انتقدت الجبهة العربية الموحدة، جبهة تركمان العراق الموحد و تحالف الفتح نتائج الانتخابات البرلمانية في كركوك وطالب بعضهم بإعادة فرز و عدّ الأصوات يدوياً، رغم أن احتمالات تنفيذ تلك المطالب من قبل مفوضية الانتخابات "صعبة جداً".
موقف الجهات السياسية الثلاث جاء بعد إعلان نتائج الانتخابات في 16 تشرين الأول الجاري والتي تمخضت عن فوز الكورد في محافظة كركوك بستة مقاعد، العرب أربعة مقاعد –لم يشمل الفائزون مرشحين عن الجبهة العربية الموحدة-، فيما حصل التركمان على مقعدين فقط.
جودت زلال، رئيس لجنة انتخابات الجبهة التركمانية العراقية –شاركت في الانتخابات في إطار جبهة تركمان العراق الموحد- قال لـ(كركوك ناو)، "جبهة تركمان العراق الموحد شاركت في الانتخابات بكثافة خصوصاً في الدائرتين الأولى و الثانية لذا ساورتنا شكوك في نتائج العملية الانتخابية وطالبنا المفوضية العليا المستقلة للانتخابات باجراء العد والفرز اليدوي في الدائرتين الاولى والثانية."
وأضاف " في ما يخص عدم ظهور البصمات هنالك عدد غير قليل من الناخبين لم تظهر بصماتهم في اجهزة الانتخاب وبالتالي لم تستخدم المفوضية عملية التخطي في أغلب مراكز الانتخاب مما أدى الى حرمان 23 شخص على الاقل في كل محطة انتخابية."
في الانتخابات البرلمانية السابقة التي جرت في أيار 2018، حصل التركمان على ثلاثة مقاعد، غير أن عدد مقاعدهم تراجع الى مقعدين في الانتخابات الحالية.
عقب إعلان النتائج، أبدت جبهة تركمان العراق الموحد - مؤلفة من ثمانية أحزاب وجهات تركمانية على الأقل- في بيان اعتراضها على النتائج وطالبت بإعادة فرز الأصوات يدويا، بالأخص في الدائرتين الأولى والثانية.
مرشحو التركمان حصدوا مقعدين في الدائرة الثانية، كما جمعوا حوالي ستة آلاف صوت في الدائرة الانتخابية الأولى.
وكان مناصرون لتحالف الفتح قد نظموا مطلع الأسبوع الماضي تظاهرات في أغلب المحافظات العراقية ضد نتائج الانتخابات و يرون بأن العملية شابها "التزوير".
وتجمع عدد من مناصري تحالف الفتح يوم الأربعاء، 20 تشرين ألأول أمام مبنى محافظة كركوك.
تظاهرة لمناصري تحالف الفتح في كركوك فيديو: كركوك ناو
وقال ابو جمانة الزبيدي، احد مناصري تحالف الفتح الرافض لنتائج الانتخابات، "الجماهير الرافضة والمحتشدة اعلنت رفضها بتظاهرات سلمية في عدد من مناطق كركوك رافضة لنتائج الانتخابات التي اعلنت عنها المفوضية العليا المستقلة في بغداد، وجاءت هذه التظاهرات عقب اعلان المفوضية لنتائج الانتخابات التي جاءت مغايرة لآمال وتطلعات الجماهير والتي يرفضها الجمهور المحتشد."
وتابع الزبيدي "ان الجماهير تطالب بإعادة العد والفرز اليدوي لان النتائج المعلنة ليست صحيحة ولا دقيقة من وجهة نظر الجمهور حيث ان الجماهير كان لديهم توجه تجاه مرشحيهم وقد شهد تحالف الفتح اقبالاً على عملية الاقتراع من جماهيره وبالتالي فإن الجمهور يعتقد بأن اصواتهم قد سُرقت، لذلك يجب اعادة الحقوق الى اهلها مطالبين بالعد والفرز اليدوي."
