سُجلت في محافظة كركوك 98 حالة "انتحار" منذ مطلع هذا العام، أغلبهم إناث مشيراً الى ارتفاع في عدد الحالات مقارنة بالعام السابق.
وفقاً لإحصائية حصلت عليها (كركوك ناو) من المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، شهد عام 2021 تسجيل 98 حالة "انتحار" بصورة رسمية، 78 منهم إناث فوق سن الـ20.
سجاد جمعة، مسؤول مكتب كركوك للمفوضية العليا المستقلة لحقوق الانسان في العراق قال لـ(كركوك ناو)، "عدد حالات الانتحار ازدادت هذا العام مقارنة بالعام 2020."
وشهد عام 2020 تسجيل 65 حالة "انتحار" في كركوك، 50 منهم كانوا إناث.
"أغلب المنتحرين تتراوح أعمارهم بين 20 و 45 سنة"، حسبما قال سجاد جمعة الذي أشار الى أن الأسباب الرئيسية وراء تلك الحالات تتمثل في "العنف الأسري، الاضطرابات النفسية و تردي الظروف المعيشية."
ودعا المسؤول في مفوضية حقوق الانسان جميع المؤسسات الحكومية ورجال الدين الى بذل الجهود من أجل خفض معدلات "الانتحار".
حسب آخر احصائيات وزارة الداخلية العراقية، تم تسجيل أكثر من 772 حالة "انتحار" في العراق، وهذا العدد أكبر مقارنة بعام 2020 الي شهد تسجيل 663 حالة، حسبما نشرته شبكة الاعلام العراقي شبه الرسمية.
بعض تلك الحالات لفتيات تحت سن الرابعة عشرة، أقدمن على الانتحار بسبب إجبارهن على الزواج
وجاء في تلك الاحصائية بأن نسبة 55.9 بالمائة من الذين "انتحروا" هم من الذكور، وأن نسبة 40 بالمائة منهم كانوا متزوجين، كما أن أعمار أكثر من 36 بالمائة من الضحايا أقل من 20 سنة، وأعمار نسبة 32 بالمائة منهم تتراوح بين 20 و 30 سنة.
وتقول وزارة الداخلية بأن دوافع الانتحار لـ35.22 بالمائة تتعلق بالضغوط النفسية، 34.64 بالمائة بسبب اضطرابات نفسية، 13 بالمائة بسبب الفقر، 9.5 بالمائة بسبب البطالة وقسم منهم "أقدموا على الانتحار" بسبب الفشل في الدراسة.
وتقول المحامية مها عبد الجميلي من كركوك بأن بعض حالات "الانتحار" تعود الى تعاطي وإدمان المواد المخدرة، "لم يتبق لديهم المال لشراء المواد المخدرة فلجأوا الى الانتحار"، وأضافت الجميلي في حديثها لـ(كركوك ناو)، "نأسف لهذا الارتفاع في معدلات الانتحار في العراق، بعض تلك الحالات لفتيات تحت سن الرابعة عشرة، أقدمن على الانتحار بسبب إجبارهن على الزواج."
في عام 2019، جاءت محافظة كركوك في المرتبة الأولى على مستوى العراق من حيث عدد حالات "الانتحار " بـ106 حالات، 89 منها كانت لإناث.
حسب احصائيات وزارة الداخلية العراقية في عام 2019، تم تسجيل 605 حالة "انتحار" في عموم العراق، وفي عام 2018 سُجّلت 530 حالة أما عام 2017 فشهد تسجيل 462 حالة "انتحار".
سامال جبار بازياني، إمام وخطيب جامع السجادة النبوية في كركوك قال لـ(كركوك ناو)، "دأبنا عن طريق منابر الجوامع والندوات والاجتماعات على إعطاء النصائح والارشادات للمواطنين لكي يقوي الناس محبتهم لله وأوضحنا لهم بأن الانتحار لا يصب في مصلحة أحد وليس حلاً لأية مشكلة."
"الناس يشعرون باليأس لذا يلجؤون للانتحار"، وشدد بازياني على ضرورة أن تضع الحكومة خطط وبرامج لمواجهة تلك الظاهرة والحد منها."
تفاقم حالات الانتحار في كركوك يتزامن مع مساعي لإقرار قانون مناهضة العنف الأسري الذي يتطرق الى عدة سبل للحد من العنف الأسري من بينها فتح ملاذات في المحافظات، غير أن هذا القانون لم يُقر بعد من قبل البرلمان العراقي.