في هجومين منفصلين بكركوك
مسلحو داعش يستهدفون قوات البيشمركة وعمال بصناعة الفحم

كركوك/ 2019/ قوات الشرطة الاتحادية تشن حملة بحث وتفتيش في كركوك   تصوير: كركوك ناو

كركوك ناو

وقع ستة عمال يعملون في صناعة الفحم في قرية تابعة لناحية العباسي بمحافظة كركوك في كمين نصبه مسلحون ينتمون لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) أسفر عن "مقتل" أربعة منهم وأصيب الاثنان الآخران بجروح، وفي حادث آخر في كركوك، قُتِل اثنان من قوات البيشمركة على يد مسلحي التنظيم.

وقع الهجومان يوم السبت، 30 تشرين الأول، في وق تشهد فيه كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها تصاعداً لتحركات مسلحي داعش.

العمال الستة الذين كانوا يعملون بصناعة الفحم في قرية الحوائج التابعة لناحية العباسي في المنطقة الواقعة بين محافظتي كركوك وصلاح الدين، وقعوا يوم السبت في كمين مسلحي داعش بينما كانوا متوجهين للعمل في جزيرة الجزرة على ضفاف نهر دجلة.

وقال شخص مقرب من أحد هؤلاء العمال لـ(كركوك ناو) "العمال جميعهم من القرية نفسها، فور وصولهم الى الجزرة وقعوا في الكمين وتعرضوا لوابل من النيران."

وأضاف "قًتِل اثنان منهم على الفور، وجرح اثنان آخران، فيما حاول الاثنان الآخران النجاة بأنفسهم والعودة، لكن كان عليهم عبور مياه النهر سباحةً.

قًتِل اثنان منهم على الفور، وجرح اثنان آخران، فيما حاول الاثنان الآخران النجاة بأنفسهم والعودة، لكن كان عليهم عبور مياه النهر سباحةً

أثناء توجه سكان قرية الحوائج ومسلحي الحشد العشائري لنجدة العمال، كانت قوات من الحشد الشعبي، الشرطة الاتحادية والشرطة المحلية لقضاء الحويجة تقوم بحملة تمشيط في جانب محافظة صلاح الدين بإشراف قيادة العمليات المشتركة في صلاح الدين.

الملا مجيد، أحد قادة الحشد العشائري في منطقة العباسي قال لـ(كركوك ناو)، "العاملان اللذان حاولا النجاة بأنفسهما بعد سماع الإطلاقات النارية وأرادا العودة سباحةً، تعرضا لإطلاق النار وقُتِلا أيضاً."

وأضاف، "تمكننا من العثور على جثة شهيد... الى جانب إنقاذ الجريحين، لا نعرف ماذا حل بجثث الثلاثة الآخرين."

تربط قرية الحوائج محافظة كركوك بمحافظة صلاح الدين وتقع القرية بالقرب من القصور الرئاسية التي تعود لعهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

يقصد هؤلاء العمال تلك الجزيرة أغلب ايام الاسبوع بهدف قطع الأشجار وجمع الحطب الذي يستخدمونه لاحقاً لصناعة الفحم وبيعه.

مصدر في شرطة الحويجة قال لـ(كركوك ناو) "أثناء توجه قوات الحشد العشائري الى مكان الحادث وقعت اشتباكات مسلحة... لكن لم يتضح فيما إن كان مسلحو داعش قد تكبدوا خسائر أم لا."

تلك المنطقة كانت في فترة سيطرة داعش بين عامي 2014 و 2017 تضم عشرات الأوكار و نفقاً كبيراً يختبئ فيها مسلحو داعش، حسبما افاد به بعض سكان المنطقة لـ(كركوك ناو).

في أواخر عام 2017 استعادت القوات العراقية السيطرة على المنطقة فيما قصفت قوات التحالف الدولي العديد من مخابئ و أوكار مسلحي داعش فيها.

"مسلحو داعش استأنفوا تحركاتهم في المنطقة وأصبحوا يشكلون خطراً على سكانها"، حسبما قال أحد اقرباء عمال الفحم.

مسلحو داعش استأنفوا تحركاتهم في المنطقة وأصبحوا يشكلون خطراً على سكانها

وفي الساعة 9:30 من ليلة أمس السبت، 30 تشرين الأول، شن مسلحو داعش هجوماً بالأسلحة الرشاشة في مرتفعات زوركة زراو بناحية بردي (آلتون كوبري) أسفر عن مقتل اثنين من قوات البيشمركة، حسبما أفاد به نوري حمه علي، مسؤول المحور الخامس لغرب كركوك  لوسائل الاعلام.

وزارة البيشمركة في حكومة اقليم كوردستان قالت في بيان لها "خلال ملاحقة الارهابيين والتصدي لهم، استشهد اثنان من البيشمركة الأبطال التابعين للواء العاشر مشاة وهما كل من خالد حميد هياس و آكو كريم قادر."

الهجوم كان الرابع الذي يشنه مسلحو داعش على القوات الأمنية والمدنيين في محافظة كركوك خلال الأيام الأربعة الماضية.

في ليلة 28 تشرين الأول 2021، هاجم مسلحو داعش نقطة مرابطة للجيش العراقي في حدود قضاء داقوق جنوبي المحافظة، أسفر عن مصرع أحد الجنود، وشهدت نفس الليلة الماضية هجوماً آخر لمسلحي داعش بالأسلحة القناصة استهدف القوات الأمنية، وقال مصدر مطلع قال لـ(كركوك ناو) بأن "هجوم داعش استهدف قوة تابعة للشرطة الاتحادية بالقرب من قرية السهيل، أدى الى استشهاد منتسب في اللواء 20 الفرقة الخامسة للشرطة الاتحادية."

وأضاف المصدر، "يستخدم مسلحو داعش في الفترة الأخيرة الأسلحة القناصة على نطاق واسع في هجماتهم.. الهجوم الذي وقع في قرية الشبيجة والذي استشهد خلاله عدد من أفراد الشرطة تم باستخدام الأسلحة القناصة ايضاً، لأن مسلحي داعش ليست لديهم القدرة على المواجهات المباشرة."

في هجوم قرية الشبيجة الذي وقع في 11 ايلول 2021، هاجم مسلحون، نسبتهم القوات الأمنية لتنظيم داعش، قوة تابعة للشرطة الاتحادية وأسفر الهجوم عن مصرع أربعة من أفراد الشرطة.

تشهد المناطق المتنازع عليها، خصوصاً في محافظات كركوك، ديالى و صلاح الدين مؤخراً حالة من عدم الاستقرار الأمني وتصاعداً للهجمات المسلحة التي تستهدف المدنيين و القوات الأمنية.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT