رأفة العبيدي (24 عاما) تخرجت وبمعدل "امتياز" والأولى على كلية الآداب في جامعة كركوك عام 2019، لكنها لم تحصل على تعيين حكومي لحد الان.
"في عام 2017 تم اقرار قانون تعيين الطلبة الثلاثة الاوائل على الكلية، لكن الى الان لم يرى القانون النور، وبقينا معلقين في عنق الزجاجة ولم نجد فرصة عمل تتلاءم مع شهاداتنا" تقول العبيدي لـ(كركوك ناو).
وبحسب قانون رقم 67 لسنة 2017، يشمل بالتعيين الطلبة الثلاثة الأوائل من خريجي الأقسام في الكليات والمعاهد العراقية التي تمنح شهادة البكالوريوس والدبلوم.
ابراهيم علي تخرج بالمرتبة الثانية على كلية الاعلام في جامعة كركوك، هو الاخر لم يحصل على تعيين مما دفعه إلى مزاولة اعمال أخرى لكسب قوت يومه، بعد "تماطل الجهات الحكومية في تطبيق قرار عام 2017" على حد وصفه.
"سابقا كان يعين العشرة الاوائل على اقسامهم، ولكن نتيجة التقشف المالي قررت السلطات العليا عام 2017 بأن يكون التعين للطلبة الثلاثة الاوائل على الاقسام فقط، رغم ذلك لم ينفذ القرار ولم يتم تعين اي طالب من الأوائل" يقول علي.
وأضاف في السنوات الماضية سمع تصريحات كثيرة تصدر من قبل شخصيات حكومية مسؤولة في كركوك وعقدوا اجتماعات مع ممثلي الاوائل ولكن "لا شيء جديد حصل لحد الان".
الامر لم يقتصر على الطلبة الأوائل، فحملة الشهادات العليا (الماجستير والدكتوراه) ليس أفضل حالاً من الطلبة الأوائل.
رسل محمود (28 عاما) تحمل شهادة الماجستير في التربية تنتظر هي أخرى الوعود الحكومية بتعيين حملة الشهادات العليا بحسب القانون رقم 59 لسنة 2017.
هذا الامر دفع الطلبة الأوائل وحملة الشهادات العليا من كافة محافظات العراق ومنها كركوك للتجمع والتظاهر، منذ عام 2018 امام مبنى وزارة التعليم العالي ووزارة المالية، مطالبين بتعينهم.
لكن في بعض الأحيان واجهوا قمعا من قبل القوات الأمنية كما حدث في 25 أيلول 2019، حيث فرّقتهم قوات مكافحة الشغب بالضرب والشتائم ومدافع الماء، بعدما احتجوا أمام مكتب رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي في منطقة العلاوي وسط بغداد للمطالبة بالوظائف.
وأظهرت صور وفيديوهات تظهر "مكافحة الشغب" وهي تضرب بعض النساء بين المتظاهرين، وهذا الامر ولد حالة من الاستياء الشعبي.
رغم ذلك استمروا بالتظاهر كان اخرها مطلع شهر أيلول الحالي، ونظموا اعتصام دائم ما زال مستمر امام وزارة التعليم العالي ببغداد.
بغداد، 25 ايلول 2019، تفريق مظاهرة لحملة الشهادات العليا
مشادات كلامية
"المماطلة والتأخير في تعينات الاوائل وحملة الشهادات هي بسبب وزارة المالية"، على حد قول ممثل الطلبة الاوائل في كركوك والمشارك في التظاهرات نجدت فائق.
المماطلة والتأخير في تعينات الاوائل وحملة الشهادات هي بسبب وزارة المالية
ممثلو المحافظات للطلبة الأوائل وحملة الشهادات العليا راجعوا مجلس الخدمة الاتحادية أكثر من مرة واجتمعوا مع رئيس مجلس الخدمة الاتحادي محمود التميمي الذي أشار الى ان المجلس ينتظر مصادقة دائرة الموازنة في وزارة المالية على الملاكات لتزويده بأعداد الدرجات وتخصيصها المالي وانواعها لكي يتم اطلاق استمارة الخاص بالمشمولين بالتعيين.
وأشار إلى الممثلين كانت لهم لقاءات مع شخصيات مسؤولة ومتنفذة في الحكومة العراقية، مثلا التقوا بالمدير العام للموازنة في وزارة المالية طيف سامي بداية شهر أيلول الحالي، وحدثت مشادات كلامية بينهم، وقالت لهم "لا يوجد تخصيص مالي لتعينكم".
وتابع: ما قالته طيف سامي يتعارض مع ما يقوله رئيس مجلس الخدمة الاتحادي وايضاً يتعارض مع كلام رئيس اللجنة المالية في البرلمان، اللذان اكدا خلال لقاءهما بالممثلين عن توفر درجات تكفي لتغطية الاوائل وحملة الشهادات العليا.
بداية الحل
جهود الطلبة اثمرت عن أعلان مجلس الخدمة الاتحادي يوم 25 أيلول 2021، عن تخصيص 1050 درجة وظيفية لحملة الشهادات العليا.
وقال المجلس في بيان صادر عنه ، أنه حدد "نسبة 15% من درجات الكليات الساندة لحملة الشهادات العليا كما نص عليه قانون رقم (59 لسنة 2017)". وأضاف ان المجلس خصص 1050 درجة وظيفية "لحملة الشهادات العليا".
خصص 1050 درجة وظيفية "لحملة الشهادات العليا"
وفي يوم 22 أيلول 2021، مجلس الخدمة اعلن عن اسماء الخريجين الاوائل المشمولين بقانون (67 لسنة 2017) و المشمولين بالتقديم على الاستمارة الالكترونية للتوظيف.
خمسة سنوات مرت على تشريع قانوني (59 و67) في عام 2017، وما زال الطلبة الأوائل وحملة الشهادات العليا ينتظرون تنفيذهما على ارض الواقع ومنحهم فرصة عمل في القطاع الحكومي يليق بهم.
