يواجه بعض مرشحي محافظة كركوك اتهامات باستغلال موارد وممتلكات الدولة ومشاريع عامة بالحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة في 10 تشرين الأول 2021، في انتهاك صارخ لقانون الانتخابات.
من بين هؤلاء المرشحين، صديق عمر، مرشح تحالف كوردستان (الاتحاد الوطني الكوردستاني و حركة التغيير)، والذي زوّد عدة قرى بكمية من جرعات لقاح كورونا واستغل ذلك كدعاية انتخابية لنفسه في مواقع التواصل الاجتماعي، أما المرشح المستقل خبات اسعد، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب المشرف الميداني على المشاريع داخل مدينة كركوك، فقد وضع رقمه الانتخابي ودائرته الانتخابية التي ترشح فيها على صورة لإحدى مشاريع الطرق ثم قام بنشرها.
في حين يُتّّهم كل من راكان سعيد، محافظ كركوك ومرشح التحالف العربي في كركوك الى جانب أرشد الصالح، مرشح تحالف الجبهة التركمانية العراقية الموحدة باستغلال افتتاح المبنى الجديد لديوان محافظة كركوك في الأيام الأخيرة للحملات الانتخابية، بالرغم من أن موظفي الديوان لم يباشروا مهامهم بعد في ذلك المبنى.
صديق عمر، الذي ترك منصب مدير دائرة صحة كركوك منذ ثلاث سنوات وهو الآن مرشح الاتحاد الوطني الكوردستاني في إطار تحالف كوردستان، ذكر في منشور في صفحته على شبكة فيسبوك نشر يوم 24 آب الماضي "قمنا بتزويد كمية كبيرة من جرعات لقاح كورونا لمناطق خالخالان، قرناو و طقطق"، مرفقاً المنشور بصورة له.
ويأتي ذلك في حين لا يتولى صديق عمر اية مسؤولية في دائرة صحة كركوك، وهو مرشح للبرلمان العراقي.
حول ذلك قال صديق عمر لـ(كركوك ناو)، "ما قمت به كان للمصلحة العامة وصحة المواطنين في إطار المسؤولية التي تقع على عاتقي إزاء المواطنين."
وأضاف، "ما فعلته لم يكن دعاية انتخابية، بل خدمة المصلحة العامة"، دون أن يوضح مصدر جرعات اللقاح.
وذلك في الوقت الذي استخدم فيه ذلك المرشح الصور الخاصة بإيصال جرعات اللقاح للدعاية الانتخابية في عدة منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي.
مصدر مسؤول في دائرة صحة كركوك لم يُخفِ بأن ما قام به صديق عمر كان "بالتنسيق مع فرق الدائرة وبأن مدير الصحة الدكتور نبيل حمدي بوشناق كان على علم بالأمر وهو من زوده بجرعات اللقاح"، لذلك يرى بأنه "أمر اعتيادي".
لكن بموجب المادة 27 من قانون الانتخابات، لا يجوز لموظفي الدولة أو السلطات المحلية استغلال مناصبهم الوظيفية والمعدات اللوجستية للدولة للحملات الانتخابية لصالحهم أو لصالح أي مرشح آخر.
أما المرشح المستقل خبات اسعد، الذي يشغل ايضاً منصب المشرف الميداني للمشاريع داخل مدينة كركوك فقد نشر مقطعاً فيديوياً على شبكة فيسبوك لمشروع إنشاء شارع حي سرجنار داخل كركوك وأرفقه برقمه الانتخابي و دائرته الانتخابية، وذلك بالرغم من أن المشروع يتم تنفيذه على ميزانية إدارة المحافظة.
وقال خبات اسعد لـ(كركوك ناو)، "ما قلته حول ذلك المشروع يأتي في إطار تفقّد المشاريع الخدمية ضمن صلاحيات منصبي الوظيفي... إرفاق المقطع الفيديويي برقمي الانتخابي ودائرتي الانتخابية حدث دون علمي، من قبل الشخص الذي يدير صفحتي."
في 4 تشرين الأول الجاري، افتتح راكان سعيد، محافظ كركوك وكالةً وأحد مرشحي الانتخابات البرلمانية المبنى الجديد لديوان محافظة كركوك، الأمر الذي فسره البعض على أنه جزء من عملية استغلال ممتلكات الدولة للحملات الدعائية.
ورافق راكان سعيد في يوم الافتتاح مرشحون آخرون، مضمنهم أرشد الصالحي، مرشح تحالف الجبهة التركمانية العراقية الموحدة. علماً بأنه لم تتم بعد المباشرة بالدوام في ذلك المبنى.
وفقاً للمادة 25 من قانون الانتخابات، لا يجوز استخدام مباني الوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة وأماكن العبادة في أي شكل من اشكال الدعاية الانتخابية.
ممثلو الاتحاد الوطني الكوردستاني في كركوك شددوا في مؤتمر صحفي عقد يوم 6 تشرين الأول الجاري حول افتتاح المبنى الجديد لمحافظة كركوك بان "افتتاح المبنى في هذا التوقيت انتهاك لقانون الانتخابات ويثير التساؤلات بشأن نزاهة العملية الانتخابية في كركوك، في الوقت الذي لا يعتبر فيه افتتاح ذلك المبنى من مكتسبات (راكان سعيد)."
ويتهم الاتحاد الوطني الكوردستاني راكان سعيد بأنه "قام باستغلال منصبه الوظيفي بتسخير موارد الدولة العامة للترويج لنفسه و لمرشحين آخرين، ويتمثل ذلك في افتتاح المبنى الجديد لمحافظة كركوك، حيث يظهر مع عدد من المرشحين الآخرين وهم يقصون شريط افتتاح المبنى من أجل جذب الانتباه والترويج لأنفسهم اعلامياً."
قام باستغلال منصبه الوظيفي بتسخير موارد الدولة العامة للترويج لنفسه و لمرشحين آخرين
"للأسف، نرى بأن بعض القوى والأحزاب والمرشحين لا يلتزمون بالأطر القانونية الخاصة بتنظيم الحملات الانتخابية، بحيث وصل الأمر الى أن يتم استغلال المناصب الوظيفية للترويج الانتخابي."
المرشحة المستقلة ديلان غفور التي تحظى بدعم الاتحاد الوطني الكوردستاني هي الأخرى من بين المرشحين الذين تعرضوا للتغريم من قبل مفوضية الانتخابات بشبب ارتكاب انتهاكات.
فقد أصدرت مفوضية الانتخابات، يوم الأربعاء 6 تشرين الأول، قراراً يقضي بفرض غرامة مالية على المرشحة ديلان غفور، لمخالفتها المادة 19 من نظام الحملات الانتخابية، بسبب استخدامها اسم وشعار الاتحاد الوطني الكوردستاني في ملصقاتها الدعائية، وذلك لكونها مسجلة في المفوضية كمرشحة مستقلة.
وذكرت وثيقة صادرة عن المفوضية "تم فرض غرامة مالية قدرها خمسة ملايين دينار على المرشحة المستقلة ديلان غفور في محافظة كركوك، لمخالفتها المادة 19 من نظام الحملات الانتخابية".
وتنص المادة 19 على أنه "يمنع على جميع المرشحين استخدام صور واسماء رؤساء الاحزاب والتحالفات السياسية التي لا ينتمون اليها ولم يكونوا ضمن قوائم مرشحيهم في الدعاية الانتخابية".
وشددت المفوضية بأنه في حال لم تقم المرشحة ديلان غفور بإزالة تلك البوسترات فسوف تتم مضاعفة الغرامة المالية.