استخدام كلمة "الجماهير" لرفض نتائج الانتخابات من قبل مناصري الفتح يأتي في الوقت الذي لم يتجاوز فيه عدد أنصار تحالف الفتح المتجمعين أمام مبنى محافظة كركوك 100 شخص.
الجبهة العربية الموحدة هي الأخرى تنتقد نتائج الانتخابات وترى أنه ليس من المقبول أن يتم إجبار أحد مرشحيها الفائزين على التخلي عن مقعده البرلماني لكوتا النساء، في حين وصلت ثلاث مرشحات في الدوائر الانتخابية الأولى والثانية الى البرلمان.
الشيخ وصفي العاصي، الذي يترأس التحالف، حصل على الأصوات الكافية لفوزه بمقعد في الدائرة الانتخابية الثالثة لكنه بات ملزماً بالانسحاب لصالح احدى المرشحات.
تضم تلك الدائرة ثلاثة مقاعد، وحسب قانون الانتخابات يُخصص أحدها لكوتا النساء.
لكن الجبهة العربية الموحدة قالت في بيان، "المفوضية العليا للانتخابات في اول اعلان لها اعلنت فوز مرشح الجبهة العربية الموحدة الشيخ وصفي العاصي المرشح عن الدائرة الثالثة حيث ان الكوتا استوفت شروطها وهي نسبة لا تقل عن 25% للمحافظة، وبعد ان استوفت الكوتا شروطها في محافظة كركوك ادى الى فوز الشيخ وصفي العاصي."
خصص لمحافظة كركوك 12 مقعداً برلمانياً موزعة على ثلاث دوائر انتخابية،. وتأتي مطالبة الجبهة العربية الموحدة بتصعيد مرشحها بعد فوز مرشحتين في الدائرة الانتخابية الثانية و أخرى في الدائرة الانتخابية الأولى بمقاعد برلمانية.
وتري الجبهة العربية الموحدة بأن نسبة تمثيل النساء في كل دائرة انتخابية قد تحققت لذا "لم يكن هناك داع لانسحاب وصفي العاصي."
لكن مصدراً في مكتب كركوك للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات قال لـ(كركوك ناو)، "لا يتم احتساب مجموع المحافظة لاستيفاء شرط لكوتا، حتى لو كان جميع الفائزين بمقاعد الدائرة الانتخابية الأولى والثانية من النساء، يجب أن يخصص مقعد كوتا في الدائرة الثالثة للنساء، لأن قانون الانتخابات وضع نظام الكوتا للدوائر الانتخابية وليس على مستوى المحافظة."
حول الانتقادات التي تقدمت بها بعض الجهات ضد عملية الانتخابات بمحافظة كركوك قال المصدر، "الشكاوى والانتقادات أمر طبيعي بالأخص من قبل الذين لم تعجبهم النتائج... مشكلة عدم ظهور البصمات كانت موجودة في كافة محافظات العراق."
وأوضح المصدر، "ليست لدينا الصلاحية لإعادة فرز جميع الأصوات يدوياً، يجب أن تقرر بغداد ذلك... وهذا احتمال صعب جداً سينتج عنه فوضى، خصوصاً وانه قد تمت مطابقة نتائج العد الالكتروني واليدوي من قبل وكانت مطابقة."
لكن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات دققت ليلة أمس، 22 تشرين الأول، في 295 طعناً مقدماً من قبل المرشحين و الأحزاب المشاركة في الانتخابات، تم رفض 294 منها، باستثناء طعن واحد ضد نتائج عدد من محطات الاقتراع في كركوك، وقررت المفوضية "إعادة فرز الأصوات يدوياً لأن الطعن كان مرفقاً بالأدلة المطلوبة."
تعتبر الأحزاب والجهات الكوردية الفائزة الأولى في انتخابات برلمان العراق في محافظة كركوك بعد حصولها على ستة مقاعد، ولم تتقدم بطعون ضد النتائج رغم أنه كانت لديها بعض الشكاوى والاحتجاجات قبل انطلاق العملية.