من قبل وزارة التربية"، يقول النقيب.
"في النهاية لا اريد ان يذهب تعبي في مهب الريح، لم يبق احد الا وناشدناه ولم نحصل منه اي نتيجة مرضية"، يقول المحاضر عبدالعزيز الياسري.