ما الذي حدث في خدر جيجه؟
قصة ليلة مأساوية

صور عدد من الضحايا ومركبة قوات البيشمركة التي وقعت في كمين نصبه مسلحو داعش في منطقة جبل قرجوغ

كركوك ناو

تموقع أبناء اسماعيل خليل على سطح منزلهم بقرية خدر جيجه الواقعة على سفح جبل قرجوغ حين وصل الى قريتهم  نبأ هجوم عدد من مسلحي داعش. الأشقاء الكبار تبادلوا إطلاق النار مع مسلحي داعش فيما كان شقيقهم الأصغر برزان (11 سنة) يمدهم بالذخيرة.

حوالي الساعة العشرة من ليلة الخميس، 2 كانون الأول، داهم مسلحو داعش قرية خدر جيجه التابعة لقضاء مخمور، فتصدى سكان القرية بمساندة قوات البيشمركة المتمركزة في نقطة مرابطة عسكرية في القرية لهجوم داعش.

أحد ابناء اسماعيل خليل قال لـ(كركوك ناو)، "مع بدء اطلاق النار، حملنا أسلحتنا وتوجهنا الى سطح المنزل وتمركزنا هناك، كانوا يطلقون علينا النيران بمختلف أنواع الأسلحة، الكلاشينكوف، الأسلحة القناصة وحتى بالآر بي جي، قاومنا قدر ما استطعنا، سقط اثنان من اخوتي بجانبي، أصيبوا بنيران اسلحة قناصة، نفدت مني طلقات الرصاص... صرخت وطلبت من برزان أن يجلب لي الذخيرة."

لبى برزان (11 سنة) نداء أخيه الأكبر وذهب ليجلب طلقات رصاص من احدى غرف المنزل ثم ركض نحو سطح المنزل.

"صعد على السلم لكنه وقع قبل أن يصل الى السطح"، أصابت برزان شظية من قنبلة آر بي جي لقي حتفه على اثرها.

برزان كان ثالث أبناء اسماعيل خليل الذين قضوا في ذلك الهجوم.

barzan.maxmur

برزان اسماعيل خليل (11 سنة) قضى في الهجوم الذي شنه مسلحو داعش على قرية خدر جيجة

في الوقت الذي كان أبناء اسماعيل خليل يتصدون للهجوم، تعرضت قوة للبيشمركة متمركزة داخل مسجد القرية لإطلاق نار ولقي أحدهم مصرعه بعد أن اصيب بنيران اسلحة قناصة و جرح ثلاثة آخرون.

مصدر في قوات البيشمركة المتواجدة في منطقة جبل قرجوغ قال لـ(كركوك ناو)، "أثناء نقل الجرحى الثلاثة الى المستشفى تعرضت المركبة لحادث أسفر عن مصرع أحد أفراد البيشمركة... وصباح اليوم، الجمعة، توفي أحد البيشمركة متأثراً بجراحه."

بذلك وصلت حصيلة ضحايا قرية خدر جيجه الى ستة اشخاص.

عقب الهجوم، شنت قوات البيشمركة عملية تمشيط في المنطقة لتعقب مسلحي داعش.

العقيد نجاة خوله، أحد قادة قوات البيشمركة المرابطة في تلك المنطقة قال لـ(كركوك ناو)، "وقعت مركبة لقوات البيشمركة خلال العملية في كمين لمسلحي داعش وللأسف استشهد سبعة من البيشمركة."

وصل إجمالي عدد قتلى أحداث ليلة أمس في مخمور الى 13 شخصاً، لكن وزارة البيشمركة أشارت في بيانين صدرا يوم الجمعة الى مقتل سبعة من البيشمركة و ثلاثة مدنيين فقط.

وشدد العقيد نجاة خوله على أن "مفرزة البيشمركة التي وقعت في كمين داعش أرادت منع مسلحي داعش الذين هاجموا قرية خدر جيجة من الفرار."

"كنت قريباُ من موقع الحادث في قرية نازي كاند، نُصِب الكمين باستخدام عبوة ناسفة."

 تعتبر سلسلة جبال قرجوغ شرق قضاء مخمور وجنوب شرق محافظة نينوى منطقة وعرة نسبياً وهي مناسبة لاختباء مسلحي داعش فيها. كما أنها تمثل منطقة فاصلة بين مواقع تمركز القوات العراقية وقوات البيشمركة، غير أن القرية التي وقع فيها هجوم ليلة أمس تخضع لسيطرة القوات التابعة لحكومة اقليم كوردستان.

dzhatiror

مخمور/ آذار 2020/ عملية عسكرية في جبل قرجوغ   تصوير: جهاز مكافحة الارهاب العراقي 

بعد إعلان الحكومة العراقية  نهاية سيطرة تنظيم داعش أواخر عام 2017، يشن مسلحو التنظيم باستمرار عمليات في تلك السلسلة الجبلية تستهدف القوات الأمنية والمدنيين.

حسب القائد في قوات البيشمركة في تلك المنطقة، " شارك ما لا يقل عن 40 مسلحاً لداعش في الهجوم موزعين على مفرزتين".

قضاء مخمور من ضمن المناطق المتنازع عليها و يقع جنوب شرق الموصل، بعد 2003 كان القضاء يُدار من قبل حكومة الاقليم، لكن بعد أحداث 16 أكتوبر 2017 وعودة القوات العراقية المناطق المتنازع عليها، تولت الحكومة العراقية مسؤولية الملف الأمني والاداري للقضاء.

وزارة البيشمركة في حكومة اقليم كوردستان قالت في بيانها اليوم، الجمعة 3 كانون الأول، "دماء شهدائنا لن تضيع سدىً وسيدفع الارهابيون ومن يساندهم الثمن باهظاً."

كما دعت الى ضرورة "إخراج التنسيق والتعاون بين وزارة البيشمركة ووزارة الدفاع والتحالف الدولي من مرحلة الجمود، والبدء بالسرعة القصوى ودون أي انتظار، بتنفيذ عملية مشتركة، ويجب ألا نسمح مرة أخرى بأن يظل حال الإرهابيين وأوكارهم كما هو أو أن تكون لهم مناطق محمية".

هجوم قرية خدر جيجه جاء بعد ساعتين من هجوم آخر شنه مسلحو داعش على قرية ليهبان الواقعة ضمن حدود ناحية سركران شمالي محافظة كركوك، وهي محاذية لمنطقة جبل قرجوخ.

غازي فيصل، آمر قوات المتطوعين في قرجوغ – قوة متطوعة تقاتل ضد داعش في تلك المنطقة- قال لـ(كركوك ناو)، "في معركة قرية ليهبان، تم دحر هجوم داعش ولم تقع خسائر في الأرواح."

أحد سكان قرية خدر جيجه قال لـ(كركوك ناو) صباح اليوم، "فقدنا ثلاثة اشخاص، لا أحد يشعر بأن حياته في مأمن، هذه المنطقة تخضع لسيطرة حكومة الاقليم ومن واجبها حماية أرواحنا."

من جانبها، طالبت رئاسة اقليم كوردستان بضرورة الرد بقوة وبسرعة على مسلحي داعش في العراق، وشددت على تعزيز التنسيق بين البيشمركة والقوات العراقية، ذلك بدعم من التحالف الدولي.

 بغض النظر عن ردود الأفعال والخطوات التي ستتخذ مستقبلاً، فقد اسماعيل خليل ثلاثة من ابنائه الستة، وفوق ذلك لا يعرف الى أين سيؤول مصير الثلاثة الآخرين.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT