شن مسلحو الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) ليلة أمس، 3 تشرين الثاني، هجمات من ثلاثة محاور استهدفت القوات الأمنية العراقية وقوات البيشمركة في محافظة كركوك، دون وقوع ضحايا.
الهجوم الأول وقع قبل الساعة العاشرة ليلاً واستهدف نقطة عسكرية لعناصر الحشد العشائري في قرية ألبو شهاب جنوبي قضاء داقوق (44 كم جنوب مدينة كركوك)، حسبما أفاد مصدر أمني في القضاء.
وشدد المصدر "حدثت مواجهات مسلحة لفترة، بعد ذلك انسحب المسلحون وقاموا بقصف قرية ألبو شهاب بقنابل الهاون، دون أن يسفر الهجوم عن ضحايا."
تزامناً مع ذلك الهجوم، تم استهداف اللواء 20 للشرطة الاتحادية بناحية الرشاد التابعة لقضاء الحويجة، لكن الشرطة تصدت للهجوم، حسب المصدر.
حدثت مواجهات مسلحة لفترة، بعد ذلك انسحب المسلحون وقاموا بقصف قرية ألبو شهاب بقنابل الهاون
وفي الساعة العاشرة والنصف من نفس الليلة، هاجم مسلحو داعش اللواء 10 في قوات البيشمركة التابعة لحكومة اقليم كوردستان في مرتفعات زركه زراو في ناحية بردي (آلتون كوبري) بكركوك ووقعت مواجهات استمرت لـ20 دقيقة على الأقل.
ولفت مصدر في قوات البيشمركة المتواجدة في ذلك المحور بأن البيشمركة تصدت للمسلحين وأجبرتهم على الفرار. وكان ذلك ثاني هجوم لداعش يستهدف نفس المحور خلال هذا الأسبوع، حيث شن مسلحو داعش هجوماً بالأسلحة الرشاشة يوم السبت الماضي، 30 تشرين الأول أسفر عن مصرع اثنين من قوات البيشمركة، حسبما أفاد به نوري حمه علي، مسؤول المحور الخامس لغرب كركوك لوسائل الاعلام.
وشهد هذا الأسبوع سبعة هجمات لمسلحي داعش على القوات الأمنية والمدنيين في كركوك، خلّفت ثمانية قتلى، أربعة منهم مدنيون، لكن هجمات الليلة الماضية لم تسفر عن ضحايا.
وتشير احصائية لوزارة البيشمركة في حكومة اقليم كوردستان الى أن تنظيم داعش شن "ألفين و 412 هجوم ارهابي في العراق" منذ مطلع عام 2018 لغاية نهاية تشرين الأول من هذا العام.
استمرار تهديدات تنظيم داعش يأتي بالرغم من أن رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي أعلن في أواخر عام 2017 القضاء التام على تنظيم داعش في العراق، بعد قرابة ثلاث سنوات من المواجهات العسكرية.
داعش يستخدم تكتيكاً جديداً، أو يلجأ للهجمات الانتحارية أو زرع الألغام والعبوات الناسفة، وأحياناً يستهدف الأفراد بالأسلحة القناصة أو ينصب كمائن على الطرق
الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة اقليم كوردستان، الفريق الركن جبار ياور، قال في تصريح أدلى به اليوم، 4 تشرين الثاني، لـ(صوت أمريكا)، "شن تنظيم داعش خلال هذا العام فقط لغاية نهاية شهر تشرين الأول الماضي ما يقرب من 170 عملية ارهابية، وقعت أغلبها في المناطق الواقعة خارج إدارة اقليم كوردستان، لكن أساليب الهجمات مختلفة، في السابق، كان التنظيم يقاتل على الجبهات... لكنه الآن بات يستخدم اسلوب مهاجمة القوات العراقية و البيشمركة بمجاميع صغيرة ويستخدم تكتيكاً جديداً، أو يلجأ للهجمات الانتحارية أو زرع الألغام والعبوات الناسفة، وأحياناً يستهدف الأفراد بالأسلحة القناصة أو ينصب كمائن على الطرق أو يخطف المواطنين ويفرج عنهم مقابل مبالغ مالية."
حول السبب وراء تصاعد وتيرة هجمات داعش في الآونة الأخيرة يرى جبار ياور بأن ذلك "يعود الى محاولتهم زعزعة الأوضاع لعرقلة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعد أن أجريت الانتخابات البرلمانية."
لكنه أضاف، "داعش لم تعد لديه قدراته السابقة ولا يستطيع الهجوم والسيطرة على مناطق واسعة، وليست لديه مؤسسات كالتي كانت لديه في عام 2014."