مُنِع الحزب الديمقراطي الكوردستاني من العودة الى قضاء سنجار أثناء الحملة الانتخابية، لكن حسب النتائج الأولية لانتخابات برلمان العراق ضمن الحزب جميع المقاعد الثلاثة المخصصة للقضاء وفاز على مرشحي الاتحاد الوطني الكوردستاني والقوى المقربة من حزب العمال الكوردستاني.
شارك قسم من أهالي سنجار ضمن 69 ألف ناخب نازح في محافظة دهوك في عملية التصويت الخاص لإنجاح ثلاثة مرشحين عن الدائرة الانتخابية الثالثة في سنجار، وصوّت قسم منهم داخل قضاء سنجار، لكن بصورة عامة، أظهرت احصائيات مكتب سنجار للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات بأن نسبة المشاركة في تلك الدائرة بلغت 30 بالمائة وهي أقل نسبة على نطاق الدوائر الانتخابية الثمان في محافظة نينوى.
هذه النتائج محل تساؤل للقوى المقربة من حزب العمال الكوردستاني، لأنها تزامنت مع تأكيدات تلك القوى على حماية وتمثيل الايزيديين وأهالي سنجار، غير أنها لم تنجح في إيصال مرشحيها الى البرلمان، الأمر الذي أثار استياء الاتحاد الوطني الكوردستاني إزاء تلك القوى وأحدثت النتائج صدمة كبيرة لهم.
جمال علي، مسؤول في مركز تنظيمات سنجار للاتحاد الوطني الكوردستاني قال لـ(كركوك ناو)، "مرشح تحالف كوردستان في سنجار حصل على سبعة آلاف و 700 صوت في سنجار وأطرافها، الحزب الديمقراطي الكوردستاني يدعي بأنه فاز بالمقاعد البرلمانية الثلاث ضمن دائرة سنجار الانتخابية، لكن ذلك غير صحيح، فقد ضمنوا الفوز بمقعدين فقط ولم يتضح بعد فيما إن كان المقعد الثالث سيكون من نصيبهم أم لا."
حول رأيه بخصوص نتائج دائرة سنجار الانتخابية، قال جمال علي، "مع تقديري للفصائل العسكرية في سنجار، لكن تبين بأن ما يقولونه غير صحيح، لن تستطيع خدمة أهالي سنجار بالكلام فقط"، معتبراً ذلك أحد اسباب فشل تلك القوى وأضاف، "السبب الثاني يعود الى قلة نسبة المشاركة، حيث لم يكن أحد يتصور أن تكون نسبة المشاركة منخفضة الى هذا الحد."
وصلت نسبة المشاركة في عموم محافظة نينوى الى 42 بالمائة، وقد سجل ناخبو سنجار، بالأخص الايزيديين منهم، أقل نسبة مشاركة حسب تصريحات الأحزاب الموجودة في ذلك القضاء.
فهد حامد، قائممقام قضاء سنجار –عُيّن من قبل مجلس الادارة الذاتية في سنجار المقرب من حزب العمال الكوردستاني- قال لـ(كركوك ناو)، "جرت عملية الاقتراع في سنجار بسلاسة، لكن كانت هناك حالات متعلقة بطل بعض الأجهزة، كما لم تر أسماء بعض المواطنين في سجلات الناخبين، ما أدى الى انخفاض نسبة المشاركة."
"يعود سبب عدم مشاركة أهالي سنجار في الانتخابات الى عدم حل مشاكلهم، لا يزال قسم كبير من سكان سنجار نازحين ويعاني القضاء من وجود إدارتين فيها، القبور الجماعية التي تعود لفترة سيطرة تنظيم داعش لم يتم فتحها بعد كما لم تتم إعادة إعمار المنطقة"، وشدد فهد حامد على أن "كل هذه الأمور أدت الى فقدان الناس ثقتهم بالحكومة العراقية وجدوى الانتخابات... ما حدث في هذه الانتخابات كان بمثابة عقوبة للمسؤولين في بغداد."
مجلس الادارة الذاتية في سنجار الذي عين القائممقام و مدراء النواحي التابعة لسنجار، تم تأسيسه قبل سنوات من قبل أطراف ايزيدية وعربية ومكونات سنجار الأخرى ويعتبر مقرباً من حزب العمال الكوردستاني.
تتمثل مشكلة المجلس في عدم الاعتراف به من قبل الحكومة العراقية و حكومة اقليم كوردستان، كما أن حكومة الاقليم تدعم قائممقاماً آخر باسم محما خليل والذي يدير شؤون قضاء سنجار من محافظة دهوك، حيث لم يًسمح له بالعودة الى سنجار منذ 16 أكتوبر 2017.
القوى المقربة من العمال الكوردستاني في سنجار شاركت بمرشح وحيد عن حزب الحرية والديمقراطية الايزيدية في الدائرة الانتخابية الثالثة لكنها لم تضمن مقعداً لها في البرلمان.
خوديدا جوكي، مدير ناحية سنوني، قال لـ(كركوك ناو)، "نسبة المشاركة كانت قليلة جداً، كانت هناك مشكلتان رئيسيتان، احداهما عدم ورود أسماء ما يقرب من 5 بالمائة من الناخبين في سجل الناخبين، المشكلة الثانية كانت توقف عدد من أجهزة الاقتراع في بعض محطات التصويت بصورة مؤقتة، وقد اثر ذلك كثيراً على العملية."
أسماء ما يقرب من 5 بالمائة من الناخبين لم ترد في سجل الناخبين، المشكلة الثانية كانت توقف عدد من أجهزة الاقتراع في بعض محطات التصويت بصورة مؤقتة، وقد اثر ذلك كثيراً على العملية.
وأردف جوكي قائلاً، "النازحون الذين لم يدلوا بأصواتهم في دهوك في يوم الاقتراع الخاص، أحيلوا من قبل المفوضية الى سنجار خلال الاقتراع العام... عددهم تجاوز 1500 نازح، هؤلاء أجبروا تحت الضغط على التصويت لصالح مرشحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني"، دون أن يقدم أي أدلة تثبت تعرضهم لضغوط.
فضلاً عن حزب الحرية والديمقراطية الايزيدية و الاتحاد الوطني الكوردستاني، شارك حزب التقدم الايزيدي ايضاً بمرشح في تلك الدائرة الانتخابية، لكنه لم يحصل ايضاً على الأصوات اللازمة.
سعيد بطوش، رئيس حزب التقدم الايزيدي، وهو حزب ايزيدي مستقل قال لـ(كركوك ناو)، "بعض الأحزاب والقوى في سنجار تملك حوالي 10 آلاف مسلح وجميعهم يستلمون رواتب، لكن ألفي مسلح فقط أدلوا بأصواتهم... أصبنا جميعاً بالصدمة، لماذا يعاقبنا أهالي سنجار؟"
حول سبب فشل حزب التقدم في الحصول على أصوات الناخبين قال بطوش "الحزب الديمقراطي الكوردستاني حصد قرابة خمسة آلاف صوت في قضاء سنجار، بقية الأصوات حصل عليها من سكان المخيمات ويقولون بأنهم ضمنوا الفوز بمقاعد سنجار الثلاث."
حزب التقدم الايزيدي زج بمرشح آخر للتنافس على مقعد كوتا الايزيديين في محافظة نينوى، لكن لم يتبين بعد من سيكون الفائز بمقعد الكوتا.
حيدر ششو، رئيس الحزب الديمقراطي الايزيدي الذي دفع ايضاً بمرشح لمقعد الكوتا قال لـ(كركوك ناو)، "حصلنا على ألفين و 600 صوت، تتبقى اصوات الاقتراع الخاص... فوزنا بمقعد الكوتا ليس مضموناً بعد."
وأضاف "مرشح حزب الحرية والديمقراطية الايزيدية المقرب من العمال الكوردستاني حصل على عدد قليل من الأصوات."
(كركوك ناو) حاولت مراراً معرفة رأي الفصائل المقربة من حزب العمال الكوردستاني، لكنها لم تبد استعدادها للإدلاء بتصريحات حول مسألة الانتخابات.
وقال حيدر ششو، "منع مرشحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني من العودة الى سنجار أثناء الحملة الانتخابية من قبل قوى مقربة من الحزب العمال الكوردستاني و قوات الحشد الشعبي سبب رئيسي لفشل مرشح حزب الحرية والديمقراطية الايزيدية... بسبب ذلك قاطع أهالي سنجار الانتخابات"، واضاف "اسماء المئات من الناخبين لم ترد في سجلات التصويت، بعضهم يقيمون خارج العراق أو كانوا في كوردستان ولم يأتوا الى سنجار للتصويت."
ألياس قاسم، من أهالي مجمع تل البنات التابع لقضاء سنجار، لكنه يعيش حالياً في مخيم شاريا، قال لـ(كركوك ناو) في يوم التصويت الخاص "كنت أحمل بطاقة الناخب البايومترية، توجهت الى مركز اقتراع في مخيم شاريا، لكنهم أخبروني بأن اسمي غير موجود هناك... ذهبت الى مركز اقتراع آخر في نفس المخيم، ولم يرد اسمي هناك أيضاً، وأخبرني أحد موظفي المفوضية بأن علينا الذهاب الى سنجار للتصويت، لأن اسمي موجود هناك."
من جانبه، قال مسؤول مكتب انتخابات الفرع 14 للحزب الديمقراطي الكوردستاني في الموصل، مناف حسن، قال في تصريح لشبكة روداو الاعلامية "بعد فرز 80 بالمائة من أصوات ناخبي محافظة نينوى، حصل الديمقراطي الكوردستاني على 9 مقاعد وهو قريب من الفوز بالمقعد العاشر... ثلاثة من تلك المقاعد كانت في الدائرة الانتخابية الثالثة التي ضمت سنجار."